كاظم عبد الحسين عباس
لسنوات طوال والعالم يقف على أقدامه لا يعرف للراحة طعماً ولا مذاق تحت ضجيج الإعلام الأمريكي الصهيوني الإمبريالي وهو يبحث عن (حل) لمعضلة العراق. معضلة العراق تمثلت بإقدام حكومة العراق (المشكلة) بتأميم ثروات البلاد وأنهت التمرد الكردي فوحدت العراق وبدأت بتنفيذ خطط تنمية خمسية ويومية لإنقاذ العراق من الجهل والفقر والتخلف ومارست سيادة عراقية لم تمارس من قبل لا في العراق ولا في المنطقة برمتها . العراق
(المشكلة التي يبحثون لها عن حل) أعدم الجواسيس وبنى المشافي والمدارس ونوع مصادر التسليح وأقام صناعات عديدة ومتنوعه في طول البلاد وعرضها وانتهت فيه الأمية والبطالة. العراق (الذي يبحثون له عن حل) صار له جيش عظيم ومخابرات كفوءة وأمن مستتب وعلاقات عربية ودولية (مخيفة).
وبعد أن جرب الباحثون عن حل للعراق العربي القومي الوحدوي التحرري المقاوم للصهيونية واحتلالها وإيران ومشاريعها والذي طرد الاحتكارات بكل مسمياتها حلولاً محلية ولم تفلح وحرب إيرانية مدبرة ولم تحقق أغراضها رغم إصرار خميني على إدامتها لثمان سنوات ومؤامرات إقليمية سقطت هي ومدبريها وحصار ظالم جائر جاع فيه العراق وعومت عملته وانهارت كل مقومات اقتصاده وجفت جميع روافد هذا الاقتصاد لكنه لم يركع العراق ولم يصل إلى (الحل الذي تريده أميركا والصهيونية وإيران الصفوية المجوسية). بعد كل ما جرى من تآمر وعدوانات جاءت جيوش الغزو تحمل (الحل):
اغتيال النظام (المشكلة).
حل الجيش الذي غلب تدابيرهم الداخلية والخارجية.
حل قوى الأمن كلها لإنهاء الأمن الذي استتب في العراق فصار (مشكلة إيرانية صهيونية).
اجتثاث البعث وهو الحزب الوطني القومي الذي شكل رجاله كل المشاكل لأمريكا وإيران والكيان الصهيوني وتحول الى كوابيس للبنتاغون والموساد والمؤسسة الكهنونتية اللاهوتية الفارسية ولذكاء الإنجليز ودهائهم المزعوم.
إعدام رجال العراق وتغييب آخرين منهم في المعتقلات والسجون.
إلغاء التجنيد الإلزامي.
إهمال التعليم والخدمات الصحية والخدمات البلدية.
جاء الحل على سرف الدبابات وفي عقود الخيانة مع الجلبي وعلاوي والحكيم والدعوة الإيرانية وبدر التي يقودها قاسم سليماني وضباط الحرس الثوري والحزب الاسلامي (المظلوم).
جاء الحل مع دخول فيالق إيران المدججة بالسلاح بعد استكمال انتشار قوات الاحتلال الأمريكي وأحزاب إيران التي قاتلت مع إيران ضد جيش العراق.
جاء الحل ونام العالم الذي ظل مستيقظاً يخاف النووي العراقي والكيمياوي العراقي والجمرة الخبيثة العراقية والمدفع العملاق وصواريخ الحسين والعباس العراقية. نام توني بلير وبوش والعرب الخائفون وأوربا المرعوبة بشقيها الإمبريالي العتيق والإمبريالي الملتحق حديثاً بعد (حل الاتحاد السوفيتي).
وبعد ١٤ سنة بشهورها ولياليها وبكل ما تضمنته من (إنجازات الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهم يحاولون الوصول إلى حل للعراق المشكلة المعضلة العويصة) وها هم ذات الجوقة الموسيقية العتيدة تثقب آذاننا وآذان العالم وهي … تبحث عن حلول للعراق وما يواجهه من كوارث نتجت عن الحل …
أميركا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني وبعض أشقائنا وجيراننا وشركاءنا في الدين والإيمان والمتعاقدين مع الغزاة كلهم .. يبحثون عن حلول..
فهل سمعتم عن حل ينتج عنه بحث عن حلول كما حصل في العراق؟
حتى المنظومة الشيوعية الاشتراكية السوفيتية التي شغلتهم كما شغلت العراق وربما أقل قليلاً حين تمكنوا من الحل رأينا بعد وقت قصير دولاً تقف على أقدامها متحولة جنسياً من الشيوعية للرأسمالية ومنها روسيا التي ما لبثت وعادت قوة إمبريالية تصنع ما يفوق صناعة الاتحاد السوفيتي السابق وتنافس على المستعمرات واليابان وألمانيا وغيرها .. إلا العراق .. لم يحقق الحل فيه أي حل ونتج عن الحل كوارث ومعجزات.
الاحتلال المركب الذي أنتج (الحل) الذي ناضل من أجله أحمد الجلبي ونوري المالكي والحكيم ومن هم على شاكلتهم والحزب الإسلامي وأحزاب إيران وتياراتها وعمليتهم السياسية وحكوماتها وبرلماناتها كلهم الآن يبحثون عن حلول:
مصالحة لا ندري من مع ما لا ندري من.
إيقاف مفوضية الانتخابات التي ثبت بعد ١٤ سنة للبرلمان الذي أنتجته بأنها مزورة وبعيدة عن الديمقراطية.
داعش التي أطلق إعلان تشكيلها نوري المالكي الدعوجي يبحث حيدر العبادي الدعوجي أيضاً عن حل لها مع جيوش أميركا وفرنسا وبريطانيا.
النازحون بالملايين بفضل حروبهم المحلية يبحثون لهم عن حلول.
الكهرباء المدمرة التي سرقوا تحت يافطات إعادتها ٢٥٠ مليار دولار يبحثون عن حلول لها.
الجيش الذي حلوه يبحثون له عن حلول بالقتل والمطاردة والاعتقال والتهجير والرواتب التقاعدية التي أجهضت ميزانية (الدولة).
مليون موظف أحيل على التقاعد وصار مصدر قلق للميزانية.
ثلاثة ملايين سجين سياسي نزلوا من (المجهول) تصرخ وزارة ماليتهم تحت وطأة رواتبهم ومكافآتهم.
الخدمة الجهادية التي ابتكروها وقصمت ظهر السيولة المادية.
الملايين التي اعتقلوها وحولوها إلى جثث ميتة سريرياً.
الجيش والشرطة التي فتحوا لها أبواب التطوع ومنحوها جوازات سفر للتدريب في دول الجوار ودول الاقتدار وبعد أن عاد (الشباب) إلى العراق هجروا الجيش والشرطة وما بقي منهم إلا القلة القليلة يخدمون (الحل).
العشائر التي أغروها بالمال والسلاح صار بعض رجالها يمارسون الشذوذ فيقتلهم أبناءهم وباقي العشائر تقتتل ثأراً ولغايات أخرى لا تنتهي.
آلاف مؤلفه من الفضائيين يستلمون مليارات الدنانير تحت عنوان الرعاية الاجتماعية وصاروا معضلة يبحثون لها عن حلول.
الأمن المفقود. الطائفية والمحاصصة. النظام البرلماني. المصانع المعطلة. المليارات الضائعة. الملايين من الأرامل والأيتام . نظام الانتخابات. الفساد المالي والإداري والأخلاقي. الانحلال الاجتماعي والتشرذم العائلي. التربية والتعليم الذي تاه. الممارسات الغريبة المعبرة عن الجهل والخرافة والخيال المريض. الممارسات المذهبية المعبرة عن عودة العقل البشري إلى عصور ما قبل التاريخ.
كلها تبحث عن حلول للحل الذي تم تحقيقه بغزو العراق واحتلاله وتسليمه إلى إيران.
من أين يأتي الحل أو الحلول:
هذه قضية أخرى لوحدها.
فالمتأمركون يبشروننا يومياً بحلول أمريكية.
والمتأمركرون المتصهينيون يغرقوننا بزغاريد الحل الإيراني الصهيوني.
وسماسرة العملية السياسية ينفخون بقرب حلول لا عد ولا حصر لها دون جدوى.
وأهل المذاهب يقدمون لنا حلول تأتي على جنائز (رمزية) لمن غادر الدنيا قبل ألف ونيف من السنوات من آل البيت عليهم سلام الله من جهة وسواهم من الجهة المقابلة يبشروننا بابن القيم وابن تيمية وآخرون محدثون من أولي العزم رضوان الله عليهم.
وما زالت أميركا الجمهورية .. تبحث عن حل للحل الأمريكي الجمهوري ولمضاعفاته الديمقراطية .. ومعها إيران تجتهد بشخص قاسم سليماني .. وجل شعبنا يدفع الدم مهراً للحل الذي أرادته اميركا وعلاوي والحكيم والجلبي وتل ابيب ..
والعجب العجاب أن يكون بعض اشقاءنا أيضًا يشكلون طوابير في تظاهرات الحل للحل الذي اوجد آلاف المشاكل التي لا تحل إلا بإرادة واحد أحد.
لذلك نقول: الحل عراقي بإرادة الشعب إن قرر الالتحاق بمن لازالت بنادقهم تطلق الرصاص وعلب زيتها لم ولن تجف.