أطلّ خميس الخنجر هذه الأيّام متقيّئا استهدافا لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ لم نعلم أنّ أحدا أو جهة من أعداء البعث وما أكثرها، قد سبقه إلى ذلك، حيث ذهب للزّعم بأنّ البعث عنصريّ في سلسلة جديدة من الهجمات المركّبة والمتلوّنة والمتعدّدة على هذا الحزب بعد أن أعيى مترصّديه وملاحقيه ومن ناصبه العداء وأفشل مراميهم وأحبط مخطّطاتهم سواء تلك التي تستهدفه في ذاته كحزب وفكرة وعقيدة قوميّة عربيّة ثوريّة أصيلة أو تلك التي تستهدف العراق والأمّة العربيّة جمعاء.
وتعود ملابسات هذا الادّعاء المترع رعونة وكذبا وتلفيقا مكشوفا لتزامنه مع إعلان الخميس عن تأسيس حزب جديد في العراق لا يأتي لنحت معالم تغيير أو ملوّحا بفتح أبواب أمل لشعب بلاد ما بين النّهرين والتّخفيف من معاناته وإزالة ما يكابده بفعل المظالم التي سلّطتها عليه الدّوائر المعادية للعراق وللعرب بمستوياتها المختلفة والمعروفة، وإنّما جاء ليضاف رقما جديدا في قائمة الأحزاب الكارتونيّة المتناثرة في العراق بلا فعل ولا موقف ولا رؤى إلاّ مزيد الانغماس في أجندا الغزو والغزاة والمحتلّين أمريكانا وفرسا وصهاينة من جهة وتسريع إنجاح تمزيق العراق وتفتيته وتقسيمه من جهة أخرى.
ولكون هذا الحٌزَيْب الطّافق من مياه الرّذيلة الآسنة والنّابع من ثنايا العمالة والخيانة والطّائفيّة فإنّ بطاقة عبوره تمرّ حصرا ووفقا للآليّات والسّنن المتّبعة منذ غزو العراق لليوم عبر بوّابة إظهار العداء للبعث وتعمّد الإساءة إليه وتقصّد النّيل منه لا لعِلل فيه وشوائب ومثلبة، وإنّما فقط لنيل رضا الأسياد من رعاة العمليّة السّياسيّة الطّائفيّة الغادرة في بغداد المحتلّة وخصوصا الأمريكان والفرس الصّفويّين الذين يبسطون ذراعهم بالكامل على العراق منذ فرار الأمريكان منه أواخر عام 2011.
إنّ اللاّفت والمستحدث هذه المرّة في لوثة العار التي ستلاحق الخنجر هذا طويلا، هو أنّه وبعد استنفاذ كلّ مخزون ذمّ البعث وتشويهه وشيطنته وهي السّياسات التي زرعت بذورها آلة الدّعاية الأميركيّة منذ عقدين من الزّمن وأكثر تهيئة لمخطّط الغزو الظّالم وتبريرا له فيما بعد واستنسختها واتّبعتها إدارة الحقد الفارسيّة وعمّقتها وجعلتها تقليدا لا حياد عنه، وذلك لالتقاء المصالح الحيويّة للجانبين وعوائد استهداف البعث لكليهما لاعتبارات عديدة لا نخالها تغيب عن أحد، وبعد بطلان تلك الرّوايات السّخيفة والقبيحة التي سعى أصحابها لإلصاقها بالبعث كالدّيكتاتوريّة ومرادفاتها ناهيك عن تعمّد طمس الحقائق وتلبيسها وغير ذلك، فلقد استحدث خميس الخنجر ما يعتقد أنّه عيب مشين قد يحقّق النّيل من البعث إذا ما لاقى ترويجا ومن ثمّ فإنّه قد يسهّل عليه تثبيت حزبه واعتماده علاوة على ما قد يدرّه عليه من عوائد مادّية وهبات وعطايا، وتجرّأ بالتّالي على التّقوّل على البعث باتّهامه بالعنصريّة، وهو اتّهام لم يكن الخنجر بحاسب أنّه سيجعل منه مثار سخريّة السّاخرين واستهزاء المستهزئين من العراقيّين والعرب وغيرهم كما سيجعل منه مبعثا للشّفقة والرّثاء.
لقد جعل الخنجر من نفسه بادّعائه هذا مهرّجا مبتذلا وعنوانا جديدا من عناوين السّقوط الكبرى واختار لها بذلك مهانة وخزيا فوق خزيه وعاره القديم، فالعنصريّة بمعانيها اللّغويّة والاصطلاحيّة والفلسفيّة النّظريّة وممارساتها التّطبيقيّة الميدانيّة قد يجوز إطلاقها على كلّ الأحزاب والحركات السّياسيّة في العالم وفي الوطن العربيّ إلاّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ.
وإنّنا حين نذهب هذا المذهب، فليس لتحزّب ضيّق أو لحمية وغيرة المنتمين المتحمّسين، ولكن لأنّ الوقائع كلّها كما المنطلقات النّظريّة للبعث تدحض هذا الادّعاء البائس وتهدم أركانه وتعرّي صفاقة صاحبه ونذالته.
إنّ البعث والعنصريّة ضدّان لا يلتقيان أبدا وفي كلّ الأحوال، بل إنّ العنصريّة أحد أهمّ الأخطار التي حاربها البعث ولا يزال تماما كحربه على الطّائفيّة والرّجعيّة ومشاريع تقسيم الوطن وتشظية الأمّة وضرب أسس وحدتها وتماسكها المجتمعيّ وترابطها الشّعبيّ المتين.
أفلو كان البعث عنصريّا كما جاء في ادّعاءات خميس الخنجر، أفكان سيدخل في حرب مفتوحة ضدّ كلّ المشاريع والمخطّطات المبنيّة أساسا على منطلقات عنصريّة فجّة، وكلّفته تلك الحرب ما كلّفته ممّا يعلمه الخنجر نفسه وممّا لا يعلمه؟
هل يستطيع الخنجر وكلّ المعسكر العميل الذي ينتمي إليه أن يفنّد أو يكذّب أنّ البعث راد وقاد التّصدّي للصّهيونيّة ومشاريعها لا لكونها اغتصبت فلسطين فحسب بل أساسا لكونها منظومة إلغائيّة إقصائيّة عنصريّة بامتياز؟؟ وهل يعي هذا الكذّاب أنّ البعث كان سيقاوم الصّهيونيّة حتّى ولو لم تشنّ عدوانها الغاشم المتواصل على العرب وعلى فلسطين لطابعها العنصريّ؟
أولم يحارب البعث المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصّفويّ الخمينيّ لكونه بدوره منظومة قائمة أساسا على العنصريّة المقيتة؟
فكيف يمكن لمن يتمترس في خندق محاربة العنصريّة والعنصريّين أن يكون بدوره عنصريّا؟
ثمّ ولو ألقينا نظرة سريعة على إرث البعث الفكريّ فإنّنا سنحتاج لمجال أوسع بكثير جدّا لتعداد مواقف البعث الثّابتة وشديدة الصّرامة للعنصريّة والشّوفينيّة في الوقت نفسه، ويكفي أن نورد موقفه مثلا من النّازيّة والفاشيّة حيث رفض رفضا باتّا أيّ تعامل معهما أو تبنّي قراءاتهما لما قدّره فيهما من انطواء على تغليب النّزعة العرقيّة الشّوفينيّة الخالصة وخصوصا النّازيّة التي تقوم على تفوّق العنصر الآريّ وهو ما عدّه البعث خطأ فادحا جسيما ساهم في عزلها وخنقها وإزاحتها بل إنّه قدّر أنّ ذلك لوحده مقوّم كاف لأفولها وتآكلها لإهمالها وإنكارها وتجاهلها لأيّ نزعة إنسانيّة خالصة. كما لطالما شدّد البعث على أنّ القوميّة العربيّة إنسانيّة المنطلقات والغايات وهو ما يميّزها عن سائر القوميّات الأخرى.
وإنّ الجانب الميدانيّ ليضيق بدوره على الشّواهد التي تتجلّى فيه إنسانيّة البعث ومقته الشّديد للعنصريّة ولأهلها، وحسبنا ههنا أن نذكّر بمئات القياديّين البعثيّين من غير العرب سواء كانوا سياسيّين أو عسكريّين، بل إنّ منهم من كان أكثر فاعليّة من العرب أنفسهم، فتقدّم الأكراد والصّابئة والآشوريّين والتّركمان وغيرهم من مكوّنات الشّعب العراقيّ مسيرة البناء والتّعمير وكذلك الدّفاع عن عروبة العراق لما لمسوه من إنسانيّة فيّاضة في قيادته البعثيّة خصوصا، ويكفي ذكر علمين اثنين هما المرحوم طه محي الدين معروف نائب رئيس جمهورية العراق . وشاعر العراق الكبير المرحوم عبد الرّزّاق عبد الواحد .
ومواصلة لرصد المواقف والقارات التّطبيقيّة التي تحدّث بمنتهى الجلاء والوضوح عن إنسانيّة البعث بما يسفّه تماما تخرّصات الخنجر ومن هم على شاكلته، فإنّ التّذكير بالقرار التّاريخيّ والفريد الذي اتّخذه البعث بمنح الأكراد حكما ذاتيّا في كوردستان العراق ليكونوا الوحيدين في المنطقة الذين نالوا ذلك، كفيل بتبيان عظمة النّزعة الإنسانيّة للبعث وتأصّلها فيه بل إنّه لا ينكرها ويستبدلها بعنصريّة موهومة إلاّ العنصريّون المتفسّخون الموتورون كخميس الخنجر.
إنّ مثل ادّعاء خميس الخنجر ينطلق من إدراك أصحابه بكذبهم وبتزويرهم للحقائق، وإنّما يأتون ذلك الصّنيع فقط تنفيسا عن عقد النّقص والدّونيّة التي تلفّهم تجاه البعث ومشروعه التّحرّريّ الوطنيّ والقوميّ الإنسانيّ من جهة، وبحثا عن مكان لهم تحت ضوء أرباب مشروع ضرب العراق واستدرار مباركتهم لهم.
فالخنجر يدرك كما غيره من سياسيّي زمن المسخ هذا ويعي جيّدا ما يشكّله حزب البعث من ثقل سياسيّ وبشريّ وعسكريّ مقاوم لمصالحه الضّيقة وهي التي تقع بالضّدّ من مصالح العراق وشعبه، وبالتّالي فإنّه يعمل خائبا خاسئا لتوقّي منافسة البعث السّياسيّة حيث يلامس ويرى رؤيا العين مدى تعاظم شعبيّة البعث وإقبال الجماهير عليه خصوصا من جيل الاحتلال بما يجعل من فرص النّجاح والدّيمومة لأحزاب العمالة والأصوليّة شبه معدومة ومرتبطة فقط باستمرار الاحتلالين الأمريكيّ الفارسيّ الصّفويّ، وبما يقوّي من التّحليلات السّياسيّة لكبار الخبراء الاستراتيجيّين في العالم التي تؤكّد على أنّ لا مستقبل للعراق بدون الإنصات لمواقف البعث وقراءاته ومنهاجه بل إنّ فيهم كثيرين يشيدون بهذا الحزب قديما وحديثا ليلتحق بهم كبار زعماء العالم ومن دول الغزو خصوصا والذين رعوا وسنّوا قوانين الاجتثاث والحظر وغير ذلك من الخطوات الهادفة لمحاصرة البعث معوّلين فيم يعوّلون عليه على مثل هذه التّصريحات العبثيّة لمراهقين سياسيّين بلغوا من العمالة والنّذالة عتيّا.
لقد خاب الخنجر مرّتين بادّعائه المشئوم هذا، مرّة حين ادّعى أنّ البعث عنصريّ وهو ما لا يصدّقه أكثر النّاس جهلا بالتّاريخ والسّياسة، ومرّة حين توهّم أنّ بمثل هذا الصّنيع الأخرق المتشنّج المراهق قد يؤثّث له درجة دنيا على سلّم المجد، فتهاوى إلى مزيد من الهوان والذّلّ والعار.
هذا، وإنّه من بديهيّات الأمور القول إنّ البعث الذي تلاشت على ظهرانيه أعظم المؤامرات وتفتّتت على عتباته أمكر الدّسائس يظلّ عصيّا عن التّشويه والشّيطنة، ويبقى مقداما هيّابا مناضلا عظيما مقاوما مجاهدا بطلا عملاقا في سفر أمّتنا الخالدة بفضل عزيمة رجاله وإيمان مناضليه وكفاءتهم وثباتهم ناهيك عن حكمة قيادته التّاريخيّة بقيادة الرّفيق شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم وكوكبة الفرسان المحيطين به، وهو ما يضاعف من حسرات المبتذلين والرّعاع من أشباه الرّجال ولا رجال كخميس الخنجر من ممتهني الارتزاق والعمالة وبيع الضّمائر والأوطان في مزادات النّخاسة السّياسيّة قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
وتعود ملابسات هذا الادّعاء المترع رعونة وكذبا وتلفيقا مكشوفا لتزامنه مع إعلان الخميس عن تأسيس حزب جديد في العراق لا يأتي لنحت معالم تغيير أو ملوّحا بفتح أبواب أمل لشعب بلاد ما بين النّهرين والتّخفيف من معاناته وإزالة ما يكابده بفعل المظالم التي سلّطتها عليه الدّوائر المعادية للعراق وللعرب بمستوياتها المختلفة والمعروفة، وإنّما جاء ليضاف رقما جديدا في قائمة الأحزاب الكارتونيّة المتناثرة في العراق بلا فعل ولا موقف ولا رؤى إلاّ مزيد الانغماس في أجندا الغزو والغزاة والمحتلّين أمريكانا وفرسا وصهاينة من جهة وتسريع إنجاح تمزيق العراق وتفتيته وتقسيمه من جهة أخرى.
ولكون هذا الحٌزَيْب الطّافق من مياه الرّذيلة الآسنة والنّابع من ثنايا العمالة والخيانة والطّائفيّة فإنّ بطاقة عبوره تمرّ حصرا ووفقا للآليّات والسّنن المتّبعة منذ غزو العراق لليوم عبر بوّابة إظهار العداء للبعث وتعمّد الإساءة إليه وتقصّد النّيل منه لا لعِلل فيه وشوائب ومثلبة، وإنّما فقط لنيل رضا الأسياد من رعاة العمليّة السّياسيّة الطّائفيّة الغادرة في بغداد المحتلّة وخصوصا الأمريكان والفرس الصّفويّين الذين يبسطون ذراعهم بالكامل على العراق منذ فرار الأمريكان منه أواخر عام 2011.
إنّ اللاّفت والمستحدث هذه المرّة في لوثة العار التي ستلاحق الخنجر هذا طويلا، هو أنّه وبعد استنفاذ كلّ مخزون ذمّ البعث وتشويهه وشيطنته وهي السّياسات التي زرعت بذورها آلة الدّعاية الأميركيّة منذ عقدين من الزّمن وأكثر تهيئة لمخطّط الغزو الظّالم وتبريرا له فيما بعد واستنسختها واتّبعتها إدارة الحقد الفارسيّة وعمّقتها وجعلتها تقليدا لا حياد عنه، وذلك لالتقاء المصالح الحيويّة للجانبين وعوائد استهداف البعث لكليهما لاعتبارات عديدة لا نخالها تغيب عن أحد، وبعد بطلان تلك الرّوايات السّخيفة والقبيحة التي سعى أصحابها لإلصاقها بالبعث كالدّيكتاتوريّة ومرادفاتها ناهيك عن تعمّد طمس الحقائق وتلبيسها وغير ذلك، فلقد استحدث خميس الخنجر ما يعتقد أنّه عيب مشين قد يحقّق النّيل من البعث إذا ما لاقى ترويجا ومن ثمّ فإنّه قد يسهّل عليه تثبيت حزبه واعتماده علاوة على ما قد يدرّه عليه من عوائد مادّية وهبات وعطايا، وتجرّأ بالتّالي على التّقوّل على البعث باتّهامه بالعنصريّة، وهو اتّهام لم يكن الخنجر بحاسب أنّه سيجعل منه مثار سخريّة السّاخرين واستهزاء المستهزئين من العراقيّين والعرب وغيرهم كما سيجعل منه مبعثا للشّفقة والرّثاء.
لقد جعل الخنجر من نفسه بادّعائه هذا مهرّجا مبتذلا وعنوانا جديدا من عناوين السّقوط الكبرى واختار لها بذلك مهانة وخزيا فوق خزيه وعاره القديم، فالعنصريّة بمعانيها اللّغويّة والاصطلاحيّة والفلسفيّة النّظريّة وممارساتها التّطبيقيّة الميدانيّة قد يجوز إطلاقها على كلّ الأحزاب والحركات السّياسيّة في العالم وفي الوطن العربيّ إلاّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ.
وإنّنا حين نذهب هذا المذهب، فليس لتحزّب ضيّق أو لحمية وغيرة المنتمين المتحمّسين، ولكن لأنّ الوقائع كلّها كما المنطلقات النّظريّة للبعث تدحض هذا الادّعاء البائس وتهدم أركانه وتعرّي صفاقة صاحبه ونذالته.
إنّ البعث والعنصريّة ضدّان لا يلتقيان أبدا وفي كلّ الأحوال، بل إنّ العنصريّة أحد أهمّ الأخطار التي حاربها البعث ولا يزال تماما كحربه على الطّائفيّة والرّجعيّة ومشاريع تقسيم الوطن وتشظية الأمّة وضرب أسس وحدتها وتماسكها المجتمعيّ وترابطها الشّعبيّ المتين.
أفلو كان البعث عنصريّا كما جاء في ادّعاءات خميس الخنجر، أفكان سيدخل في حرب مفتوحة ضدّ كلّ المشاريع والمخطّطات المبنيّة أساسا على منطلقات عنصريّة فجّة، وكلّفته تلك الحرب ما كلّفته ممّا يعلمه الخنجر نفسه وممّا لا يعلمه؟
هل يستطيع الخنجر وكلّ المعسكر العميل الذي ينتمي إليه أن يفنّد أو يكذّب أنّ البعث راد وقاد التّصدّي للصّهيونيّة ومشاريعها لا لكونها اغتصبت فلسطين فحسب بل أساسا لكونها منظومة إلغائيّة إقصائيّة عنصريّة بامتياز؟؟ وهل يعي هذا الكذّاب أنّ البعث كان سيقاوم الصّهيونيّة حتّى ولو لم تشنّ عدوانها الغاشم المتواصل على العرب وعلى فلسطين لطابعها العنصريّ؟
أولم يحارب البعث المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصّفويّ الخمينيّ لكونه بدوره منظومة قائمة أساسا على العنصريّة المقيتة؟
فكيف يمكن لمن يتمترس في خندق محاربة العنصريّة والعنصريّين أن يكون بدوره عنصريّا؟
ثمّ ولو ألقينا نظرة سريعة على إرث البعث الفكريّ فإنّنا سنحتاج لمجال أوسع بكثير جدّا لتعداد مواقف البعث الثّابتة وشديدة الصّرامة للعنصريّة والشّوفينيّة في الوقت نفسه، ويكفي أن نورد موقفه مثلا من النّازيّة والفاشيّة حيث رفض رفضا باتّا أيّ تعامل معهما أو تبنّي قراءاتهما لما قدّره فيهما من انطواء على تغليب النّزعة العرقيّة الشّوفينيّة الخالصة وخصوصا النّازيّة التي تقوم على تفوّق العنصر الآريّ وهو ما عدّه البعث خطأ فادحا جسيما ساهم في عزلها وخنقها وإزاحتها بل إنّه قدّر أنّ ذلك لوحده مقوّم كاف لأفولها وتآكلها لإهمالها وإنكارها وتجاهلها لأيّ نزعة إنسانيّة خالصة. كما لطالما شدّد البعث على أنّ القوميّة العربيّة إنسانيّة المنطلقات والغايات وهو ما يميّزها عن سائر القوميّات الأخرى.
وإنّ الجانب الميدانيّ ليضيق بدوره على الشّواهد التي تتجلّى فيه إنسانيّة البعث ومقته الشّديد للعنصريّة ولأهلها، وحسبنا ههنا أن نذكّر بمئات القياديّين البعثيّين من غير العرب سواء كانوا سياسيّين أو عسكريّين، بل إنّ منهم من كان أكثر فاعليّة من العرب أنفسهم، فتقدّم الأكراد والصّابئة والآشوريّين والتّركمان وغيرهم من مكوّنات الشّعب العراقيّ مسيرة البناء والتّعمير وكذلك الدّفاع عن عروبة العراق لما لمسوه من إنسانيّة فيّاضة في قيادته البعثيّة خصوصا، ويكفي ذكر علمين اثنين هما المرحوم طه محي الدين معروف نائب رئيس جمهورية العراق . وشاعر العراق الكبير المرحوم عبد الرّزّاق عبد الواحد .
ومواصلة لرصد المواقف والقارات التّطبيقيّة التي تحدّث بمنتهى الجلاء والوضوح عن إنسانيّة البعث بما يسفّه تماما تخرّصات الخنجر ومن هم على شاكلته، فإنّ التّذكير بالقرار التّاريخيّ والفريد الذي اتّخذه البعث بمنح الأكراد حكما ذاتيّا في كوردستان العراق ليكونوا الوحيدين في المنطقة الذين نالوا ذلك، كفيل بتبيان عظمة النّزعة الإنسانيّة للبعث وتأصّلها فيه بل إنّه لا ينكرها ويستبدلها بعنصريّة موهومة إلاّ العنصريّون المتفسّخون الموتورون كخميس الخنجر.
إنّ مثل ادّعاء خميس الخنجر ينطلق من إدراك أصحابه بكذبهم وبتزويرهم للحقائق، وإنّما يأتون ذلك الصّنيع فقط تنفيسا عن عقد النّقص والدّونيّة التي تلفّهم تجاه البعث ومشروعه التّحرّريّ الوطنيّ والقوميّ الإنسانيّ من جهة، وبحثا عن مكان لهم تحت ضوء أرباب مشروع ضرب العراق واستدرار مباركتهم لهم.
فالخنجر يدرك كما غيره من سياسيّي زمن المسخ هذا ويعي جيّدا ما يشكّله حزب البعث من ثقل سياسيّ وبشريّ وعسكريّ مقاوم لمصالحه الضّيقة وهي التي تقع بالضّدّ من مصالح العراق وشعبه، وبالتّالي فإنّه يعمل خائبا خاسئا لتوقّي منافسة البعث السّياسيّة حيث يلامس ويرى رؤيا العين مدى تعاظم شعبيّة البعث وإقبال الجماهير عليه خصوصا من جيل الاحتلال بما يجعل من فرص النّجاح والدّيمومة لأحزاب العمالة والأصوليّة شبه معدومة ومرتبطة فقط باستمرار الاحتلالين الأمريكيّ الفارسيّ الصّفويّ، وبما يقوّي من التّحليلات السّياسيّة لكبار الخبراء الاستراتيجيّين في العالم التي تؤكّد على أنّ لا مستقبل للعراق بدون الإنصات لمواقف البعث وقراءاته ومنهاجه بل إنّ فيهم كثيرين يشيدون بهذا الحزب قديما وحديثا ليلتحق بهم كبار زعماء العالم ومن دول الغزو خصوصا والذين رعوا وسنّوا قوانين الاجتثاث والحظر وغير ذلك من الخطوات الهادفة لمحاصرة البعث معوّلين فيم يعوّلون عليه على مثل هذه التّصريحات العبثيّة لمراهقين سياسيّين بلغوا من العمالة والنّذالة عتيّا.
لقد خاب الخنجر مرّتين بادّعائه المشئوم هذا، مرّة حين ادّعى أنّ البعث عنصريّ وهو ما لا يصدّقه أكثر النّاس جهلا بالتّاريخ والسّياسة، ومرّة حين توهّم أنّ بمثل هذا الصّنيع الأخرق المتشنّج المراهق قد يؤثّث له درجة دنيا على سلّم المجد، فتهاوى إلى مزيد من الهوان والذّلّ والعار.
هذا، وإنّه من بديهيّات الأمور القول إنّ البعث الذي تلاشت على ظهرانيه أعظم المؤامرات وتفتّتت على عتباته أمكر الدّسائس يظلّ عصيّا عن التّشويه والشّيطنة، ويبقى مقداما هيّابا مناضلا عظيما مقاوما مجاهدا بطلا عملاقا في سفر أمّتنا الخالدة بفضل عزيمة رجاله وإيمان مناضليه وكفاءتهم وثباتهم ناهيك عن حكمة قيادته التّاريخيّة بقيادة الرّفيق شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم وكوكبة الفرسان المحيطين به، وهو ما يضاعف من حسرات المبتذلين والرّعاع من أشباه الرّجال ولا رجال كخميس الخنجر من ممتهني الارتزاق والعمالة وبيع الضّمائر والأوطان في مزادات النّخاسة السّياسيّة قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 16-07-2017
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 16-07-2017