عندما تحدثت الأساطير قديماً عن طائر العنقاء وكيف ينفض عنه غبار الموت معلناً انبعاث حياه أخرى متحدياً الموت في مسلسل صراع بين البقاء والفناء لم يكن في خلد تلك الأساطير أن تصبح حقيقه ومتجسدة وحية، لم يعلم من أوجد العنقاء وخط في وجدان الشعوب أساطير وحكايات عن الإنسان وعشقه للحياة والحرية قد أسقط سهواً عن باله أن الأسطورة تتمثل بالبعث المتجدد، فلا ألياذة إغريقية و لا أسطورة رومانية ولا ملحمة
كلكامش رغم البراعة في الكتابة والتوصيف والإنشاء الوجدانى في البطولات قد ضاهت ما للبعث من توصيف.
صاغ البعث واختصر بتجدده وبقاءه كل الأساطير وتفوق عليها بإرادة عرببة يعربية وبنكهة عراقية خالصة.
البعث طريق الارتقاء من تضحية الشهداء . جبل البعث الإرادة والصبر من دموع الأمهات وخلد أسمه وأسماء الأبطال على صخرة الكبرياء، حارب البعث كل شياطين الأرض وقاتل من المردة أضعاف من قاتلهم أصحاب الأساطير . قاوم الشر وغزل قوته من خيوط الشمس فكان هو الأسطورة والمعلقات وهو الملحمة وهو العنقاء وهو كل ذلك وأكثر.
تلاقى البعث والتاريخ جاعلاً منه قوة إرادة الحاضر وصنعه استشراف مستقبل أمة .عبر البعث تاريخ النشأة إلى استحضار ما بعد الولادة فكان التحدي وكان التصدى للشياطين مستلاً سلاح العقيدة وقوة الفكر وإرادة المناضلين خاض المعارك دون تردد ووجل باسطاً راية العرب على أرض تحطمت عليها جيوش الشياطين من بقاع شتى، لم يهن ولم ينحنى ولم يستكين..
أعلن البعث المشروع العروبي الكبير وجعل الأمة وعزتها ونهضتها نصب أعين المناضلين قاده عظام وأبطال خلدهم بأعمالهم وعطاءاتهم سجل يضاف للبعث من رصيد ثمين، فكر وقيادة وحشد من مناضلين. فالبعث مشروع أمة ولأجل الأمة تروى وتسفك الدماء، أعطى للبشرية نموذجاً نادراً في التحدى والإرادة والتصميم والثبات على المبادىء لم يساوم ولم يسلم للآخرين في مشيئتهم فهو مع مشيئة الله ولله الأمر، أدرك البعثيون معنى أن تكون بعثياً ومعنى التحدى، أدرك القادة عظم الأمور وأدركوا حجم الآمال والتمنيات وهب البعث لأجل هذا قائداً كان الضرورة للمسيرة ومجاهداً أصبغ عليها النكهة العراقية أبدع القائد صدام رحمه الله و بإبداعه ولأجل ذلك اغتالوه معلنين انتهاء المسيرة وفناء البعث لكنهم لم يقرؤا من سفر العنقاء العربية ولم يدركوا أن دماء البعث تزهر وإن غاب قائد فهناك المجاهد لا بل شيخهم عزم إبراهيم فهو عنقاء المرحلة والبعث ملحمة الزمان والمعركة على أرضه وله كل الساحات، فللبعث تسمى العنقاء فداء وللأمة رجال عاهدوا على المضى قدماً نحو التضحيات ولنا في كل يوم قيامة وقيامة الأمة تختصر القيامات.