أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
واهم من يعول على أميركا في طرد إيران من العراق أياً كانت التصريحات والتلميحات والمواقف الصادرة عن الإدارة الأمريكية الجديدة. فكل ما يريد ترامب الوصول إليه هو تقليص حصص إيران في ثروات العراق لأن إيران تمادت في الاحتلال والنهب المنظم للنفط وللثروات العراقية بمعنى أنها أخذت أعظم بكثير من حصة الشرطي أو الموظف أو المرتزق.
لعل أكثر ما نعول عليه ونتمنى أن يحصل ونبارك حصوله ويفتح لنا سبل تحرير بلادنا هو أن تسحب أميركا حمايتها لسلطة العملاء في المنطقة الخضراء والعملية السياسية فإن فعلت فإننا سنزيل الاحتلال الإيراني وكلابه ونعيد حقوق العراق وشعبه كاملة في ظرف أسابيع.
السلوك والتصرف الأمريكي الوحيد الذي يثير احترامنا ويجعلنا نضع قواعد تعاون مشروع بين العراق السيد المستقل وبين أميركا هو أن تعود أميركا إلى رشدها وتعترف بإرادة شعب العراق وقواه الخيرة وتؤمن أننا أحرار وديمقراطيون ولسنا خدج ولا معاقين ونمتلك من قدرات إعمار بلدنا وإسعاد شعبنا وإدارة شؤونه وحمايته ما يرغمها على الاعتراف برذيلتها التي أقدمت عليها بنوازع عدوانية وشره أحمق عام 2003 وأن تعلن استعدادها مع دول العالم الأخرى لإعمار ما دمرته وتعويض العراقيين مادياً واعتبارياً.
أما أن توجه الإدارة الأمريكية التهديدات وحتى لو نفذت ضربات محدودة لإيران مع إبقاء حمايتها للخضراء وأزلامها فإنها بهكذا سلوك تكون كمن يقتل الأبوين ويترك للأولاد حرية التصرف بكل الإرث. فحكومة الخضراء وبرلمانها أبناء بررة لإيران ومنهجهم منهجها وسيظلون يشتغلون سراً وعلناً على سياستهم التي تعتبر العراق ضيعة لإيران.
نحن لا نريد لأحد أن يحرر بلدنا نيابة عنا لأننا نؤمن أن من يحرر بالإنابة سيكون محتلاً بديلاً بالأصالة.