سلام عبد الرضا الخفاجي
تتوارد الأنباء والـتأكيدات على استلام القوات الأمريكية لزمام أمور (تحرير) الصوب الأيمن من مدينة الموصل براً وجواً بعد أن جنبت تشكيلات جيش الدمج والحشد الشعوبي في الشق الأيسر من المدينة منشغلة بمهمات تهجير النساء والأطفال واعتقال الرجال وتهديم البيوت بعد نهب محتوياتها والبحث عن المطلوبين لإيران من أكاديميين وضباط وطيارين ومهمات الإبادة الطائفية والتغيير الديموغرافي. ويقال أيضاً أن الانشغالات تزامنت مع ردود أفعال عنيفة عند القوات الأمنية والقوات المحتشدة معها من حرس إيران وحشدها الطائفي الإرهابي لعدم صرف مرتبات الارتزاق لعدة شهور وفساد العتاد وشحته عند كثير من أفراد وتشكيلات قوات غزو المدينة بحجة داعش.
حقيقتين شاخصتين أكدتهما الأخبار هما:
الأولى: أن الأمريكان والبريطانيين قد فتحوا ممرات آمنة لتنظيم داعش للخروج سالماً غانما باتجاه سوريا.
الثانية: تواصل فعاليات القصف الجوي العنيف لأحياء الجانب الأيمن وهذا يعني ببساطة أن انسحاب داعش الآمن والمتفق عليه غير كافي للأمريكان والبريطانيين وحكومة الاحتلال بل يجب تدمير هذا الجزء من المدينة قبل تنفيذ نفس خطط الإبادة للسكان الباقين بين الأنقاض التي تم تنفيذها في الصوب الأيسر.
إن ما يحصل الآن في الجانب الأيمن من الموصل هو استكمال لجرائم داعش التي تم الإعلان عن جانب منها في مقابر منطقة الخسفة الجماعية واستثمار أمثل لأهداف إطلاق يد الإرهاب من قبل إيران وأميركا وحكومة الاحتلال والتي طالما أكدنا عليها.
المثير للانتباه أن الأمريكان والبريطانيين قد دخلوا بكثافة في يمين نينوى وكأنهم يريدون أن يثبتوا في صفحات التاريخ نهاية المشهد الدرامي الداعشي في العراق سطوراً قد تعاونهم في التشويش على دورهم الإجرامي اللئيم في استخدام الإرهاب كمطرقة من مطارق الاحتلال التي بوسعها أن تهشم جماجم وعظام الشعب دون تبعات وتخرب المعمر من البلاد دون إدانة. لقد أدت داعش الدور بأناقة ووسامة وإجرام غير مسبوق ولم تخيب ظن من أسسوها من المثلث الإمبريالي الإيراني الصهيوني.
المؤكد أيضاً أن الأمريكان يحاولون الآن أن يكونوا قريباً من جزئيات وتفاصيل تأثيث المشهد العراقي وتداعياته التي ستفرض حالها مع نهاية دور داعش.