لم يكن نوري المالكي براغماتياً عندما وجه الدعوة لروسيا التي زارها لاحتلال العراق. فنوري ولد وعاش تحتله غربة الانتماء والولاء ويعوز نطفته الطهر والنقاء. وهذا حال كل من قدر له أن ينتمي لحزب الدعوة الإيراني في العراق. فأعضاء حزب الدعوة كلهم دون استثناء حين كانوا يعيشون في العراق كانوا يتعاطون مع الدولة العراقية على أنها دولة احتلال لأنهم فرس. ما أسوقه هنا ليس عبارات تهمة بل هو الواقع الذي عرفنا به هذا الحزب الإرهابي الذي تأسس إيرانياً ليكون بكل خلاياه مشروعاً إيرانياً في العراق. ثم حين خرج نوري من العراق هارباً بعد أن انكشف أمر عمله التجسسي لإيران فإنه عاش مسكوناً بالاحتلال إلى أن نجح ومعه زمر الرذيلة بجلب الغزو والاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني ليكون هو ومعه شلة الدعوة اللاإسلامية بؤرة لاحتلال إيراني لبلدنا تحت أحذية المارينز وبحماية طائراتهم وصواريخهم وقواعدهم العسكرية.
باسم من يقدم نوري طلبه؟
إذا تجاوزنا الحاجز الوطني والإشكالات الأخلاقية والسياسية المتعلقة به والتي تصفع جبهة المالكي في مذلة الانتظار لأكثر من ساعة للوفد المفاوض الروسي برئاسة وزير الخارجية كسابقة خطيرة في علاقات الدول وبروتوكولاتها الدبلوماسية . وللطلب الذي تقدم به لزيادة التواجد العسكري الروسي في العراق وركزنا اهتمامنا بقضية قانونية وبروتوكولية ورسمية: أن هكذا طلب وبافتراض شرعيته فإننا نحتاج إلى العلم وبوضوح باسم من قدمه نوري؟
باسم الحكومة العراقية الخضراوية؟
البرلمان العراقي؟
حزب الدعوة الإيراني؟
الكتلة النيابية ألتي يتزعمها؟
أم باسمه شخصياً كاجتهاد بارع للخيانة والخسة أو بدفع من إيران.؟
هذه النقاط والتساؤلات المتعلقة بها ستبقى تنتظر اللحظة التاريخية التي تسلط عليها الأضواء وتحاكمها كأن تكون في صيغة محاكمة (الحقبة) وليشهد الشعب العراقي الفرق الشاسع بين محكمة ومحكمة وبين خطايا وآثام حقبة نوري المالكي وحزبه العميل وبين الباطل الذي واجهته حقبة أخرى هي حقبة حكم الوطن للوطن!!!!. وأن غداً لناظره لقريب.
وللخيانة الوطنية .. مبررات!!!!
لنعد إلى صلب موضوعنا. فلنوري أسبابه (الذاتية والموضوعية) ليتقدم بطلبه (التاريخي .. العار). ما نراه وندركه موضح هنا في نقاط محددة:
أولاً: إن نوري مدفوع بوضوح لا لبس فيه من قبل إيران ليتقدم بطلبه. فإيران تريد توريط روسيا بمزيد من التدخل العسكري في المنطقة ظناً منها أن هذا التدخل يعزز فرصها في البقاء في أرض المشرق العربي واعتقاداً بأن التورط الروسي سيبقى مقترنا بالحاجة لخدمات إيران.
ثانياً: إن نوري وشركاءه في العملية السياسية وخاصة عبيد عمامة الولي الفقيه الإيراني من الأحزاب فارسية الهوى والولاء قد بدئوا يتوجسون من إدارة ترامب التي أعلنت بوضوح أنها غير سعيدة بأدائهم وبأنها لم تعد راغبة بتوظيف الأحزاب الطائفية في عمليتها السياسية.
ثالثاً: إن نوري المالكي وبحكم جشع السلطة الذاتي والموضوعي عنده بدأ يرى ترنح فرصته وفرص حزبه في البقاء في السلطة الاحتلالية وهو صاحب المقولة المشهورة المعبرة عن روح الاستحواذ والشراهة (بعد ما ننطينها). إن وصول حزب الدعوة وشركاءه إلى نقطة اليأس من البقاء في السلطة ستكون نقطة مفصلية في القرار بمقاتلة الجهة أو الجهات التي تخرجهم أو تهدد سلطتهم بما فيها أميركا. قرار الحرب ليس قرار نوري أو الدعوة فقط بل وبالأساس قرار إيراني ونوري والحشد والمليشيات بل وحتى بعض قطعات الجيش الدمج والقوى الأمنية ستقاتل إلى جانبهم لأنها جزء من التشكيلات الموالية لإيران ولاحتلالها للعراق. هنا تتضح صورة الطلب الذي تقدم به نوري لوجود عسكري ثقيل في العراق وثابت ودائم. إنه يطالب بحماية روسية كتلك التي قدمت لبشار الأسد إذا ما انساق الوضع في العراق إلى ما يشبه وضع سوريا.
التوازن .. مع من ولصالح من؟
عندما يكون الغطاء الفضفاض لطروحات المالكي الصلفة الوقحة الخيانية هي خلق التوازن المطلوب على حد قوله فالمعنى والقصد هنا واضح وصريح. إنه يدعو إلى توزيع العراق بين الجيوش الأمريكية وحلفاءها وبين روسيا وإيران وأذنابها. وبغض النظر عن شروط واحتمالات النجاح والتحقق لما أراده وخطط له نوري المالكي فإن المشهد المتوقع هو خلق خط تماس مباشر بين إرادتين إمبرياليتين بينهما من العداء والخصومة والتنافس الشرس ما بينهما فوق وتحت الطاولة، مخفي ومعلن. هكذا تماس غير حميد وقد يجعل من العراق وسوريا بؤرة انطلاق الحرب الكونية أو لنقل انتشار أوارها وتطاير شرارها في كل الاتجاهات فهي قد بدأت فعلاً منذ دخلت أميركا العراق ومنذ لحقتها روسيا إلى سوريا.
لقد سجل نوري المالكي والعقيدة السياسية التي ينتمي إليها إضافة نوعية إلى سجل الخيانة واللاوطنية قد لا تكون هي الأولى ولن تكون الأخيرة في تاريخ البشرية غير أنها دون شك إعلان صريح عن انحدار قوى الدين السياسي إلى هاوية سحيقة وقد تشكل إن وظفت سياسياً وإعلامياً في التصدي لحزب الدعوة وأشباهه بداية النهاية لهم أو في أقل تقدير انفضاح افتراقهم عن الدين والأخلاق وشرف الانتماء للوطن. لقد ادعوا كذباً أنهم لم يشاركوا بمؤتمرات بيع العراق كمؤتمر لندن وادعوا كذباً أنهم لم يوافق على غزو أميركا للعراق ولكنهم الآن يدعون صراحة إلى احتلال جديد من قبل روسيا.
باسم من يقدم نوري طلبه؟
إذا تجاوزنا الحاجز الوطني والإشكالات الأخلاقية والسياسية المتعلقة به والتي تصفع جبهة المالكي في مذلة الانتظار لأكثر من ساعة للوفد المفاوض الروسي برئاسة وزير الخارجية كسابقة خطيرة في علاقات الدول وبروتوكولاتها الدبلوماسية . وللطلب الذي تقدم به لزيادة التواجد العسكري الروسي في العراق وركزنا اهتمامنا بقضية قانونية وبروتوكولية ورسمية: أن هكذا طلب وبافتراض شرعيته فإننا نحتاج إلى العلم وبوضوح باسم من قدمه نوري؟
باسم الحكومة العراقية الخضراوية؟
البرلمان العراقي؟
حزب الدعوة الإيراني؟
الكتلة النيابية ألتي يتزعمها؟
أم باسمه شخصياً كاجتهاد بارع للخيانة والخسة أو بدفع من إيران.؟
هذه النقاط والتساؤلات المتعلقة بها ستبقى تنتظر اللحظة التاريخية التي تسلط عليها الأضواء وتحاكمها كأن تكون في صيغة محاكمة (الحقبة) وليشهد الشعب العراقي الفرق الشاسع بين محكمة ومحكمة وبين خطايا وآثام حقبة نوري المالكي وحزبه العميل وبين الباطل الذي واجهته حقبة أخرى هي حقبة حكم الوطن للوطن!!!!. وأن غداً لناظره لقريب.
وللخيانة الوطنية .. مبررات!!!!
لنعد إلى صلب موضوعنا. فلنوري أسبابه (الذاتية والموضوعية) ليتقدم بطلبه (التاريخي .. العار). ما نراه وندركه موضح هنا في نقاط محددة:
أولاً: إن نوري مدفوع بوضوح لا لبس فيه من قبل إيران ليتقدم بطلبه. فإيران تريد توريط روسيا بمزيد من التدخل العسكري في المنطقة ظناً منها أن هذا التدخل يعزز فرصها في البقاء في أرض المشرق العربي واعتقاداً بأن التورط الروسي سيبقى مقترنا بالحاجة لخدمات إيران.
ثانياً: إن نوري وشركاءه في العملية السياسية وخاصة عبيد عمامة الولي الفقيه الإيراني من الأحزاب فارسية الهوى والولاء قد بدئوا يتوجسون من إدارة ترامب التي أعلنت بوضوح أنها غير سعيدة بأدائهم وبأنها لم تعد راغبة بتوظيف الأحزاب الطائفية في عمليتها السياسية.
ثالثاً: إن نوري المالكي وبحكم جشع السلطة الذاتي والموضوعي عنده بدأ يرى ترنح فرصته وفرص حزبه في البقاء في السلطة الاحتلالية وهو صاحب المقولة المشهورة المعبرة عن روح الاستحواذ والشراهة (بعد ما ننطينها). إن وصول حزب الدعوة وشركاءه إلى نقطة اليأس من البقاء في السلطة ستكون نقطة مفصلية في القرار بمقاتلة الجهة أو الجهات التي تخرجهم أو تهدد سلطتهم بما فيها أميركا. قرار الحرب ليس قرار نوري أو الدعوة فقط بل وبالأساس قرار إيراني ونوري والحشد والمليشيات بل وحتى بعض قطعات الجيش الدمج والقوى الأمنية ستقاتل إلى جانبهم لأنها جزء من التشكيلات الموالية لإيران ولاحتلالها للعراق. هنا تتضح صورة الطلب الذي تقدم به نوري لوجود عسكري ثقيل في العراق وثابت ودائم. إنه يطالب بحماية روسية كتلك التي قدمت لبشار الأسد إذا ما انساق الوضع في العراق إلى ما يشبه وضع سوريا.
التوازن .. مع من ولصالح من؟
عندما يكون الغطاء الفضفاض لطروحات المالكي الصلفة الوقحة الخيانية هي خلق التوازن المطلوب على حد قوله فالمعنى والقصد هنا واضح وصريح. إنه يدعو إلى توزيع العراق بين الجيوش الأمريكية وحلفاءها وبين روسيا وإيران وأذنابها. وبغض النظر عن شروط واحتمالات النجاح والتحقق لما أراده وخطط له نوري المالكي فإن المشهد المتوقع هو خلق خط تماس مباشر بين إرادتين إمبرياليتين بينهما من العداء والخصومة والتنافس الشرس ما بينهما فوق وتحت الطاولة، مخفي ومعلن. هكذا تماس غير حميد وقد يجعل من العراق وسوريا بؤرة انطلاق الحرب الكونية أو لنقل انتشار أوارها وتطاير شرارها في كل الاتجاهات فهي قد بدأت فعلاً منذ دخلت أميركا العراق ومنذ لحقتها روسيا إلى سوريا.
لقد سجل نوري المالكي والعقيدة السياسية التي ينتمي إليها إضافة نوعية إلى سجل الخيانة واللاوطنية قد لا تكون هي الأولى ولن تكون الأخيرة في تاريخ البشرية غير أنها دون شك إعلان صريح عن انحدار قوى الدين السياسي إلى هاوية سحيقة وقد تشكل إن وظفت سياسياً وإعلامياً في التصدي لحزب الدعوة وأشباهه بداية النهاية لهم أو في أقل تقدير انفضاح افتراقهم عن الدين والأخلاق وشرف الانتماء للوطن. لقد ادعوا كذباً أنهم لم يشاركوا بمؤتمرات بيع العراق كمؤتمر لندن وادعوا كذباً أنهم لم يوافق على غزو أميركا للعراق ولكنهم الآن يدعون صراحة إلى احتلال جديد من قبل روسيا.