بقلم علي المرعبي
كلامي بوضوح ودون أي خلفية سوى البحث عن علاقة متوازنة وصادقة و واضحة بين العرب ومجاهدي خلق .. كلامي لمناسبة المؤتمر السنوي للمجاهدين بعد أيام بضاحية باريس ..
العموميات بالمواقف للتهرب من أسئلة تراود كل عربي شريف لا تبني اسسا للعلاقة الإيجابية المفترضة .. والتملص من وضع النقاط على الحروف لا تغري إلا السذج أو الذين لا ينظرون للمستقبل الآتي ..
أود التذكير هنا ان خميني وقيادة “الثورة” الإيرانية دغدغوا أحلام الشعب العربي بمستقبل متغير وإيجابي بعد إسقاط نظام الشاه. كل الأسئلة العربية عن تعهدات واضحة كان يتم التهرب منها بخبث، ويتم الحديث ان الامور العالقة بين العرب وإيران سيتم معالجتها بعد سقوط الشاه واستلام السلطة .. وبات واضحا بعد كل هذه السنوات ان نظام الملالي (الذي صدع رؤوسنا قيادته قبل السلطة بعلاقات متميزة وايجابية) انقلب على كل وعوده وتعهداته الشفوية والإعلامية حتى رأينا نظاما أكثر سوءا من نظام الشاه بتدخلاته المجرمة والدموية داخل الوطن العربي ..
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .. أليس هذا صحيحا ؟؟؟
رغم نكران مجاهدي خلق لجميل العراق ونظامه الوطني الذي أغدق عليهم كل أشكال الدعم المالي والسياسي واللوجستي واستيعاب عناصرهم وعائلاتهم (وهم بعشرات الألوف) بكل النواحي، حيث لم نرى اي موقف إيجابي منهم نحو حزب البعث ولو من جانب أخلاق الوفاء..خاصة بعد احتلال العراق ..
هذا لا يهم ..
المطلوب ان تكون هناك تعهدات خطية واضحة حول كل المشاكل بين العرب و إيران.. حتى لا نصل إلى حالة المقارنة الحالية بين نظامي الشاه والملالي.. هذه التعهدات تلغي الشك باليقين، و محاولة التهرب بتأجيل هذه الأمور لما بعد إسقاط نظام الملالي، تعيدنا إلى المربع الذي نعاني منه الآن مع نظام الملالي. عندما كانوا يطلبون الشئ ذاته.
هل كلامي به أي تحامل على المعارضة الإيرانية ومجاهدي خلق؟؟
لا اعتقد ..
المطلوب وبوضوح الحد الأدنى بتعهدات خطية وموثقة وموقعة ويتمثل ب:
– علاقة حسن جوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية تحت أي مسمى..
– علاقة حسن جوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية تحت أي مسمى..
ـ القبول بالتحكيم الدولي لقضية جزر الإمارات الثلاث (رغم ان المطلوب الانسحاب منها وإعادتها للأمارات) .
– القبول بحق تقرير المصير لشعب الأحواز من خلال إستفتاء بإشراف دولي لأن الأحواز دولة عربية محتلة (ايضا رغم ان الأحواز كانت دولة عربية مستقلة).
– إعادة ترسيم حدود شط العرب بما يضمن حقوق العراق التاريخية، والتي اضطرت حينها الحكومة العراقية القبول بإتفاقية الجزائر حتى يتوقف التدخل الإيراني الخطير من خلال تسليح الاكراد شمال العراق.
وطالما أن الإتفاقية تم إلغائها من جانب العراق بعد إنهاء التمرد الانفصالي الكردي. أرى ضرورة العودة إلى خرائط ترسيم حدود شط العرب الموثقة عالميا منذ عقود طويلة.
ما أود التأكيد عليه مجددا أننا نتمنى تطبيع العلاقة بين العرب و إيران لأنها واقع جغرافية الجوار.. فلا أحد يستطيع نقل حدوده بعيدا عن الآخر..
وأتمنى من الأخوة العرب الذين سيشاركون بهذا الاحتفال ان ينظروا لمستقبل العلاقة..خاصة أن ثقل الحضور البشري (كما جرت العادة) سيشكله العرب المدعوون من فرنسا وأوروبا والعالم ….
وضوح العلاقة منذ الآن تؤدي إلى حسن الجوار الذي أتمناه شخصيا..حتى لا نصل مستقبلا إلى حالة المقارنة التي نعيشها الآن بين نظامي الشاه السابق و نظام الملالي الحالي ..
والله من وراء القصد …