سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن- الموصل الحدباء ضحية على مذبح العراق الواحد، ومنارتها شعلة لن تنطفئ


يبدو أن العبث في التركيبة الديموغرافية والسكانية للعراق هو الخطر الأكبر على مستقبل العراق وبالتالي على مستقبل المنطقة كلها، ابتداءً من محافظة الأنبار وصولا الى محافظة نينوى وتحديدا مدينة الموصل ومن المؤكد انها ليست آخر المطاف .


أمريكا وإيران من خلال معركة الموصل تريدان صب الزيت عليها وإعادة رسم خارطة دول المنطقة على أساس العرقيات والطوائف مع تغذية دوافع الصراع حتى يستمر ليأكل الأخضر واليابس،
في المقابل تركيا لن تسمح بوجود تهديد طائفي أو عرقي عند حدودها، فكلا الجهتين (الحشد الصفوي والأكراد) المرشحين لخلافة "داعش" في الموصل يشكلان خطرًا عليها

خلاصة القول: التوافق في العلاقات الأمريكية الإيرانية في مرحلة ما قبل وبعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣، حول إضعاف  العراق الذي يشكل معادلة صعبة وثقلا عربيا في الصراع العربي-الصهيوني ، والعمل المشترك على تحييده عن لعب دور مهم في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط  . ويمثّل (التقارب والتنافس) الأميركي الإيراني  في الحرب على تنظيم داعش (صنيعتهما) ، إلى ما ستؤول إليه وتفرزه من أوضاع جديدة في العراق يعمل كل من الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني استثمارها بما يخدم مصالحهم، فالعلاقات بين الدول تحركها المصالح ولا تعرف الثبات.

ففي الشق الإنساني والتاريخي والبيئي:

دمار هائل في الموصل ومحيطها وتدمير الدور والمباني على رؤوس قاطنيها أدى استشهاد آلاف العوائل و الأسر وتشريد ونزوح عشرات آلاف الذين باتوا في أوضاع صعبة للغاية .
وطال التدمير ايضا المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة وآخرها تدمير جامع النوري الكبير ومنارته الحدباء الشهيرة الذي بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري منذ ما يناهز التسعة قرون، ويعتبر الجامع ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي .
كذلك أسفرت المعارك عن أضرار جسيمة، منها ما نجم عن حرق داعش -الذي بسط سيطرته على المدينة قرابة العامين- عددًا من آبار النفط ومصنعًا للكبريت في ناحية القيارة المتاخمة للموصل من الجنوب، لتضليل الطيران الحربي المعادي له، ما أدى إلى انبعاثات سامة لا تزال مستمرة، حتى بعد إخماد الحرائق.
فالانبعاثات تمثل كارثة إنسانية وبيئية، لا على المدى القريب فحسب بل البعيد ايضا .

يمكن وصف الوضع الحالي بأنه ”إبادة بشرية وبيئية“، و كارثة حقيقية تجعل المعيشة في المنطقة شبه مستحيلة، ما سيتسبب في زيادة غير مسبوقة في نسب النازحين واللاجئين .
وكل ذلك تتحمله حكومة الاحتلال التي سلمت الموصل لداعش . وجاءت حكومة تعقبها لتخرب الموصل وتقتل اهلها .

بو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018