صرح الرفيق ابو علي الامين الناطق الرسمي باسم قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي بما يلي :
مع انتهاء معركة استعادة القوات الحكومية مدينة الموصل من تنظيم داعش الارهابي تكشفت بجلاء كل جوانب وتفاصيل
المخطط الجهنمي الخبيث الذي وضعته ايران لتوجيه ضربات شديدة وتدميرية للحركة الوطنية العراقية وطليعتها فصائل المقاومة الوطنية الباسلة ولتكريس هيمنتها على العراق ومنه الى أقطار عربية أخرى. ففي مواجهة ظلم نظام اتباع ايران وسياستهم الطائفية الاقصائية وفسادهم واضطهادهم للشعب العراقي بكافة مكوناته ، اندلعت ثورة العشائر الشعبية الوطنية العراقية الشاملة في ست محافظات عراقية تمثل اكثر من ثلثي مساحة البلاد وانضم اليها ملايين من أبناء العراق، وتضامن ابناء جنوب العراق بسلسلة انتفاضات ضد ايران .
وإزاء ذلك نفذت ايران بتوجيه من زعيم نظامها خامنئي وبتواطؤٍ واضح مع اسرائيل واتباعها في واشنطن مخططا خبيثا لتصفية الحركة الوطنية العراقية وفصائلها المقاومة وانتفاضة العشائر، وأوكلت تنفيذه لحزبها المتسلط على العراق، حزب الدعوة ورئيسه الارهابي نوري المالكي . ويقضي هذا المخطط بتجميع فلول تنظيم القاعدة الارهابي في إطار منظمة ارهابية أشد تطرفا وتوحشا وإيغالاً في سفك الدماء، وتوجيهها لتنفيذ هدف واحد هو تدمير المناطق الثائرة في العراق حاضنة المقاومة الوطنية العراقية وتشريد أهلها وتغيير طبيعتها السكانية وتصفية حركة المقاومة الوطنية المناهضة للاحتلال الايراني والتستر وراء شعارات تغالي في التطرّف والمزايدة على الوطنيين العراقيين. وهذه الحالة الخطيرة تكون مبررا وغطاء لامريكا وايران للقيام باوسع حملة تدمير شاملة للمدن العراقية التي كانت معاقل للمقاومة والمحافظة على هوية العراق الاصيلة وهذا التدمير هو جزء اصيل من مخطط غزو العراق ونُفذ ذات المخطط في الشقيقة سورية في تأكيد واضح على انه مخطط شامل ووضع قبل فترة ليست بالقصيرة .
واضاف الرفيق ابو علي الامين : وقد بدأت حكومة الارهابي نوري المالكي تنفيذ هذا المخطط المريب بتهريب الألوف من إرهابيي القاعدة من سجون العراق عام ٢٠١٠ بحوادث مدبرة لتوفير المقاتلين للتنظيم الارهابي الجديد.وهكذا دخل التنظيم الارهابي المشبوه أرض العراق في عامي ٢٠١٣ و٢٠١٤ ففتح له المالكي أبواب مدن العراق، حينما أمر عشرات الألوف من وحدات الجيش والشرطة بعدم مقاتلة بضع مئات من مجرمي التنظيم المهاجمين، وبالفرار من المحافظات المذكورة وترك جميع أسلحتها الثقيلة وغيرها وإعتدتها مع جميع المصارف والدوائر الحكومية وأموالها وأجهزتها وآلياتها للتنظيم الارهابي لتكون رصيدا عسكريا وماليا ضخما يغذي عمليات التدمير المنظم .
وكان مناضلو البعث ومقاتلوه من كبار ضباط الجيش الوطني العراقي وأبطال المقاومة أول من تعرض لاضطهاد وتعسف وارهاب تنظيم داعش حيث اختطف خمسة من الرفاق أعضاء قيادة البعث وأكثر من ٥٠ ضابطا من كبار ضباط الجيش العراقي الوطني وكبار قيادات المقاومة ومنهم عشرات من مقاتلي جيش رجال الطريقة النقشبندية منذ الأيام الأولى لسيطرة التنظيم الارهابي على الموصل والمحافظات العراقية شمال بغداد، وما يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.
ثم أتت المعارك التي خاضتها القوات الحكومية لاستعادة المدن العراقية التي سلمتها حكومة حزب الدعوة لتنظيم داعش الارهابي فكشفت عن جانب جديد من المخطط الخبيث، حيث انهالت قوات الحكومة ومعها قوات التحالف الغربية بالقصف التدميري الهائل على هذه المدن على نحو لا يتناسب أبدا مع حجم التنظيم الارهابي، ولا يراعي أبدا كون الأهداف المقصوفة أحياءً سكنية ومناطق مأهولة بالسكان. وزاد على ذلك النهج الدموي الذي اعتمدته عصابات الحشد الشعبي والقائم على المعاقبة الجماعية لسكان تلك المدن تعبيرا عن حقد طائفي عنصري صفوي دفين. وقد تكررت في كل تلك المدن المنكوبة مشاهد التدمير المروع الشامل والتهجير والانتقام من السكان الذين اكتووا من قبل بهيمنة مجرمي داعش وإجراءاتهم الإرهابية التعسفية.
وبعد هروب فلول إرهابيي عصابات داعش من المدن العراقية المنكوبة ، اتضح حجم التدمير الهائل لهذه المدن والعدد الكبير للضحايا من المدنيين ، كما اتضح حجم جرائم النهب والسلب التي ارتكبتها عصابات الحشد الشعبي الموالية لإيران من ممتلكات سكان هذه المدن، فضلا عن جريمة التشريد والتهجير المتعمد للملايين من السكان .
واكد الرفيق ابو علي الامين إن مدينة الموصل باتت النموذج الأشد وضوحا لنتائج المخطط الايراني الصهيوني الخبيث باستخدام داعش أداة في جريمة التدمير الهائل المنظم لحواضر العراق حواضن حركة المقاومة الوطنية العراقية. ففضلا عن تهجير وتشريد أكثر من مليونين من أبناء المدينة، أستشهد الألوف على يد التنظيم المتوحش وبنيران القوات الحكومية والتحالف الدولي. وثمة ألوف اخرى من الأبرياء ما تزال جثامينهم الطاهرة مطمورة تحت أنقاض المدينة العريقة.كما هُدمت عشرات الألوف من منازل السكان وجميع مرافق البنية الاساسية للمدينة من جامعات ومدارس ومستشفيات وجسور ودوائر عمومية وأهلية.
إن حديثنا عن جريمة تدمير الموصل العريقة مدينة ام الرماح لا يعني انتقاصا من تضحيات أبناء العراق في دحر التنظيم الارهابي ، وان الخلل الكبير الذي قاد الى هذه الخسائر الكبيرة والتضحيات المروعة في معركة طرد التنظيم الارهابي يعود الى الاصرار الامريكي والايراني على تدمير حواضن المقاومة الوطنية العراقية ، ومدن العراق الابية ، وكذلك استثمار حكومة اتباع ايران للظروف التي هيأتهَا داعش للهيمنة على هذه الحواضن ، اضافة الى عدم حرص قوات التحالف الغربي على تجنب إصابة المدنيين واعتمادها على احداثيات ومعلومات مغلوطة من القيادات الحكومية .
واختتم الرفيق ابو علي الامين تصريحاته قائلا : ان حزب البعث العربي الاشتراكي يؤكد ان ممارسة التطرّف والاٍرهاب ليست حكراً على تنظيم داعش بل إن مليشيات ايران المتسلطة على رقاب العراقيين تُمارس أشكالا من التطرّف والبطش والتعسف والارهاب لا تقل بشاعة وتوحشا عما تمارسه عصابات داعش بل ان اكثر من مسؤول امريكي اعترف بان الميليشيات التابعة لايران اكثر ارهابية من داعش. ولذلك فإن صمام الأمان لإشاعة الأمن والأمان والسلام والعيش الكريم وحكم القانون والحد من شيوع وانتشار التطرّف والارهاب في العراق يكمن في ازالة نهج الاقصاء والاجتثاث والتمييز السياسي والديني والمذهبي والعنصري من الحكومة وإداراتها ومن الحياة السياسية في البلاد.
كما يقتضي ذلك التحرر من النفوذ الأجنبي وخصوصا الهيمنة الإيرانية، والغاء نظام المحاصصة العرقية والمذهبية والدينية، وتحريم كل المظاهر والتشكيلات المسلحة غير النظامية مثل المليشيات، وتصفية جيوب الفساد المهيمنة على الحكومة وإداراتها. ويتطلب الأمر أيضا إفساح المجال امام ملايين العراقيين للعودة الى وطنهم والعيش بأمان وسلام وتمتعهم هم وجميع العراقيين بجميع حقوقهم الانسانية والمدنية والمشاركة بلا تمييز او إقصاء في العمل في الدوائر الحكومية والاسهام الفاعل فِي الحياة السياسية.