تسعى كل الفلسفات والنظم إلى بناء الإنسان باعتباره محور البناء ومرتكز أي إنجاز حضاري، حسب رؤيتها للوجود وبما يتفق والقيمة العليا التي تتبوأ رأس الهرم لديها، فهي وان اختلفت في الرؤية أو المنهج تتفق على أن بناء الإنسان هو جوهر بناء الحضارة ذاتها.
فكل حضارة وفلسفة ونظام يسعى إلى بناء الإنسان الذي يستطيع استيعاب تلك الرؤية وتحقيقها على أرض الواقع ورعايتها وضمان استمرارها وفاعليتها، ولا شك أن مسألة بناء الإنسان لها صلة وثيقة بطبيعة القيم السائدة أو المراد إنتاجها في كل حضارة ونظام .لذا كان من أهم أهداف ثورة تموز ونظامها بناء الإنسان لأن ذلك سيؤدي إلى بناء كل منجز آخر لأن الإنسان هو الذي يحقق المنجزات، ومن بين صفحات تحقيق هذا الهدف رعاية المرأة العراقية التي تشكل نصف المجتمع وشاركت في تحقيق المنجزات التي هدفت ثورة تموز تحقيقها . وقد عاشت الماجدة العراقية عصرها الذهبي في ظل توجهات حزب البعث العربي الاشتراكي والنظام الوطني بقيادة الرفيق القائد صدام حسين (رحمه الله) ومن تلك المنجزات الآتي :
-انبثاق الاتحاد العام لنساء العراق كمنجز هام وضروري للمرأة كونه منظمة وطنية تضم جميع النساء العراقيات بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق والقومية والانتماء السياسي، ويطالب ويدافع عن حقوقهن.
- تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في حق التعليم والعمل.
- تبنت الثورة سياسة العدالة الاجتماعية بين الذكور والإناث حيث شاركت المرأة في الميادين كافة ضمن القطاع الاقتصادي.
- ضمنت قوانين وتشريعات الدولة تكافؤ الفرص لجميع العراقيين وأعطت حق العمل للمرأة والرجل على حد سواء.
- المساواة بالترشيح للترقية في الوظائف للمرأة بدوائر الدولة أسوة بالرجل بعد التحقق من شروط الترقية. وقد تولت المرأة مناصب وظيفية متقدمة في الوزارات ودوائر الدولة.
- منح اجازة المصاحبة للزوج الموفد خارج القطر وتعتبر خدمة لأغراض التقاعد.
-حق المرأة في التدريب المهني لحصولها على المهارات الفنية ذات الاختصاص أسوة بأخيها الرجل.
- منعت التشريعات والقوانين التي أصدرتها الدولة تشغيل النساء في الأعمال الشاقة أو الضارة بالصحة.
- منعت التشريعات التي أصدرتها تشغيل النساء العاملات بعمل ليلي.
-عدم تشغيل النساء الحوامل بأعمال إضافية يمكن أن تؤدي إلى الأضرار بصحة المرأة أو جنينها .
- عدم التمييز في التشغيل والتوظيف والأجر والمرتب وتحقيق الأجر المتساوي للرجل والمرأه.
- منح المرأة أحقية الحضانة للأطفال في حالة الطلاق. - عدم الزواج من قبل الرجل بأمرأة ثانية إلا بعد موافقة الزوجة الأولى.
- منح المرأة اجازة الأمومة لمدة 6 أشهر براتب تام و 6 أشهر بنصف راتب .
- توفير دور الحضانة في المعامل والمصانع والمؤسسات وإعطاء العاملة نصف ساعة يوميا لإرضاع طفلها.
- قامت الدولة بإنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية وكذلك مستشفيات الولادة في عموم محافظات ومدن العراق.
- المساواة بين المرأة والرجل في القبول في الجامعات وفي الدراسات العليا والمعدل في الدرجات هو المعيار في القبول.
-المساواة بين الذكور والإناث في التعليم ومجانيته.
- منحت المرأة الحق في الوظائف العامة أسوة بالرجل.
- شمول المرأة بالحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية أسوة بالرجل وإلزام ولي أمرها بذلك ومحاسبته عند الامتناع.
- منح المرأة حق الانتخاب والترشيح وكان عدد النائبات في المجلس الوطني عام 2000م عشرين نائبة بنسبة 8% .
- تواجد النساء وبأعداد جيدة في مجالس الشعب والاتحادات والنقابات والجمعيات منظمات المجتمع المدني كافة .
- حق المرأة الفلاحة بامتلاك أرض زراعية ولها الحق في أخذ القروض والحصول على المكائن والمعدات والأسمدة وسواها من المستلزمات التي تحتاجها الزراعة.
- تعيين المرأة المعاقة أسوة بالرجل المعاق القادر على العمل استثناء من قوانين الخدمة المدنية .
- قبول المرأة في المعهد العالي للقضاء ومنحها درجة قاضي.
- قبول المرأة في المعهد الدبلوماسي أسوة بأخيها الرجل.
- منح المرأة لقب عالمة وفق الضوابط الموضوعة .
- إصدار قانون الأحوال الشخصية وتعديلاته وكان من أرقى القوانين في المنطقة العربية، حيث أعاد للمرأة اعتبارها كأنسانة لها كرامتها والشعور بآدميتها، وفسح المجال أمامها لتعلب دورها الكامل في الأسرة والمجتمع ومساواتها بأخيها الرجل.
- من المنجزات الهامة انضمام العراق إلى الاتفاقية الدولية للقضاء على أشكال التمييز كافة ضد المرأة وقد صادق العراق عليها عام1986م .
- هذه بعض المنجزات التي تختزنها الذاكرة التي حققتها الدولة التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي للمرأة، وعاشت عقود معززة مكرمة ،وكل ذلك ضيعه المحتل وعملائه الذين جلبهم ونصبهم ليحكموا العراق لا بل خلال السنوات الماضية منذ أن احتل العراق أهينت المرأة وسجنت وعذب وشردت وهجرت واغتصبت واختطفت وقتل زوجها وابنها وشقيقها ووالدها. هذا ما جنته المرأة العراقية من المحتل وأعوانه. .هل هذه الديمقراطية التي وعدت أمريكا الشعب العراقي بها إن تسمح للمليشيات الصفوية أن تعبث بالبلاد والعباد.