كاظم عبد الحسين عباس
لدينا قول شائع في العراق يقال في حالات حين يخطئ الانسان أهدافه ( فلان يثرد بجنب الماعون ) ولاننا لسنا سياسيين محنكين ولا محللين نقرأ ما
وراء وما تحت الاحداث والسطور فاننا نرى بالعين المجردة :
اولا : ان الذين يبشرون بسياسة أمريكية متشددة ضد ايران وبقرب تقليم أظافرها في العراق وينشرون علينا تباشير الفعل الامريكي القادم بمقالات غارقة في الافتراضات والتوقعات والربط الطوباوي للاحداث يغضون الطرف في الوقت ذاته عن وقائع تثبيت الهيمنة الايرانية على العراق انطلاقا من الموصل المدمرة وعلى طول الشريط الحدودي الممتد مع سوريا والاردن ووصولا الى الحدود مع السعودية . ان الاعلام المطبل لفعل أمريكي مفترض انما يوفر الاغطية والتخدير ليتيح لايران اتمام أغراضها شاءوا أم أبوا , قصدوا ذلك او لم يقصدوا .
ثانيا : ان الاحداث التي تقع في مناطق أخرى من وطننا ويقال انها تستهدف ايران انما تتيح ميدانيا الفرص الاضافية لايران للنفاذ وتوسيع قواعد التواجد السياسي والعسكري على عكس ما يروج ويقال .
مع هذه الرؤية العيانية التي لا علاقة لها باستنتاجات ولا تحليل بل تنظر بعين مجردة لا تمتلك ميكرسكوب ولا عبقرية مخابراتية ولا أدوات استخبار فاننا نرى أيضا ان أرض العرب تتحول بمساحات مضافة الى صراعات دولية لا مصلحة للعرب فيها ولا تمس قواعد التواجد الفارسي الاحتلالي الفارسي في العراق وسوريا ولبنان . كما ان التدخلات الاقليمية كلها لا تمس الهيمنة الفارسية بل توسع من فرص ايران التي لا تتوانى ولا تعوزها الادوات لتمد يدها وتغرز مخالبها أينما انفتحت أمامها الفرص.
ما يحصل عمليا هو تثبيت أركان الاحتلال الايراني للعراق ولا يتحدث عنها الا نفر من العراقيين المعارضين والمقاومين ويتم غض الطرف عنها من قبل التحالفات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وكل الاطراف الاقليمية في حين تستمر ماكنات التضليل والتخدير برسم واحات يانعة من أحلام العصافير لعواصف ستهب على ايران من بين نسيج الحرير المخملي الافتراضي الذي تصدره لنا الاقلام الغارقة في الخيال والعديد منا يتبنونه وينشرونه ويفرشون قواعد القبول به .!!
ففي الوقت الذي يطبل فيه الغارقون في الخيال العلمي للعواصف التي ستهب ضد ايران وتقتلع المليشيات والحشد وتطهر القوى الامنية بما فيها الجيش و التي بنتها ايران باعتراف صريح ومعلن على الفضائيات من نوري المالكي وقيادات المليشيات والحشد واخرها تصريحات أبو مهدي المهندس المتلفزة التي أعترف فيها بدور ايران ببناء الحشد وتدريبه وتسليحه ووضع خطط عملياته فان المليشيات والحشد التي يعتبرها حيدر العبادي من جهة أخرى جزء من المؤسسة العسكرية الرسمية تفرض سيطرتها على حدود العراق من الشمال الى الجنوب وتؤمن الاتصال الجغرافي الايراني المطلوب استراتيجيا مع سوريا ولبنان والاردن والسعودية .
ونحن كعراقيين نعرف ان الحشد وبدر والدعوة والمجلس وتشكيلات الجلبي وميليشيات المدرسي وغيرها هي تشكيلات ايرانية تابعة بكل شئ لفيلق القدس والحرس الثوري الايراني واطلاعات ( مخابرات ) ايران .
اننا نوجه الانظار بل ونضع نظارات طبية على عيون من لا يرى جيدا من العرب ونعلق بمحبة واحترام سماعات اذان لزيادة سمع من لا يسمع ربما لبعد المسافات من أشقاءنا العرب في كل أنظمتهم وأقطارهم ان ايران تقوي احتلالها للعراق وتؤسس بقوة لتأمين المشرق العربي كله تحت هيمنتها التامة الكاملة في الوقت الذي ينشغل فيه العرب بمشاكل فرعية بينهم البين مفروضة عليهم فرضا من الخارج أو مع غيرهم وتؤدي فعليا الى فسح مزيد من الفرص والامكانات أمام المشروع الفارسي الاحتلالي التوسعي ضد أمتنا .
على العرب أن يدركوا ان مشروع ايران الاحتلالي يتناغم تماما مع مشروع الاحتلال الصهيوني وان قوى الاسلام السياسي الطائفي كانت حصان طروادة ولا زالت في تنفيذه والمساعدة على تكريسه وبكل عناوينها التي تبدو متناقضة ومتنافرة غير انها محكومة جميعا بارتباطاتها بالاجندات الاجنبية المعادية للعرب والتي تحتضنها قوى اقليمية معروفة وتغذيها الامبريالية والصهيونية من بعيد ومن قريب .