كاظم عبد الحسين عباس
في تزامن وتوقيت متقارب جدا جرى الاعلان عن أجتماع جديد ل(المؤتمر القومي العربي ) يرافقه أو يتبعه فعالية مشابهة للمنتدى القومي في لبنان . وفي دمشق تجري الاستعدات لعقد ( المؤتمر القومي الرابع عشر لحزب البعث العربي الأشتراكي ) وهو مؤتمر تأخر انعاقده قرابة ٤٠ عام !!! على الرغم من كون
( حزب البعث العربي الأشتراكي) هو الذي يحكم سوريا منذ عام ١٩٦٦ م حيث ارتد حافظ الاسد على القيادة القومية الشرعية وأصدر على من لم يلتحق به وبردته السوداء أحكام الاعدام وفي مقدمتهم الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله الذي قام بتجريف قبره في بغداد فيلق بدر وميليشيات حزب الدعوة الايرانية التي تقاتل مع ( رفيقهم بشار الاسد ) ضد الشعب السوري بعد غزو العراق وأحتلاله سنة ٢٠٠٣ م.
مؤتمرات بيروت استبعدت الشأن العراقي وكأن القومية المؤتمرة ببيروت تنكر ان العراق بلد عربي وانه محتل مع ان العالم كله يقول بان العراق محتل والدول التي تحتل العراق تقول انه محتل وانها أخطأت في قرار أحتلاله أصلا مرة وأخطأت مرة أخرى عندما سلمته الى ايران لتحتله . كأن العالم كله على خطأ وعدم دراية وغباء الا أصحاب المؤتمر والمنتدى ( القومي ) حيث لوحدهم ينكرون ما يجري على أرض العراق من صراع دموي بين المقاومة والشعب العراقي وبين ايران ممثلة بالاحزاب ( الصفوية الايرانية ) والفيالق والمليشيات التي كانت تقاتل العراق مع ايران في سنوات العدوان الايراني الذي أطلقه خميني لاحتلال العراق وتصدير الطائفية المجوسية الكسروية له وينكرون دونا عن كل الدنيا ما يقوله الرئيس والادارة الامريكية والبريطانية والفرنسية والصينية والروسية والسعودية والخليجية ومعظم الاقطار العربية من ان ايران تحتل العراق مستثمرة ( أخطاء ادارية لدول الغزو ) . وزيادة على هذا فان ( رفاقنا ) في مؤتمرات المؤتمر القومي ومنتداه ينكرون ان هناك في العراق كان حزب بعث عربي اشتراكي قومي حكم العراق ٣٥ عام حتى جاء الغزو الامريكي وأجتثه وأعدم قيادته القطرية والقومية وأغتال قرابة ٢٠٠ الف من كادره وأعضاءه وهمهم الأعظم هو مناقشة ( الطائفية ) في مؤتمرهم وفعالياتهم التي يحضرها بل لنا ان نقول يسوسها ( رأس الطائفية وأحد أهم وأخطر عرابيها وهو حزب الله اللبناني التابع قولا وفعلا وصراحة وعلنا لايران التي تحتل العراق وتقتل الشعب السوري لتحمي النظام القومي في دمشق ) ..
هذه ليست مفارقة .. ان يكون البعث المذبوح والمقاتل المقاوم في العراق المحتل ليس قوميا ولا يعني قوميوا المؤتمر القومي ومنتداه بشئ في حين يكون نظام الاسد الطائفي المتحالف مع ايران الطائفية قومي الى النخاع !!! وليس مفارقة ان يكون هؤلاء القوميون مع بشار وايران ضد العراق والبعث في العراق..
اللهم ربي اشهد انه نفاق وتزوير وخول وتحريف وارتداد وخيانة ومؤامرة مكملة للغزو والاجتثاث والاحتلال الامريكي الايراني الصهيوني للعراق..
واذا وضعنا خلف ظهورنا فعاليات القوميون المتحالفون ضد العراق والبعث في العراق المساندون للاحتلال الايراني المتحالف مع بشار في سوريا والذين اراد لهم ( خطهم القومي) أن يكونوا شباطيين لحين ما تسقط الشباطية عما قريب لنرى أية وجهة يتجهون …اذا غادرنا الخول القومي المتهافت في مؤتمراته المتهافتة في لبنان وانتقلنا الى المؤتمر القومي الاخر الأهم والأخطر في ( القيادة القومية لحزب البعث بدمشق ) والذي أعلن عن بعض توجهاته وبعض حضوره كما يأتي :
أولا : ان هذا البعث الذي ينعقد بدمشق هو غير البعث الذي حلته أميركا وذبحته جيوشها وجيوش ايران المتختلة تحت جناح أميركا وبريطانيا والصهيونية , انه بعث مختلف وأهدافه ليست وحدة . حرية . اشتراكية . وشعاره ليس أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ( اليس هذا هو الذي يستوجب ليكون البعث الجديد هو غير بعث العراق مع اننا نعرف منذ عام ١٩٦٦ ونعلن على الملأ انه ليس بعث ؟؟) . وهذه المعلومة التي نشرت في بعض الصحف الدمشقية هي غزل ( قومي خااااالص) لمن يعنيهم الامر وأولهم ايران وأميركا والكيان الصهيوني . وهذا تأكيد لما ذكرناه عن قومية مؤتمرات لبنان أعلاه.
ثانيا : المؤتمر القومي الذي عطله نظام الأسد قرابة أربعين سنة س( يحل القيادة القومية ) ويؤسس بدلها ( مجلس استشاري قومي)…وهنا يتضح الهدف الأهم لهذا المؤتمر الا وهو طمس هذا المسمى القومي والغاء استخدامه توافقا وتناغما مع الاجتثاث الامريكي الايراني الصهيوني للبعث .
ثالثا: ان المؤتمر سينتخب أحد أكبر الاعضاء سنا ونضالا وفكرا وعقيدة ونتاجا قوميا أمينا عاما للمجلس الاستشاري الجديد الا وهو ( الرفيق ) بشار الأسد . القرار متخذ سلفا وبتعميد خامنئي والمؤتمر القومي في لبنان وبختم حزب الله اللبناني والحشد الشعوبي في العراق وميليشيات علي السيستاني . هنا تتكرس القومية بأعظم وأجل معانيها التي وضعتها ايران والامبرياليتين الروسية والامريكية والصهيونية ( القومية القاتلة للشعب والمتلبسة بجلد الطائفية السياسية بأبشع جلودها الاجرامية . القومية التي قتلت الشعب السوري وهدمت ما بنته سوريا في معظم مدنها وريفها بالكيمياوي والبراميل المتفجرة فضلا عن قنابل الطائرات والصواريخ وعذابات السجون والمعتقلات .. وهنا تقع نقاط الفصل التي خطط لها باتقان بين نهج العراق البعثي القومي الحقيقي الذي تم التخلص منه ( كما يخيل لهم ) وبين قومية الردة التي قاتلت مع ايران لاكثر من أربعين سنة كي تسود وتحقق أهدافها في القضاء على القومية العربية وتمثيلها الشعبي الواسع وتعاونت مع الغزو الامريكي وقبله تامرت بشراسة ودموية وجيشت الجيوش ضد العراق البعثي القومي التحرري الأشتراكي .
اننا ازاء عصر القومية التي نجحت في جلب كتائب ايران المليشياوية وحرسها الثوري وميليشياتها الطائفية القذرة البغيضة المجرمة ولم تتمكن من جلب كتيبة عربية واحدة من أي جيش عربي ليقاتل معها . عصر القومية التي ينظر لها من لم ير لهم العرب فعلا تنمويا ولا تربويا ولا ثقافيا ولا دبلوماسيا مخلصا لوجه الله والعروبة.
رابعا: في أخبار المؤتمر القومي الذي الغي وقبر لاربعين سنة انه نهض من قبره فعالا مقتدرا ليعيد النظر ب ( المنطلقات النظرية للبعث) .. وهنا تسكب العبرات .. فالقصد واضح وهو انهاء البعث وتجريده من اسمه .. نعم هذا ما نراه ..فالبعث في سوريا لم يبق منه غير الاسم وأن الأوان للانتهاء من هذا الاسم مثلما يتم التخلص من مسمى القيادة القومية التي كانت تمثل الأمة العربية الواحدة وتمثل صورة الأمة المرتجاة ورمزا للوحدة العربية واشارة ضمنية لنوع الحكم القومي الذي ينشده العرب بعد أن أدركوا أهمية الوحدة الحياتية الاستثنائية لهم .
وفقرة مما تم الاعلان عنه في برنامج عمل المؤتمر القومي الناهض من موت دام اربعة عقود لم أفهمها ولم أهضمها ولم تتمكن عيوني من مغادرة حروفها : الفقرة تقول ان المؤتمر القومي المبعوث من الموت سيعمل على توحيد تنظيمي البعث في العراق وسوريا .
لم أفهمها لان هناك وفد ( للبعث في العراق كما أعلن ) سيحضر المؤتمر وبهذا فان الوحدة متحققة ولا ادي سبب الهم الذي سينشغل به بعثيوا الأسد وايران وحزب الله لتحقيق الوحدة والأمين القطري للبعث كما يسمونه اعلن اسمه الذي سيترأس وفد البعث العراقي وانا عن نفسي بعثي عراقي من عام ١٩٦٨ م ولم أسمع باسم الرجل ولا أدري هل سيخرج من بغداد بتأشيرة سفر من وزارة داخلية فيلق بدر أم ان هناك تشكيل من المحاصصات الفئوية في العملية السياسية ستصاحبه ..!!!
أرجو أن لا يفهم اننا نهزأ في مقالنا هذا ..لا والعياذ بالله .. فنحن في حقيقة الأمر نبلع العلقم ونطرش أحشاءنا .. نعم نحن نتوجع لحال أمتنا التي تكالب عليها بعض من حسبوا عليها بتمكين من أعداءها .
وعبارة أخيرة تضع نقطة في نهاية هذا السطر .. على رسلكم أيها العابثون فالعرب أمة أكبر من أن تخدعوها والبعث العربي القومي التحرري الاشتراكي الذي عرفته الدنيا كلها في العراق ورفاقه في كل ساحة امتنا المجيدة أعظم من أن تقدرون عليه .. واذا كانت اميركا وايران قد طلبت عونكم للانتهاء من البعث فلأنها تيقنت انها قد عجزت عن انجاز المهمة ومن البديهي ان ما عجز عنه أسيادكم الأقوياء لن تقووا عليه انتم .والله أكبر فلعل ضارتكم نافعه فلقد أن الأوان أن تقولوا للعالم انكم لستم البعث العربي القومي الاشتراكي بل قوميون مستأجرون لصالح كسرى ونصر الله.