د.عباس الجنابي : استاذ صلاح لننتقل الى محور اخر ،بتصورك كتب الكثير عن هذا الموضوع وهو لا يخفى عليك ولكن اريد ان اسمع وجه نظرك : ماسر العلاقات الأمريكية - الايرانية،جميع الناس في حيرة لا اخفيك وانا واحد من هؤلاء الناس لان هناك غموض يكتنف هذه العلاقة ظاهريا على سبيل المثال ترى انها علاقة صراع من الناحية الظاهرية لكن في الواقع منذ عام ٧٩ عندما أتى خميني اصبحت كأنما هي حالة تعاون وخذ نموذج فضيحة ايرانجيت ،وخذ نموذج اخطر وهو تقديم العراق لايران على طبق من ذهب ،طبعا لولا الولايات المتحدة الأمريكية وانت ادرى كل الدول الاقليمية أذا اجتمعت لاتستطيع أن تزحزح العراق قيد أنملة ،اسئلك ماحقيقة هذه العلاقة المحيرة ولماذا تنحاز امريكا رسميا وعمليا لايران وتدعم توسعها الإقليمي على حساب الأمة العربية ؟
الرفيق صلاح المختار : لقد كرمنا الله في العراق باننا كنا منذ عام ١٩٧٩م وهو عام وصول خميني الى الحكم كرمنا الله بان مكننا من معرفة حقيقة المخطط الامريكي الصهيوني الذي بدأ ينفذ في افغانستان وفي اسرائيل الشرقية اي ايران ،وصول خميني الى السلطة كان ثمرة اتصالات بدأت في الستينيات بين خميني وجون كندي ، كما كشفت المخابرات الأمريكية المراسلات مؤخرا ، وانتهت باتفاق مع خميني عندما رحل الى باريس وتم الاتفاق معه تفصيليا وكان اهم مهندس لهذا الاتفاق هو صادق قطب زاده وكان وقتها اهم مساعدي خميني في فرنسا وعاد الى ايران وأصبح اول وزير للخارجية كما اتذكر ، هذه العلاقة مع خميني ومع القاعدة وطالبان في افغانستان كانت البدايه لتنفيذ خطة امريكية لم تعد سريه وكنا ننبه اليها منذ بدايه الثمانينات تحت تسميه المخطط الطائفي العنصري لتفتيت الاقطار العربية،برجنسكي حينما كان في نهاية الستينات وبداية السبعينات أستاذا جامعيا طور نظرية خلاصتها ان الايديولوجيا البرجوازية فشلت ،اندحرت امام الايديولوجيا الماركسية اللينينية التي تملك جاذبية كبيرة في اوساط الفقراء والمستغلين ولهذا يقول برجنسكي اذا استمر الصراع في ظل التفوق الايديولوجي اليساري الماركسي فسوف تهزم امريكا في عقر دارها. ولذلك اقترح منذ نهاية الستينات وبدايه السبعينيات أن تطور قوة اقليمية في مناطق العالم المختلفة تملك ايديولوجيا قوية وايمان عميق يضاهي أن لم يكن اقوى من ايمان الماركسيين بعقيدتهم لأجل دحر الشيوعية والحاق الهزيمة بهم ، واقترح برجنسكي وقتها ان يكون مايسمى (الاصولية الدينية) هي القوة التي تستطيع القضاء على الشيوعية وحركات التحرر في العالم والتي دفعت امريكا الى حافه الهاويه خصوصا بعد هزيمة فيتنام في منتصف السبعينيات تقريبا . حينما اصبح جيمي كارتر رئيسا، وكان صنيعه برجنسكي وسايروس فانس اللذان اعداه ليكون حاكما لولايه امريكية ثم رئيسا ، اصبح بريجنسكي مستشارا للامن القومي وبحكم هذا المنصب اخذ يطبق نظريته المذكورة انفا.
فبدأ بنشر الدعوة الى احياء الاصوليات الدينية وهي ليست الاصولية الإسلامية فقط وانما الاصولية اليهودية والاصولية المسيحية والاصوليه البوذية والاصولية الهندوسية وكافة الاصوليات الدينية الاخرى في العالم ،احياء هذه الاصوليات ودعمها كان من اجل الحاق الهزيمة بالشيوعية نيابه عن امريكا تماما كما تفعل الان باستخدام الكماشة الايرانية والروسية لتحقيق الاهداف التشرذمية في الوطن العربي ، استخدمت مايسمى الاصولية الدينية لدحر الشيوعية لهذا لم تكن صدفه توافق وصول خميني الى الحكم في عام ١٩٧٩م مع ظهور (المجاهدين) الافغان وطالبان والقاعدة في افغانستان وكان الهدف مسبقا هو اعداد المسرح لصراع لاحق بعد دحر الاتحاد السوفيتي وهو مايسمى صراع التطرف السني والتطرف الشيعي وهذا مايجري الآن ، فالخطة الأمريكية اذن كانت تقوم على دعم التيارات الدينية والطائفية بشكل خاص من اجل الحاق الهزيمة بالاتحاد السوفيتي وبالشيوعية ثم بحركات التحرر وكان العراق الهدف الاول في هذه الخطة خصوصا لانه امم النفط في عام 1972 وهو اهم المصالح الامريكية في المنطقة .
د.عباس الجنابي : استاذ صلاح لدي سؤال مهم للغاية سؤال مركب ،اولا هل ستتغير باختصار السياسة الامريكية بعد الانتخابات والاهم من هذا في وسط كل هذه الصورة التي تراها معقدة للغاية في العراق والوطن العربي اين يقف حزب البعث العربي الاشتراكي بعد١٣ عاما على اسقاط نظامه الوطني في العراق ؟
الاستاذ صلاح المختار : لكي اكمل الصورة خلال ال٤ دقائق اقول امريكا وقبلها فرنسا وبريطانيا واسرائيل الغربية فشلت جميعها في اثارة الفتن الطائفية على اساس قاعدة فرق تسد والذي نجح هو خميني لان لديه قواعد منظمه على اسس طائفية وعرقية في الوطن العربي ولهذا فان امريكا و اسرائيل الغربية بشكل خاص تدعمان اسرائيل الشرقية اي ايران وخميني ونظام خامنئي من اجل اكمال تفتيت الاقطار العربية . دعم اسرائيل الشرقية اذن نابع اساسا من قيامها بدور محوري وفريد في اثارة الفتن الطائفية في الوطن العربي والتي تفتت القوة العربية بكافة اشكالها وتحيدها في الصراع ضد الاستعمار والصهيونية وتحولها الى وقود لصراعات بين العرب انفسهم ، وهو هدف حيوي وجوهري للغرب الاستعماري والصهيونية وكل ما يقدم لاسرائيل الشرقية من قبل هذين الطرفين من دعم متعدد الاشكال هو مكافئة على دورها في اثارة فتن الحقت تخريبا ودمار اوكوارثا غير مسبوقة بالعرب .
د.عباس الجنابي : السياسة الأمريكية هل تتغير بعد الانتخابات؟
الرفيق صلاح المختار : السياسة الأمريكية ليست سياسه رئيس وليست سياسة كونغرس ولاسياسة اعلام السياسة الأمريكية تقررها النخبة الماسكة بزمام الامور في امريكا وهي اصحاب الشركات الكبرى او الاحتكارات الكبرى الذين يقررون من هو الرئيس ومن هو عضو الكونغرس ومن هو حاكم الولاية، هؤلاء ( النخبة ) وضعوا خطة مطورة عمرها نصف قرن بدأت تنفذ منذ السبعينيات ولن يتخلو عن هذه الخطة وهي تنفذ بخطوات او مراحل متعاقبة واحدة بعد الاخرى ، والرئيس الجديد سيدشن خطة جديدة تكمل ما نفذ في العقود السابقة من قبل الرؤوساء الاخرين فكما ان الانتهاء من بناء طابق يؤدي الى الانتقال الى بناء طابق اخر فوقه ورمي النفايات المتبقية او التي استخدمت ولم تعد هناك حاجة اليها فان الرئيس الجديد سوف يرمي بالنفايات ويقوم بتدشين ادوات اخرى وخطط اخرى مختلفة . وما لم نتحد نحن العرب فإن هذه الخطة ستصل قلب الجزيرة العربية وستصل موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر ومصر والسودان وتشمل كل الاقطار العربية وحدتنا هي النجاة في تضامننا ووضعنا لكافة الخلافات في الخلف هو الخيار الوحيد.
اما حزب البعث العربي الاشتراكي فأقول بكل وضوح نحن بعد ١٣عاما وبعد استشهاد ١٦٠الف مناضل بعثي اما اثناء المقاومة او بالاغتيال نحن الان اقوى وافضل واكتشفنا اخطائنا وايضا ابرزنا انجازاتنا العظمى ونقاتل في العراق بكافه الوسائل السياسية والعسكرية ولدينا الان دعم شعبي شامل في العراق وننفرد اكرر نفرد بخلاف كافة القوى السياسية العراقية باننا الحزب الوحيد الذي يضم في صفوفه كافة مكونات العراق الشيعه والسنه –والمسيحيين والمندائيين - والاكراد والعرب والتركمان وهناك شبه إجماع شعبي تجلى في انتفاضه ابناء الجنوب الذين هتفوا باسم البعث وباسم الشهيد صدام وباسم القائد عزة ابراهيم هتفوا تحديا لايران ( ايران بره بره العراق حرة حرة ) هذه المواقف كان حزب البعث العربي الاشتراكي له دور اساسي فيها وفي تنميتها نحن الآن كحزب انشط واقوى مما كنا قبل الغزو وستشهد الاشهر والاسابيع القادمة أن هذا الحزب هو الرقم الاصعب في المعادلة العراقية وربما العربية.
ونأسف كل الاسف لان بعض الاقطار العربية وهي تتعرض للتحديات المميته لاتفهم أن بداية الكوارث كانت في العراق وان قبر الكوارث وانهائها يبدء من العراق ايضا فما لم يتحرر العراق من الغزو الايراني والامريكي فلن تنجو السعودية ولن تنجو دول الخليج ولن تنجو مصر ولا دول المغرب العربي كافه الا بتحرير العراق لسبب بسيط وهو أن تحرير العراق يعني اعادة بناء جبل النار بيننا وبين بلاد فارس ،جبل النار هو الجيش العراقي الوطني الذي يقاتل خلال ال ١٣ عاما الماضية الاحتلالين الامريكي والايراني ،اعادة بناء جبل النار هو مهمه المقاومة العراقية الاولى والاساسية فبدون حجب ايران - اسرائيل الشرقية - وراء سلسلة جبال زاجروس واعادتها الى مناطقها الحقيقية لن تسلم الاقطار العربية من الفتن الطائفية التي تضربها في الصميم وتزداد ، واخرها رفع صور خامنئي في طريق بمصر ، وهذا امر خطير جدا أن تصل الامور الى هذا الحد ولا ينتبه احد ،ندعو كل العرب الى التعاون مع المقاومة العراقية الى دعم المقاومة العراقية الى مد يدهم لنداءات الرفيق القائد عزة ابراهيم للتعاون من اجل انقاذ العراق وانطلاقا من تحرير العراق سترون كيف تتساقط احجار الدومينو الأمريكية الايرانية الصهيونية في الوطن العربي واحدا اثر اخر .
العراقيون هم الذين يعرفون معنى هزيمة ايران اسرائيل الشرقية ودعم ابناء العراق الان بانقاذ الموصل ونينوى ودعم المقاومة العراقية هو الطريق المضفي الى الخلاص العربي عامة وبلا اي استثناء نحن الان تحت تصرف ابناءالشعب العربي في كل مكان .
Almukhtar44@gmail.com
تفريغ الفيديو قامت به الرفيقه درة عارف من الشابات المتميزات في الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر