سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(موقف نبض العروبة المجاهدة ) ساسة الطوائف ليسوا مقاومين


  كاظم عبد الحسين عباس

  تعبير الإسلامويين لمن لا يعرف ما نقصد به هو إشارة إلى جميع الأحزاب والحركات والتيارات والمليشيات التي تمارس السياسة تحت مسميات وأغطية دينية أو مذهبية . الإسلامويون مصطلح يتضمن الأحزاب والتيارات والميليشيات التي أسستها ودعمتها إيران ومنها حزب الدعوة والمجلس الإسلامي ( بزعامة عائلة الحكيم ) ومنظمة العمل الإسلامي وحزب الفضيلة وحزب الله العراق وحزب الله اللبناني وأحزاب خليجية في البحرين
والكويت وغيرها وحزب المؤتمر لأحمد الجلبي وجميع المليشيات التي تأسست في العراق وتوصف بسمة مذهبية معروفة من جهة والأحزاب التي تتبع أو تميل لجهة تركيا أو ترتبط بصلاة وثيقة مع بريطانيا أو غيرها من الدول الامبريالية كالإخوان المسلمين والتنظيمات والمسميات الإخوانية المنتشرة بأسماء أخرى في أكثر من بلد عربي كالحزب الإسلامي في العراق مثلا وحماس في فلسطين .
  لحزب البعث العربي الأشتراكي موقف معروف ومحدد من جميع التنظيمات المتسترة بالدين شرقيها وغربيها معلن وثابت قبل مجيئ خميني للسلطة في طهران عام ١٩٧٩ وبعد مجيئه حيث بدأت هستيريا السياسة التي توظف الدين لأغراضها وغاياتها المختلفة ومنها الوصول إلى السلطة وثروات الأمة والتنافس المذهبي المحموم وصولا إلى الحروب الأهلية وتقويض الأمن المجتمعي وإضعاف الدولة المدنية العربية زيادة على ضعفها الذي تكونت منه وعليه بتأثير التنافس الاستعماري الامبريالي على خيرات العرب.
والأحزاب المدنية القومية واليسارية التقدمية والوطنية العربية في مختلف أقطارها كلها تشارك البعث بموقفه السلبي عموما من هذه الأحزاب .
  لماذا الموقف السلبي من الأحزاب السياسية المتسترة بالدين :
 ١- لأن هذه الأحزاب بصفة عامة ترتبط بأجندات أجنبية .
 ٢- لأن تبنيها للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني كحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية ليس لهدف التحرير بل لتحقيق توسيع قواعدها الحزبية وتنفيذ أجندات الدول الراعية والساندة والداعمة لها كايران وتركيا وغيرهما.
 ٣- عمليا وميدانيا , قاتلت هذه الأحزاب المحسوبة على العراق مع إيران في حربها التي شنتها عام ١٩٧٩, لاحتلال العراق وها هي تقتل العراقيين وتدمر مدنهم بقيادة سليماني الفارسي قائد فيلق القدس الإيراني مثل فيلق بدر وميليشيات الحشد الشعوبي الصفوي الذي يتنافس على تشكيله المالكي الدعوجي السفاح الفاسد والسيستاني الفارسي حيث دمرت الأنبار ومدنها وصلاح الدين وديالى ولا زالت تبيد الموصل وأهلها بمشاركة وحماية حلف دولي تتزعمه أمريكا وتشارك به بريطانيا وفرنسا وغيرها كثير من دول تعتدي على العرب أرضا وإنسانا ومقدرات.
 ٤- جميع هذه الأحزاب بلا استثناء تحمل السلاح وتقاتل وتحشد وتثقف وتعبئ بالمنهجية المذهبية والطائفية التي غذتها الصهيونية وشجعتها وعملت على توطينها وكأنها قدر منزل والطائفية كما ثبت للقاصي وللداني , للأمي وللمثقف , للسياسي وللعسكري وللتاجر وللعالم في وطننا تهدف إلى تمزيق الدول العربية وإدخالها في دوامات الاحتراب الأهلي وبالتالي تشظيتها إلى كانتونات حقيرة لا يعرف فيها الإنسان أمنا ولا عيشا رغيدا ولا سيادة ولا اعتبارا.
وما نسوقه هنا مثبت ببراهين قاطعة في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان على سبيل المثال لا الحصر .
 ٥- معظم من تعاقد وعاون وصار دليلا لاحتلال العراق وليبيا مثلا هم من هذه الأحزاب التي تعبث بالعرب أمنا ومقدرات وثروات وسيادة وكرامة واستقلالا وبعد إسقاط الحصون العراقية عبثت بأمن المغرب والمشرق العربي تحت غطاء أطلقت عليه كونداليزا رايس مسمى ( الربيع العربي ) ستظل جراحه نازفه لسنوات طوال وستظل تداعياته تفعل فعلها في الجسد العربي المترهل مستغلين توق الجماهير العربية للحرية والحياة الأفضل.
 ٦- إن هذه الاحزاب التي ذكرناها وغيرها ممن لم نذكر قد مزقت القرار العربي شر ممزق وذلك عبر تمزيق مواقف وولاءات الأنظمة العربية مع بعضها البعض أو للأجنبي . ولولا هذه الأحزاب وهزالة الوضع العربي لما تم غزو العراق واحتلاله ولا غزو واحتلال ليبيا ولا غزو وتمزيق سوريا وما زالت هذه الأقطار تنزف وتتمزق وغيرها ينتظر ذات المصير وربما أمر وأدهى .
   كيف الخلاص يا أمة العرب:؟؟
 العدو واضح ومعلن وأدواته معروفة  ومعلنة وقدراته العسكرية والاقتصادية والإعلامية مقدرة ومعروفه وشعبنا العربي أمام خيارين :
 إما القبول والتناغم مع حالة التمزق التي صنعتها الصهيونية والامبريالية وتنفذها أحزاب ما يسمى بالإسلام السياسي وبالتالي القبول بنهاية العرب دولا وقومية وديانات وجغرافية وحضارة وتاريخا .
 وإما بناء الجبهة القومية العربية الشاملة التي تضم المقاومة العربية الحقيقية وعينتها الأعظم والأقوى والأثبت في العراق وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة التي لم ولن تنخرط في مشروع الاستسلام والمقاومة الأحوازية الناهضة والمقاومة العربية في ليبيا وبعض أطراف المقاومة السورية والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية ذات النهج الوسطي المعتدل البناء الإيجابي. وأن تؤمن قوى هذه الجبهة بفعالية الأمة وقدراتها الكامنة والظاهرة واعتماد نموذج المقاومة الذي تبنته مقاومة البعث وشركاؤه في العراق لإعياء مشروع التقسيم والهيمنة الصهيونية ومشروع الاحتلال الفارسي والتدخلات غير الحميدة في أمتنا .
  إن من شأن هذه الجبهة المقاومة مدنيا وعسكريا أن تفرض حالا مختلفا على الانظمة العربية وترشدها إلى صالح العرب عموما وأقطارهم وسيادتهم ونماء الحياة العربية عموما كما من شأنها تعديل مسارات الاعوجاج التي فرضتها القوى المتأسلمة.
  نحن نرى أن الصراع فوق أرضنا العربية هو صراع بين الأمة وبقاياها الباقية أيا كان مسمياتها ووصفها وبين مشروع فارسي صهيوني أمبريالي طائفي . ونذكر هنا لعل الذكرى تنفع، بأن حزب الله اللبناني حرك مسمى المقاومة ليخدم إيران ومشروعها وليس فلسطين وحماس مرت بذات المسلك وأن العربي الذي يؤيد أيا من هذه المسميات الحزبية الإثنية المذهبية الطائفية إنما ينطلق , شاء أم أبى , من مشاعر وأحاسيس طائفية . ونرى ان الكثير من مؤيدي حماس أو حزب الله يجدون أنفسهم الآن في اصطفاف غير معلن ولا هم راغبون فيه مع هذا الطرف الحاكم العربي أو ذاك ومع إيران وأحزابها  أو مع تركيا وممثلي سياساتها التركية ومع محصلة الحاصل حيث كل ما يجري هو بإعداد متقن صهيوني امبريالي عالمي يستهدف العرب وبلادهم وحياتهم وخيراتهم .
  والمؤكد : أن الحق العربي ومن يمثل الحق العربي لن يموتوا ولو أن الحقبة والعواصف والأعاصير والوهن قد ساد وطغى . غير أن الله أكبر والله غالب على أمره والعروبة حية وتعيد ترتيب أوضاعها بدءا من العراق ووصولا إلى ليبيا فالمقاومة قائمة والإرادة العربية البعثية والقومية والإسلامية تتفاعل وتتجذر وتنمو والمؤامرات والمتآمرون والعملاء يسقطون في الحفر والمطبات والمشاكل القاتلة .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018