سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

د. نزار السامرائي - عقارب صفر بعمائم سود.



لم يجرؤ كثير من أعداء الإسلام على أن يقولوا فيه ما جاهر عدد غير قليل من المعميين (الشيعة) من مسٍ وتشكيك في جوهر الرسالة الإسلامية، وهنا لا نريد تقديم جرد بكل ما طفح به مستنقع الكراهية بل يمكن أن نأخذ عينة واحدة من هؤلاء وأن كان عددهم لا يحصى، هو معمم يرتدي العمامة السوداء ويصر على عدم نزعها مثل حارس بنك يرتدي
بزة رسمية ولكنه يسرق البنك كلما أتيحت له الفرصة فلا يريد نزع بزته لأنها مصدر رزقه الوحيد، إذ يشكك هذا المعمم ساخرا بكون القرآن الكريم منّزل من الله سبحانه وتعالى، ولنأخذ أمثلة معدودة من تسجيلاته التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيها أنيقا في عمامته السوداء مثل أي صبي طائش، من دون أن يتحرك مرجع واحد من مراجع قم أو النجف لإدانة سلوكه المنحرف عن جادة الإسلام أو المطالبة بتجريده من صفته الدينية التي يتحرك فيها أو دعوته على الأقل لنزع لباسه الديني وهذا ولا شك هو أخطر مما يقوله أعداء الإسلام فيه لأن أقواله تأتي في باب "وشهد شاهد من أهلها"، مما يؤكد أن هذا هو المنهاج المعتمد لدى تلك المرجعيات التي تظهر إسلامها وتبطن دينا آخر.
عندما يتحدث عن سورة البقرة مثلا في الآية "196" والتي تقول (فَمَن تَمَتَّعَ بالعمرة إِلَى الحج فَمَا أستيسر مِنَ الهديۚ/ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاٰثَةِ أَيَّامٍۢ فِى ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌۭ كَامِلَةٌۭ)، فيسخر منها على نحو يخرج عن حدود أدب الناقدين إلى خندق رعاع القوم وسفلتهم، فيقول هل هناك غبي واحد في العالم لا يعرف أن ثلاثة زائدا سبعة هو عشرة؟ فهل هذه أخلاق مسلم يمتلك الحد الأدنى من قيم الإسلام؟
 وعندما ينتقل إلى سورة الكهف فإنه يتحدث بنزعة مشككة بعدالة الله وخطأ تصرف الرجل الصالح عندما قتل ابن الأبوين الصالحين فيقول هل هذا حكم عادل؟ فمن هو كي يعترض على نص قال فيه الرجل الصالح لموسى عليه السلام "وما فعلته عن أمري".
وغير ذلك كثير للأسف مما لم يصدر أمر بالموقف منه من مراجع (الشيعة)، في حين أننا لاحظنا أن الخميني أهدر دم سلمان رشدي لمجرد أنه أصدر كتابه "آيات شيطانية" الذي شكك فيه بسلامة خط الخميني.
على العموم يذهب هذا المعمم إلى أبعد من ذلك عندما يعرّج على قوم لوط وعقاب الله لهم فيقول هذا هو الظلم بعينه، معتبرا أن هناك نفرا من الأنقياء الأتقياء ممن شملتهم العقوبة وما كان ينبغي أن يقلب الله عاليها سافلها بقوم لوط وطالب بأن تنحصر العقوبة بمرتكبي المعصية التي استحقت قريتهم العقاب بسببها وكأنه وضع نفسه بديلا عن حكم الحق سبحانه.
هكذا نراه كما هو حال المئات من معممي (الشيعة )الذين انتقلوا من المجاهرة بكراهية الخلفاء الراشدين وأزواج النبي الكريم إلى مرتبة جديدة عندما أسفروا عن إرهاصات دين التشيّع في الكيد للإسلام ومحاولة الطعن في جوهر عقيدة التوحيد، فيمضي مشككا في أصل الرسالة السماوية التي جاء بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا المعمم سرعان ما يرتد إلى موروثه الفكري وما غرسته فيه بيئته الأولى من التمسك بالفروع وترك الأصول، فعندما يجري مقارنة بين خطبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، يجعل كلامه أكثر قوة وبلاغة مما جاء في القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي تحدى الله سبحانه في أكثر من آية الإنس والجن ولو اجتمعوا على أن يأتوا بآية من مثله منذ أربعة عشر قرنا وها هم يعلنون فشلهم جيلا بعد جيل في هذا التحدي المفتوح إلى أن يرث الله الأرض وما عليها من مخلوقات وجماد، فنراه عاجزا عن حفظ سورة العاديات أو القارعة في مقارنة نص خطبة علي بن أبي طالب التي يحفظها عن ظهر غيب مع نص هاتين الآيتين الكريمتين، نحن نعرف أن المسلم حتى إذا نشأ في بيئة غير متعلمة فإن أسرته ومن موروثها المتصل تعلّمه عددا من قصار السور إضافة إلى فاتحة الكتاب وآية الكرسي، فما بالنا أن نشأ هذا المعمم في أسرة دينية، هنا يكون السؤال... ماذا علمته أسرته يا ترى؟ هل اقتصر تحفيظها على نهج البلاغة وكتب الكليني والمفيد والمجلسي وغيرها؟ فأي إسلام هذا؟
وأخيرا لا تفوت هذا المعمم المرتد أن يتملق للبيئة الجديدة التي يقيم فيها هو وكثيرون من أمثاله، فيجري مقارنة استفزازية بين الإسلام والنصرانية فيقول بأن السنة هم واليهود أهل كتاب في حين أن المسيحيين يتبعون عيسى بن مريم عليه السلام والشيعة يتبعون علي بن أبي طالب ونحن متشابهون في هذا، فأي نفاق رخيص هذا؟ وإلى متى يستمر؟

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018