يختلف الناس فيما بينهم فمنهم من يقوم المرء من خلال مظهره الخارجي وما يملكه أو يتحكم به .
ومنهم من ينظر إلى الجوهر المتمثل بالفكر الرشيد والرأي السديد والخلق الحسن مهما كان حامله غنياً أو فقيراً حاكماً أو محكوماً كبيراً أو صغيراً.
ولقد قال الشاعر:
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ زيادته أو نقصه في التكلّم
إننا نرى في هذه الأيام العصيبة التي تمرّ بها أمتنا العربية بعض الذين ينظّرون ولا يعملون وينتقدون ولا يبادرون رغم أنه مشهودٌ لهم بالقدرة على العطاء والتاريخ الحافل بالنضال. فما هو السبب يا ترى؟
أهو اليأس من الأوضاع السائدة اليوم؟
أم الخوف من العواقب التي تلي الرأي الصائب والكلمة الصّادقة؟
وربما البعض اصبح لديهم مصالح ماديّة أو معنويٍة يخافون أن يخسروها.
أيّتها الرّفيقات أيّها الرّفاق المناضلون والأحرار إن أمّتنا اليوم وأكثر من أيّ وقتٍ مضى بحاجةٍ إلى كلّ قادرٍ على الكتابة والتثقيف والمشاركة في النّشر والتوزيع في أيٍ مجالٍ يخدم المقاومة لأنّ دوره لا يقلّ أهميّة عن الذي يحمل السلاح ويواجه العدوّ وجهاً لوجه. لو أن كل واحدٍ منّا أدرك أن الصحراء تمتدّ من حبّة رمل وأن البحر يهدر من قطرة ماء لوضعنا كل طاقاتنا الفكريّة والجسديّة لانقاذ هذه الامّة من أعدائها المتربصين بها من الدّاخل والخارج.
إذا كنت ذا رأيٍ فكن فيه مقدماً .
فإن فساد الرّأي أن تتردّد.