لقد تعرّضت أمّتنا العربية إلى مشاكل وحروب وثورات عبر التاريخ أدّت في معظم الأحيان إلى هزائم وانقساماتٍ وخسائر ماديّةٍ ومعنويّة.وفي كلّ مرّة ينقسم العرب بين مؤيّدٍ لهذا وداعمٍ لذاك من القوى الّتي تتنافس أو تتصارع على ثرواتنا ونادراً ما كنّا نسمع أو نرى من يدعو إلى اعتبار كلّ متدّخّل في شؤوننا هو طامع أجنبي يجب محاربته ورفضه مهما كانت هويّته أو أهدافه أو الشعارات الّتي يطرحها.
وكثيراّ من الأحيان كان يأتي منقذٌ من الشّعب ليخلّص بلاده من العبوديّة والذلّ يطرد المحتلّ فيصبح قائدا عظيماّ يمجّده التّاريخ أمثال خالد بن الوليد وصلاح الدين وعمر المختار وغيرهم.
ولكن في تاريخنا الحديث وبعد الحرب العالمية الثانية بدأت الثورات الإصلاحيّة والإنقاذيّة تهلّ على الأقطار العربية من كلّ فجٍّ عميق حاملةً معها مبادئ وشعاراتٍ ولها أحزابٌ ومنظّمات وحركاتٌ تؤمّن لها الإلتفاف الجماهيري والمدّ الشعبي المطلوب لتثبيت موقع النظام الجديد وتقوية حكمه.وسرعان ما تكتشف الجماهير الّتي هلّلت وهتفت وكبّرت لهذا النظام أو ذاك إرتباطه بدولةٍ أجنبيّة كان لها الدّور الأكبر وبطرقٍ غير مباشرة في بلوغه السلطة.
فتمارس الدكتاتوريّة ويزداد الجهل والفقر ويتمزّق المجتمع إلّا على طاعة النّظام وإلّا!!!!.
وإذا حاول أحد الأنظمة النّهوض بشعبه وأمّته إلى مستوياتٍ ترفع من شأنه وتنتقل به من البدائيّة والتخلّف إلى التقدّم والتطوّر تجتمع على اسقاطه واستهدافه كلّ القوى الإستعماريّة ألتي تظهر مختلفةً في العلن بينما هي تتّفق وتنسّق فيما بينها داخل الغرف السّوداء.كما حصل في العراق على سبيل المثال ..
وهنا لا بدّ لنا من التساؤل عن أمورٍ ربّما نعرف الإجابة على معظمها ولكن على سبيل النّقد والتذكير.
أولاً:لماذا تتخلى الأحزاب الإصلاحية عن أهدافها بعد تسلّم الحكم لتتحوّل إلى أدوات سلطويّة؟
ثانيا: أين المثقّفون من توعية الشّعب والقيادة السّليمة والإدارة الرّشيدة؟ولماذا غيّب دورهم؟
ثالثا: لماذا تستميت الأنظمة الحاكمة على قتل شعبها وتجبن أمام أعدائها الحقيقيين؟
رابعا: لماذا نبحث دائماً عن غريبٍ يحكمنا ولا نستطيع إدارة حتى شؤوننا الدّاخليّة؟
خامسا: أليس من العار أن نبلغ قمّة الفساد. والتردّي وأرضنا مهد الحضارات ومنطلق الرسالات؟
تنبّهوا واستفيقوا أيّها العرب.
فقد طما الخطب حتى غاصت الرّكب.