تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده ان الفارسي علي زندي , الملقب بالأديب لمنحه صبغة عراقية مزيفه , قد أعلن عن موافقة ( حيدر العبادي ) رئيس وزراء حزب الدعوة الايراني على تهديم نصب الشهيد ببغداد وأقامة نصب محله ( لشهداء سبايكر ). وسنرفق نص التصريح تحت موقفنا هذا.
من زار نصب الشهيد ببغداد سيقف أولا أمام عظمة الأثر وقيمته الفنية والمعمارية فضلا عن دلالاته الوطنية والدينية والاجتماعية العراقية . ومن ولج الى داخل المقام المهيب سيجد نفسه في محراب مقدس بكل معنى الكلمة . فثمة ممر خاص نقشت عليه أسماء شهداء العراق في حرب قادسية صدام المجيدة التي صدت عبر ثمان سنوات مشروع خميني الاحتلالي التوسعي المعلن تحت يافطة ( تصدير الثورة) وغلبته وفضحته وشجت رأسه وأدمت جبهته.
مئات الالاف من الأسماء لعراقيين من طيف العراق الواسع بكل الوانه المتألقة بلا استثناء , من كل القوميات وكل الأديان ومن كل الطوائف وكل المذاهب , من الجنوب ومن الوسط ومن الشمال , استشهدوا وهم يصدون غربان خميني وبومه و أفاعيه وضباعه التي دفعها هوس وغوغائية وجنون متفرد لتدنيس أرض العراق وأحتلالها فكانت الدماء عنوانا لوحدة العراق ووحدة موقف شعبه الرافض والمقاوم حد الاستشهاد لمشروع خميني المجرم.
فنصب الشهيد أولا وقبل كل شئ هو عنوان لوحدة العراق ووحدة شعبه التي أصابت خميني وأعوانه في مقتل وقوضت كل حساباتهم وأسقطت كل توقعاتهم . ويبقى النصب اعلانا عن انتصار الدم العراقي الطاهر على أحلام التوسع الفارسي التي توهمت بانها ستنتصر بتحريك عوامل الفرقة والتشرذم . ولهذا ظل أعوان ايران وفي مقدمتهم حزب الدعوة الايرانية يتحينون الفرص ويبحثون عن المبررات ويستخدمون مكرهم وخبثم للتخلص من دلالات النصب العملاق التي ببقاءها شاخصة تفقأ عيونهم وتثقب اذانهم بحقائق الانتصار العراقي الحاسم والمؤزر على ايران وتجريع خمينيهم الدجال السم الزعاف.
ونصب الشهيد عنوان لانتصار العراق :
بقاءه يؤرقهم ويؤكد هزيمتهم . لم ينفعهم الغزو ولا العملية السياسية ولا تدمير المدن ولا نزوح وتهجير ملايين العراقيين , بل لم تنفعهم كل أنواع الانتقام من قتل واعتقالات وبث عوامل الفتنة في أخفاء معالم الانتصار العراقي الشاخصة في كل مكان وفي مقدمتها نصب الشهيد لذلك ظلوا يقاتلونه كما يقاتلون الذات العراقية العظيمة ممثلة بالبعث والوحدة الوطنية ولحمة الانسان وصلابة عواملها من وعي وثقافة واخلاص للوطن وللامة التي لولا رسوخها لكان العراق قد صار شذر مذر منذ عام ٢٠٠٦ م.
ونصب الشهيد عنوان ورمز خالد لوحدة الدم العراقي ولاستعداد شعبنا بان ينزفه عند الضرورات وعندما تحضر عوامل الجهاد والقيادة الشجاعة المؤمنة بالله وبحق الوطن والامة لدرء الاخطار عنها وعندما تحضر الارادة الوطنية الواضحة لا لبس فيها لتحقيق النصر . انه دلالة عبقرية على استعداد الانسان للتضحية من أجل الشرف والعزة والسيادة والارض والعرض والخيارات والاستحقاقات .
ان وجود وبقاء نصب الشهيد ان هو الا ادانة بصوت العراق العالي لحزب الدعوة وفيلق الغدر بدر ومجلس الطبطبائي الحكيم وكل رايات الطائفية الفارسية المجوسية التي أعتدت على العراق وشعبه منذ عام ١٩٨٠ وفي صفحة الغدر والخيانة . النصب يصرخ بوجوههم من ساعة ما أدخلهم مارينز أميركا وبريطانيا الى بغداد العصية في الاسبوع الاول بعد الغزو ليبدأوا بتحقيق حلم خميني الذي قبرته دماء شهداء العراق وليبعثوا في مشروع تصدير الثورة المجوسية الروح من جديد بحراب الغوغاء وجيوش الغدر.
ونحن اذ نستنكر وندين جريمة سبايكر فان دلالاتها التي يحملها علي زندي وأقرانه هي على نقيض دلالات نصب الشهيد . انهم يستخدمونه لتكريس الحقد المذهبي والفتنة العفنة ولمسح الاثار الحقيقية للجريمة التي خطط لها نوري المالكي بعقلية الماكر الدنيئ المجرم العابث بالدم العراقي . وأي نصب لسبايكر على أنقاض نصب الشهيد لن يغير الحقائق قط ولن يمحو أسماء المجرمين لا بصفتهم الداعشية التي صنعها نوري المالكي ولا بصيغة توفير ساحة الجريمة وضحاياها التي وفرها المالكي وأدواته من المرتزقة . وبعيدا عن مقارنة الحق بالغوغاء والانوار بالظلام والوطنية الجامعة بالمذهبية المفرقة فان نصب الشهيد يتعالى باسم الوطن وسبايكر تفوح منها روائح الفتنة وتشي بوهم بناء نصب ليكون ستارا لغدر حزب الدعوة بشباب الجنوب الابرياء الذين سيقوا الى محرقة معدة سلفا باتقان الباطنية الفارسية ومكر وخبث أزلامها .
يتوهم علي زندي الاديب وكل من يسانده أنهم سيزيلون شواخص نصر العراق ويتخلصون من كوابيس البعث العظيم ويهربون من عروبة العراق من صدر الرسالة حتى يومنا هذا فهذه الشواهد والسمات هي العراق , هي سفر الانبياء والرسل والائمة الاطهار ودالات الحضارة وشواخص المجد التليد والحاضر المعمد بالدم والبطولة والثبات حتى يأذن الله بنصره فيعود المنصور والرشيد ليعانق في أفق بغداد الاعضمية والكاضمية وشاهقات كردمند في الشمال وممالح الفاو في الجنوب.
الا تبت أيديكم فالعراق وشواهد نصره لن تغييب وغييكم سيقرب من اجالكم أيها المجرمون وستتكسر رؤوسكم على جدران وارض نصب الشهيد الخالد . فنصب الشهيد خالد خلود العبقرية التي أنتجته .
كاظم عبد الحسين عباس