إن ما يتعرض له المسجد الأقصى اليوم من إجراءات صهيونية، إنما يشكل خطوة في سياق تنفيذ مخطط العدو فرض الصهينة على كل معالم الحياة العربية و الأعيان ذات الدلالات الدينية والإرث الثقافي في عموم فلسطين وأولها القدس.
أن ما أقدمت عليه سلطة الاحتلال الصهيوني مؤخراً، فهو فضلاً عن كونه يشكل انتهاكاً خطيراً لحرمة مقام ديني يتبوأ موقعاً رمزياً هاماً عند العرب والمسلمين، فإنه في الوقت نفسه يشكل انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة بحماية الأعيان الدينية والثقافية في البلاد الواقعة عبر الاحتلال.
إن القيادة القومية إذ ترى بأن ما يقوم به العدو الصهيوني ليس غريباً عن طبيعته العنصرية، تعتبر أن ما يتعرض له الأقصى اليوم إنما هو استحضار لمشهدية إحراقه عام 1969، ولإقدام شارون على تدينسه والذي كان باعثاً لأشعال انتفاضة الألفين والتي عرفت بانتفاضة الأقصى.
وعليه فإنها تدعو جماهير شعبنا في فلسطين والقدس أولاً والقوى الحية في الأمة العربية ومرجعياتها الرسمية وعلى راسها جامعة الدول العربية، ودول مؤتمر العالم الإسلامي، لأن تتخذ الموقف الذي يتلاءم وخطورة ما يتعرض له الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما تدعو الأمم المتحدة ومنظماتها إعلان عدم مشروعية أي إجراء تقدم عليه سلطة الاحتلال من شأنه تغيير معالم الأقصى. وفي هذه المناسبة تذكر القيادة القومية بالقرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس القائد الشهيد صدام حسين، يوم اتفق مع خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك فهد بن عبد العزيز على قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع كل دولة تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وما كان لذلك الموقف من أثر رادع وبما يوجب استحضاره في هذا الوقت بالذات.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تكبر بجماهير شعبنا في القدس المحتلة وعموم فلسطين انتفاضتها وتصديها وتحديها لإجراءات العدو وتوجه التحية للشهداء الذين سقطوا في حرم الأقصى وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والحرية والأسرى المعتقلين تدعو القيادة السياسية الفلسطينية بكل مرجعياتها الرسمية والشعبية، لأن تكون وحدة الموقف مما بتعرض له الأقصى قاعدة يؤسس عليها لإعادة بناء وحدة وطنية فلسطينية تكون قادرة على قيادة الجماهير لمواجهة الاحتلال بكل شخوصاته، وبما يمكنها من إعادة الاعتبار للنهج المقاوم بكل الأشكال المتاحة والذي لا خيار لشعبنا غيره لحماية الأقصى وتحرير كل أرض فلسطين واستعادة الحقوق المغتصبة، كما تدعو القيادة القومية المنظمات الحزبية وحيثما تواجدت إلى إطلاق الفعاليات النضالية انتصاراً للأقصى كعنوان لقضية فلسطين والانتصار لانتفاضة جماهير فلسطين التي تواجه باللحم الحي آلة الحرب الصهيونية.
الناطق الرسمي في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د. أحمد شوتري
في ٢٢ / ٧ / ٢٠١٧