لم تكن ثوره السابع عشر -الثلاثين من تموز مجرد انقلاب على واقع و انتقال من نظام الى نظام آخر تستكمل فيه شروط التغيير الكلاسيكى و المتعارف عليه وفق ادبيات السياسه آنذاك و في تلك المرحله التى كثرت فيها الانقلابات و الثورات.
حققت ثوره تموز الانقلاب ببعده و مفهومه المستمد من ادبيات البعث في فهمه للحاله الانقلابيه على الواقع العربي و المحلي و المتجلي في فساد طبقه حاكمه و تخلف مجتمع و ارتهان اوطان و مستمده القوه من استعمار قديم و متجدد.ادركت ثوره تموز انها حلم يتحقق ليس للعراقيين و حسب و لكن لكل عربي شريف و انسان مناضل يؤمن بحريه الفرد و الاوطان من نير استعمار و ظلمه، لذلك سعت في البناء المستمد من فكر و عقيده و توكل على الله اولا ومن ثم على الشعب في رسم معالم المستقبل ليس لقطر و انما لوطن كبير قاعدته العراق و رأس حربته ايضا مدركه حجم التحديات و الصعوبات و الظروف القاسيه لبلد تتقاطع مصالح الكل ا لاستعماري في الحفاظ عليه تحت الوصايه و التخلف.
واجهت ثوره تموز التحدى الاكبر الآ و هو بناء الانسان الهدف الاساس و الغايه في ثوره تحتاج الى كل شيء و من لا شيء . ثوره تسنى لها ابطال و قياده تاريخيه و خلفيه عقائديه و فكريه و قبل كل هذا اخلاص الرجال لوطن آمنوا به و سعوا لاجله ، لم يكن ابطال ثوره تموز مؤمنين فقط بالهدف بل سعوا الى التحقيق في مبارزه مع الزمن و تحدي له فالوقت مهم و التآمر يزداد و تثبيت ركائز الثوره ضروري. لقد تلاقت الارادات البعثيه و الوطنيه و قوة التحمل و الاراده في شخصيه القائد البعثى و الحاكم و الرفيق بحيث اصبحت ثوره تموز نموذج للاحرار و أمل لكل مظلوم و مسعى و قدوه للمناضلين أينما كانوا على جغرافيه المشهد السياسي و المواجهه مع الاستعمار.
لقد حققت ثوره تموز اهم بعد لها و قبل البناء الداخلي الآ و هو بعد التقاء الفكر و السياسه و التطبيق في حاله البعث و التقاء قادة يحملون فوق كل ذلك البعد الشعبي و الانسانى،و من هنا كان النجاح و بدايات الصراع ايضا في التآمر على تلك الثوره و محاولات اجهاضها بالسبل و الطرق كافة ، من حصار اقتصادى و تحريك العملاء الى العمل المخابراتى و محاولات الاغتيال و التخريب وتأليب الدول لعدم الاعتراف بالواقع الجديد بعد الثوره.
عانت ثوره البعث من غدر الاستعمار و سياساته و من حقد تاريخى لجار لا يأمن شره و أدركت قياده الثوره كل ذلك و انجزت بخطى ثابته و عزم لا يلين الانجاز تلو الانجاز و حققت المستحيل من خلال التأميم و التعليم و البنى الاقتصاديه و المشاريع العمرانيه و عززت انسانيه المواطن العراقي و دافعت عن كرامته في العيش آمنا من شظف العيش و متعلما و عاملا في بناء وطنه على الصعد كافة.
لم تترك ثوره تموز مجالا للصدفه و لا مكانا للعبث في امن العراق الاجتماعي و الاقتصادى فكان الفكر حاضرا و البعث رائدا في المجالات المختلفة واصبحت ثوره تموز مناره الشرفاء و قبله الاحرار من مختلف اصقاع العالم ،لم تعد ثوره في عراق عربي بل امتداداتها تجاوزت المحلي الى العالم.
تعانق البعث و صدام فكان التجدد و القوه ثوره متجدده تثلج صدور المحبين و تغيظ الاعداء الذين لم يستطيع تحمل مشروع النهوض للأمه و لا تحمل قائد اصبح رمزا و حاله قوة و انبهار صاحب رؤيه و فكر و مشروع ،تكالبت قوى الشر و استحضرت شياطينها و عملائها و كل ما تملك لاطاحه نظام خط بسياسته كرامه الأمه و عزتها و قوتها فكان التآمر و الحصار و الاحتلال . كان الحقد الأسود يصب غضبه و نار حممه على انجازات الثوره كان القتل و الدمار و الاباده رساله الاستعمار للانتقام ، الانتقام من قياده شجاعه و قائد عظيم و فكر خلاق و شعب مبدع انه انتقام الجبناء و الغادرين القريب منهم و البعيد ،انه انتقام الجار من تاريخ مجيد .ان ثوره تموز لم تكن حاله عابره في تاريخ أمه بل مفصل ما قبل الثوره و ما بعدها سطرت للتاريخ مجده و سوف تكتب للاجيال انه من مآسي ابناءها تصنع البطولات ثوره يستشهد قادتها و ابطالها لن تموت ثوره قائدها شيخ و مجاهد عزيز الاسم و التسميه عزة ابراهيم ستنتصر ثوره اوجدت مفاهيم للعزه و المجد ستخلد و تبقى حيه في ضمائر الاحرار، ثوره فكرها البعث لن تستكين و ستواصل النضال .
رحم الله شهيد الأمه القائد صدام حسين مهندس و بانى العراق الحديث ،رحم الله قيادات و رجالات العراق الاوفياء و العزه للقائد عزة ابراهيم الأمين على المسيره و ما النصر الا من عند الله و الثوره باقيه في قلوب و عقول الاوفياء.
من المقالات المنشورة في مجلة صدى نبض العروبة في عددها
26 في 12 تموز 2017
للطلاع على اعداد المجلة زيارة موقع المجلة
www.alssadaa.net