عندما شاهدت مقطع فديو لأحد الطائفيين المرضى وهو يمس بنات الغربية وخاصة دليم بكلام ينطبق عليه تماما وعلى من كان يستمع اليه ولم يرده ، حينها تذكرت قصة وقعت معي عام 2010 في محافظة صلاح الدين حيث كنّا قد أسسنا جبهة انقاذ كركوك مع مجموعة من الشباب العراقي للحفاظ على عروبتها من تمدد الحزبين الكرديين ، وحينها سمعت ان المليشيات الكردية اعتقلت رئيس فرع الجبهة في طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين الاستاذ خلف الصباحي ابو نبهان ذهبت لبيته لتفقد أسرته واعمل على إطلاق سراحه وحينما وصلت قرية الحليوة الصغرى 30كم عن الطوز ما يقرب الساعة العاشرة صباحا فطرقت الباب ففتح لي ولده محمد 12 سنة فسألته عن والده وأين هو معتقل فقال في مركز شرطة الطوز فشكرته وطلبت منه ان يسلم على والدته وعرفته بنفسي وركبت سيارتي عائدا لمركز المدينة وماهي الا كيلومترات قليلة حتى اقترب من سيارتنا شخصين بدراجة نارية وهم يطلبون منا التوقف فقال صديقي الذي معي لا تتوقف ربما هم من القاعدة او البيشمركة وفي ذلك الزمن انتهى تقريبا وجود القاعدة فالخوف كان بسيط ففتحت زجاج السيارة من دون ان أتوقف فلاحظت الشخص خلف سائق الدراجة هو محمد ابن صديقي خلف فتوقفت لأعرف سبب لحاقه بي ! فترجل من دراجته وقال أمي تريدك بسرعة فقلت له لا وقت عندي سأرى والدك واعود بعد ذلك وافُهم امّك بالأمر ، لكن بسبب إلحاحه واصراره على ان اعود معه حيث أقسم ان والدته قالت اذا لم يعد معك عدي لا تعود الى البيت فرق قلبي له وكنت أظن ان سبب تلهف المرأة لرؤيتي هو ان تحكي لي وضع زوجها وتستمع مني عما سأقوم به نحوه !! لذلك عدت الى البيت فوجدتها تقف في الباب وعندما اقتربت السيارة نحو باب بيتها التفتت الى داخل الدار واشارت بيدها لشخص واعتقد كانت بنتها وإذا بها تقترب من السيارة ومعها غزال وبسرعة البرق وقبل ان اترجل من سيارتي قامت بذبح الغزال تحت إطار السيارة فبين صدمتي واستغرابي وتعجبي وايضاً لأول مرة في حياتي ارى غزال تذبح !! نعم يا سادة يا كرام غزال وليس خروف او ماعز غزال بكامل جماله ! فعاتبتها لسببين اولا الغزال المسكين وثانيا إنني مستعجل للذهاب لمعرفة مصير خلف ، فقالت بلهجتها الانبارية ( خيي اكرامك اهم عندنا والسجن تعودنا عليه من عام 2003 وهذا نصيبنا تفضل ولا تخزينا جدام أهل ألجرية ويكولون ضيفهم من الباب ورجع ) !!!! يا الله من هذه المرأة هل انا امام مسلسل تاريخي عن كرم العرب ام اقرأ قصة في كتاب ؟ كلا انها حقيقة امام عيني والادهى حينما سألت عن نبهان ابنها الكبير قالت اعتقلوه مع أبوه !! دخلت البيت وجلست في غرفة الضيوف وماهي الا ساعتين ودخلت علي بوعاء كبير تحمله مع ابنها وبنتها وتضعه امامي وفيه الغزال مع الرز وقالت تفضل يا ضيف الرحمن فهل تعرفون ماذا فعلت ؟؟؟ جلست معنا وابنها محمد امامي لتأكل وهَيِّ تقول انت ما غريب انت خيي وما نعوفكم تاكلون وحدكم !! اما الاغرب من كل هذا انها لم تحدثني ولم تسألني عن زوجها طيلة فترة الطعام وما بعده بل كل كلامها عن اهلي وكيف حالهم وحال أهل مدينتي ذي قار !! وسألت صديقي عن مدينته وكيف هم أهله ، بعد الطعام قالت لنا ارتاحوا والعصر روحوا شوفوا شغلة خلف ، وكان معي صديقي سلام من الديوانية والذي كان مصدوم اكثر مني كيف لا فأنا عاشرت هؤلاء القوم وعرفت كرمهم وحسن ضيافتهم ورغم ذلك كنت مذهول عما قامت به هذه السيدة الدليمية العظيمة فما بالك بمن لا يعرفهم ؟ سأختصر الحكاية بموقف طريف جدا حصل بعد إطلاق سراح خلف حيث جئت به الى بيته مساء نفس اليوم فقد تم إطلاق سراحه بتوسط من الخيرين من شيوخ المنطقة والموقف حينما قصصت له ما حصل في بيته فقال ذبحتلك الغزال ؟ قلت له نعم فقال اليوم اخر يوم هي في بيتي فالغزال أعز ما املك وهو يضحك من كل قلبه ! وعندما وصلنا للبيت صاح مازحاً وينه أمكم اليوم آگلب الدنيا فخرجت مع هلهولة اطلقتها فقال لها يابنت الناس عندنا عشرات الخرفان والماعز وغزال واحدة فردت عليه بكلام جعلته يلتفت لي ويقول لهذا تزوجت دليمية !! قالت لانها وحيدة ذبحتها للزيدي فلكل قادم كرامة وانا مقصرة معه !!! هذه بنت دليم أيها الدعي هذه التي اتهمتها في أعز ما تملك ! فسلام عليك بنت الاصايل ولعن الله من تفوه ضدك بحرف واحد ، وأخيرا اهدي لأختي الدليمية ام نبهان ومن خلالها لكل قبيلة دليم الأصيلة هذه الأبيات وهي قليلة بحقهم .
الدليم بيهم طبع عدهم وفى ونوماس ...
الدليم نخوة عرب من الجذر للراس..
عدهم شمايل كرم سولفت بيها الناس..
اخوت وضحه تاج وعلم وعكال فوك الراس..
بديرة عمامي زلم ينرفع بيها الراس مابيهم الخناس..
ابشر بدار العز والحمى وابد للموت ماتنكاس . الزيـ 2017 ـــدي