الأمريكان وهم في سياستهم الباحثة علي جعل مشروع " شرقهم الأوسط " حقيقة جيوسياسية قائمة .. كالنواس بين وكيلهم القديم الصهيوني ــ التركي ، و وكيلهم القديم ـ الجديد " ايران ــ ولي الفقيه "
يعيشون ارتباك الفصل في صلاحيات هذا الوكيل القديم ــ الجديد و ذاك القديم ، من حيث قدرة أي منهما علي انجاز المهمات المستحيلة الموكولة الي كل منهما ، المهمات التي فشل فيها الوكيل القديم " الصهيوني ـ التركي" طيلة العقود التي مثلها نظام اﻹستقطاب الثنائي وحتي سقوطه بتفكك اﻹتحاد السوفياتي .
يعيشون ارتباك الفصل في صلاحيات هذا الوكيل القديم ــ الجديد و ذاك القديم ، من حيث قدرة أي منهما علي انجاز المهمات المستحيلة الموكولة الي كل منهما ، المهمات التي فشل فيها الوكيل القديم " الصهيوني ـ التركي" طيلة العقود التي مثلها نظام اﻹستقطاب الثنائي وحتي سقوطه بتفكك اﻹتحاد السوفياتي .
غير أنّه و منذ احتلال العراق سنة 2003 ، ﻻ يمكننا ان نحجب علي كلا الوكيلين " اﻹيراني بتوابعه من افغان و باكستانيين وعرب الممانعة و المقاومة ـ و ـ التركي بتوابعه من عرب الخلافة " ما حققه كل منهما من نجاح فيما هو موكولا امريكيا و صهيونيا لهما خاصة في الفرع المتعلق باحلال هويات طائفية و اثنية قاتلة بديلا عن الهوية العربية الجامعة في المجتمع العربي قطريا كان كما نعيشه في العراق و سوريا و لبنان و البحرين و اليمن بصيغة تقابل بين أبناء المجتمع القطري أو قوميا فيما يسجل من انكفاءات علي ما هو قطري الميزة البارزة لمخلفات ما سمي " ربيع " .
تاريخيا نهوض العرب و تحررهم لا و لن توقفه الصفقات و كل الوكالات الإقليمية إن كانت القديمة أو القديمة ــ بلبوسها الجديد ؛ وكالات لن تخسر صفقاتها فقط و إنما ستخسر نفسها ببضاعتها الرديئة . فمنطلقات الخسارة يؤكدها ما هو متراكم من قيم في تاريخ العرب و الأمة العربية عبر العصور أشرتها منازلات عدة حفظتها محطات التاريخ القديم و الوسيط بشخوصها و نتائجها ؛ و تؤشرهــــــــا في تاريخنا الحديث و المعاصر محطات مضيئة أثرها لا و لن تحجبه لا حروب التدمير و تيئيس المواطن العربي ، و لا حرب الإعلام الهادف طمس الثقافة و الإعتزاز بالهوية من ثورة الجزائر و مقاومتها المسلحة الي ثورة الشعب العراقي المسلحة التي هي في حاجة اليوم الي إلتفاف العرب كل العرب من حولها ، ﻻ منّة منهم بقدر ما هو الحل اﻷمثل الذي يجنّبهم مزيدا من التشظية الجغرافية لمجالاتهم القطرية و تشظية مجتمعاتهم من السمات الوطنية التي تأسست خلال عقود ما بعد اﻹستقلال لينحدروا الي مجتمعات قبلية كأعلي صورة للبداوة في عصر تحكمه صناعات الذكاء . إلتفاف مادي يوفر المطاولة في صراع ارادات مفروضا علي العرب قاطبة رغم ملامحه الجغرافية المحدودة ، إلتفاف حولها يسقط اللافتة التي يرفعها اﻷمريكان ووكلائهم الإقليميين و يعملون من خلالها علي ربطها كثورة شعب ضد اﻹحتلال واجتثاثه بما فرخته مجتمعاتهم من سياسات عنوانها الإرهاب في أعنف صوره؛ السياسات التي لا علاقة لها لا بالقيم و لا بالإنسانية التي خطها التطور الحضاري في بلاد الرافدين .