لما كانت العروبة مشروع نهوض الأمة وتوحدها، من حالة التجزئة إلى الوحدة ومن حالة العبودية إلى مقاومة الاستبداد و انتزاع الاستقلال، بمعالجة مظاهر الاختلال الفكرية والتنموية والتخلف.
و لما كانت كل ذلك، إضافة لكونها و قبل أي شيء الرابطة الجامعة والهوية، يصح أن نقول إن المفهوم هو كل ذلك واحد وموحد والاستدلال غير قابل للتجزئة أو المقايضة بشأن أي جزئية في سوق نخاسة المواقف والبيع الرخيص الذى يمتهنه بعض مدعى الحرص على القومية العربية من خلال تشريع احتلال و تحريم آخر.
فلا يوجد احتلال حميد للأمة وآخر خبيث كما لا توجد تصنيفات للاحتلال حتى بالمقاييس الدولية والإنسانية.
فالاحتلال حالة عدوانية استعمارية واحدة المفهوم و القياس وإن تعددت أساليبه المتبعة من احتلال مباشر، أو عسكري أو أمني أو اقتصادي.
ولا يوجد احتلال عدو و احتلال صديق أو حليف، فكل التوصيفات لا تلغي مشروعية بكافة السبل و الطرق المتاحة.
ان اخطر ما يواجه مقاومة الأمة الآن في كيانها ووجودها وهويتها هو الاحتلال الفارسي، وهو المتماهى مع المشروع الصهيوني بل يفوقه خطورة حيث يجد من يناصره و يتحالف معه لأسباب كثيرة.
ونكتفي هنا بما يسمى المنتديات القومية التى تسوق للاحتلال الإيراني من منظورها وهو الأخطر على الأمة لأنه يحمل السم مع الدسم.
وإن الشخصيات التى ناضلت تاريخيا مدعية الحرص على الوحدة والعروبة والأمة وقدمت المشاريع و الرؤى الاستراتيجية في كيفية الحماية والنهوض، تكشفت ألاعيبها وتعرت حقيقة مواقفها فأضحت أداة رخيصة بيد أصحاب المشروع الإيراني، من خلال الترويج له، والادعاء بأنه لا يضر الأمة و اعتبار إيران حالة عمق استراتيجى للعرب في مواجهة الكيان الصهيوني قافزة على احتلاله للأحواز العربية والجزر الثلات ومتناسية دوره في تخريب العراق و احتلاله و تهديداته لعواصم الأمة إضافة إلى دوره في سوريا.
تكمن خطورة تلك المنتديات أنها تقوم على المذهبية والطائفية مما يستوجب التصدي لها و فضح دورها عبر عدة خطوات منها
التأسيس لفضاء عربي يتعهد وينهض لفضح المشروع الفارسي الصفوي ويعري عملاءه ويتصدى للتمدد الصفوي، وبعث فروع له في كل قطر عربي، ويتكون من أشخاص ذوي حس وطني و قومي عالي لا مخاتلة فيه.
هذا وتبقى الجبهة القومية والوطنية وتثبيتها في كل الأقطار العربية والتفاف كل القوى التقدمية الوطنية والقومية حولها أحد أبرز الضرورات الملحة لتقطيع أذرع الأخطبوط الفارسي ودفع شروره وأحقاده وأطماعه في بلاد العرب.
خالد الشيخ
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام