بكل تجرد وبكل موضوعية نطرح السؤال التالي .
هل معركة (تحرير) جرود عرسال اللبنانية من تنظيم جبهة النصرة الذي أعلنه أحد أحزاب السلطة في لبنان والمقرب جداً من طهران انطلاقاً من الأراضي المتداخلة بين سوريا ولبنان وبالتنسيق مع الجيش السوري وطائراته العسكرية وقيامه بضربات جوية مستهدفة أماكن تواجد المسلحين ومخترقاً سيادة الأجواء اللبنانية وبموافقة ضمنية من أركان السلطة في لبنان واكتفاء الجيش اللبناني بضبط الوضع في عرسال والمراقبة وأحياناً قصف التجمعات المسلحة لمنع مسلحي النصرة من التسلل إلى مخيمات النزوح السوري هناك وتشكيل بؤر معادية تهدد الأمن والاستقرار في لبنان.
وتوقيت المعركة اتخذ بالتوازي مع الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية إلى الولايات المتحدة الأميركية للالتقاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ومراكز القرار فيها سعياً وراء المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، ومساعدته في تحمل تكاليف الأعباء من جراء النزوح السوري الكثيف وتكلفته الباهظة على لبنان والعبء الذي ينوء به المواطنون اللبنانيون من جراء هذا النزوح الكثيف الذي تخطى مستوى الأمان وبات يهدد الأمن والأمور المعيشية للمواطن اللبناني، و تندرج الزيارة ايضا لغرض تخفيف ما أمكن من العقوبات الأمريكية على حزب الله اللبناني منعا لأي تداعيات مالية وربما أمنية تطال الداخل اللبناني وتزيد أزمته تفاقماً.
فلعل توقيت المعركة بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة لها علاقة بما يسمى محاربة الإرهاب وتلميع صورة هذا الفصيل اللبناني المسلح المدعوم من إيران امام الإدارة الأميركية!!!
والجدير ذكره فإن السلسلة الشرقية للبنان و الفاصلة بينه وبين الأراضي السورية مشكلة الحدود بين البلدين، فإن جرود عرسال جزء منها وهي الجرود التي استولت عليها ما يعرف بتنظيم النصرة
أما ما يسمى بتنظيم داعش فقد تمكنت من السيطرة على جرود رأس بعلبك ومحيطها، فإذا كانت المفاوضات مع أمراء المجموعات في النصرة قد باءت بالفشل نتيجة تعنت المسلحين، فمن الأكيد بل وأجزم بأن مخرجاً ما سوف يتفق عليه وينسحب داعش الى جهة يتفق عليها دون قتال كما جرى وحصل في مدن وبلدات سورية وعراقية من قبل!!!!؟؟؟؟؟
وللتذكير فإن التشكيل اللبناني المسلح الموالي لإيران الذي تلقى الأوامر من طهران "بتحرير" السلسلة الشرقية للبنان من فصائل سورية معارضة لنظام الحكم بالتنسيق مع النظام السوري وبالتعاون مع روسيا وأميركا وغض طرف تركي سعودي، ألا يؤشر هذا إلى مرحلة جديدة في الخارطة السياسية والديمغرافية في سوريا والجوار؟؟؟!!!
وماذا يدل على بقاء السلاح بيد حزب مختطف لطائفة بأكملها بينما سائر القوى اللبنانية ألقت سلاحها تنفيذاً لاتفاقية الطائف، أليس هذا حافزا لكي تجزع باقي الطوائف وربما تعيد النظر في تسليح نفسها؟؟؟!!!
أيعقل أن حزباً مسلحاً بات أقوى من جيش الوطن عدة وعدداً، بحجة المقاومة بوجه العدو الصهيوني (الذي يبدو أنه مرتاح جداً لتلك المقاومة التي كفته شر القتال مع الجيران)، والدليل انه يقاتل في كافة أنحاء سوريا وأيضاً العراق ويساعد الخلايا التابعة لطهران في البحرين والسعودية وآخرها الكويت؟؟؟!!!
وهل دور تلك الفصائل السورية المعارضة وتنظيم داعش التي عملت على تشكيلها أمريكا والغرب وإيران ليس إلا تغطية للمشروع الحقيقي وهو التمدد الفارسي والهيمنة على الوطن العربي ومصادرة سيادة أقطاره بحجة الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف؟
أليست "إسرائيل الغربية" مرتاحة لما يجري حولها من أحداث تصب في خانة طمأنة الأمن الصهيوني وخراباً لمدن وحواضر عربية بحجة تخليصها من التكفيريين؟
ماذا يختلف مشروع "حصان داعش" الذي ابتكروه، عن التمدد الصفوي الهادف إلى ابتلاع العرب ووطنهم الكبير!!
هل قدر الأمة توالي المؤامرة عليها دون انقطاع مترافقاً مع صمت وتراخي عربيان لا مثيل له بل قل نظيره!!!
وهل بات طريق البدر الشيعي وليس الهلال كما أشار إليه قائد الحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني ممهداً بعد انتهاء "تحرير السلسلة الشرقية في لبنان" .
على الأقل هذا ما ينبئه توقيت هذه المعركة الآن،
وإلى ماذا تشير الكلمة التي ألقاها قائد فيلق القدس الذراع العسكرى للحرس الثورى الإيرانى بالخارج، قاسم سليماني، بنية اعتزام طهران الإعلان عن تشكيل "الجيش الشيعي" الذي سيعلن ولائه للمرجعيات "الشيعية" فى إيران، واصفاً هذا التشكيل الشعبي بأنه "أقوى من كل جيوش المنطقة!!!!
ولم يخف صانع القرار فى طهران طموحاته التي خرجت إلى الأضواء العام الماضي، وعبرت عن نوايا بزوغ دولة "الهلال الشيعي" ومن ثم تطورها إلى دولة "البدر الشيعية" حسب ما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني فى جعل هذه المليشيا المدربة والتى تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف وتضم منظمات وفصائل مختلفة (من بينها منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وسرايا الإسلام وغيرها من الجماعات الطائفية المسلحة الموالية لطهران في الأقطار العربية)، نواة لـ"جيش طائفي" أطلقت عليه "جيش التحرير الشيعي"، جاء ذلك على لسان الجنرال الإيرانى، محمد على فلكى، قائد فيلق "سيد الشهداء" في آب العام الماضى، والتى قال فيها إن مليشيات الحشد، ستكون نواة لـ"الجيش الشيعي"،
أليس حزب الله اللبناني أحد فصائل ذلك الجيش المزعوم؟
ألم يعلنها صراحة أمينه العام بأن حزب الله في خدمة الولي الفقيه؟
ثم لماذا فقط حزب الله المصادر للطائفة الشيعية الكريمة استبعد بل اجتث كل الفصائل المقاومة للعدو الصهيوني وجعل نفسه المقاوم الأوحد؟
ألم يشارك النظام السوري في إقصاء الوطنيين والعروبيين واليساريين ونكل بهم واعتقل من اعتقل لصالح إبقاء الورقة في يد حزب الله وارضاءً لطهران التي ساعدها في عدوانها على العراق كون هذا النظام كشف عن قناعه الطائفي والمذهبي؟؟!!
أليس توقيت حزب الله للمعركة الآن يدل على حسن سير وتنفيذ خطة "البدر الشيعي"واستكمالها بعد تدمير المدن والحواضر في سوريا والعراق وآخرها الموصل التي مازال الألوف من أبنائها تحت أنقاض الدور والمباني!!؟؟
فللمرة الأولى، أمكن لطهران ممارسة سلطتها على مساحة واسعة في الشرق الأوسط تمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وهو قوس نفوذ يهدد الأمن القومي العربي
وفي العراق، وبعد تدمير الموصل، يقاتلون الآن للسيطرة على تلعفر، وهي مدينة بين الموصل والحدود الغربية للعراق مع سوريا والتي من شأنها أن تسمح لإيران بوصول عسكري دون عوائق تقريباً حتى البحر المتوسط في سوريا ولبنان!!؟؟
وأخيراً عدم إجابة الدولة اللبنانية على اتهامات كويتية صادرة عن محكمة الجزاء فيها حول ضلوع حزب الله بقضية العبدلي الإرهابية سوف تزيد التعقيدات في الوضع اللبناني على الصعيد الدبلوماسي العربي والعالمي؟؟؟!!!
والتداعيات سوف تتوالى والقدس وأهله يستغيثون والشيطان الأكبر يخطط والفوضى الخلاقة ماضية في تدميرها والشيطان الأصفر يتمدد والأمة مصابة بداء الزهايمر ولا حياة لمن تنادي إلا من رحم ربي ....