حينما تجد الشعوب نفسها أمام حتمية الدفاع عن بقائها فأنها تقدم صور ونماذج مختلفة ومغايرة لما هو مألوف فنجد التأريخ لا زال يحمل في طياته الكثير من المشاهد والشواهد لأساطير الحروب أبطالها هم أصحاب الحق وأهل القضية , نجد في التأريخ الكثير من القصص البطولية لشعوب تدافع عن سيادتها وعن بقائها أمام الكثير من الطامعين والمستعمرين وكثيرا ما تتطور قصص الأبطال لتصبح أساطير شعبية تساير الزمن دون أن تتأثر بعوامل التغيير والاختفاء والاضمحلال ، فنجد الأدب العربي نفسه خصوصا الشعر الذي يعد ديوان العرب ، نجده يخلد الكثير من الأبطال الذين خاضوا ملاحم وسطرها شعرائهم أو سطروها بشعرهم ، ولست في صدد الحديث عن موضوع الأدب انما أود الاشارة الى وقائع مشابهة ولن أذهب بكم الى ملاحم الفيتناميين ضد الغزاة والعملاء ولا الى كوبا بل الى المقاومة العراقية التي عرفها العدو قبل الصديق بقوة بأسها وشجاعتها النادرة. فقد أبتليت بالكثير لكنها لم تنكسر وحتى لم تضعف .. ولعل أهم ما يمكن الحديث عنه هو دور جيران السوء الذين لعبوا دورا سلبيا للغاية تجاه شعبنا الأبي معتمدين على عملائهم في الداخل وظفوهم في زعزعة استقرار العراق وادخاله في حروب وصراعات دموية دامت واستدامت معتقدين ان ذلك سيكون سببا في بقائهم على عروشهم لان بقاء المقاومة العراقية قوية يعني هلاكهم وهلاك ملكهم وظلوا سنوات يتواصون بها حتى تعاظم الحقد في نفوسهم وتجذرت الضغائن وصرنا نشاهد نتائج تراكم تلك الأحقاد اليوم في عدوانهم الوحشي والبربري منذ أربعة عشر عام وهم يقتلون الأبرياء تساندهم أقوى الدول دون حدود ولا خطوط وبلا أخلاق و ضمائر يتساقط الأطفال والنساء يوميا في المنازل والمستشفيات والمدارس والمزارع والأسواق والطرق العامة وفي كل مكان وحيثما تحركوا حتى صار الشعب يلعن ذلك اليوم الذي جاء به الاحتلال وتداعياته.. ومع ذلك تظهر لنا المقاومة عريقة وأصيلة كسرتهم بصمودها قبل أن تكسرهم بسلاحها ورجالها , انها المقاومة العراقية التي لقنت الأعداء والغزاة دروس نوعية في الصمود والتحدي والشجاعة والتضحية رغم قلة وضعف الامكانيات التي تدافع بها عن شعبها وعن بلدها وعن كرامته الا انها لا زالت صامدة كصمود جبال العراق الشامخة ثابتة ثبوت الراسخين في كل جبهة وفي كل منعطف ، في صورة تأريخية أدهشت العدو وصار محتار في طبيعتها وتركيبتها النفسية والمعنوية ، ولا زالت عنيدة تهدد وتتوعد برد حاسم ، فيما المستضعفين العرب يشاهدونها بكل فخر واعجاب ويعتبرون الفرج قادما ويأملون أن يكون على يدها خلاصهم من دكتاتورية طغاة وقمعيون يعيشون ثراء فاحش على حساب حريتهم وكرامتهم .. الجميع ينتظر نصر الهي يكون بحجم التضحيات الكبيرة التي قدمها .. وذلك لن يعجز الله تعالى ما دام النصر لا يأتي الا من عنده وما دام الشعب العراقي واثق بالله وبنفسه وبعدالة قضيت.