أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
يخطئ من يظن أن ترامب يضع إيران في فم المدفع الأمريكي إنصافاً للعراق أو تخليصاً له من جرائمها أو عقاباً على تغولها على العرب، ويخطئ مرة أخرى حين يفرش أو يؤثث للاحتمالات القادمة في تطور العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران على أساس استفحال العداء. فترامب لا يهمه العراق وهذه قناعتنا حتى يثبت العكس عمليا ولا يهمه أن يعيد إيران إلى جادة الصواب فالرجل ليس مصلحاً اجتماعياً.
بل.. يعنيه
أن يوقف الاعتداء الإيراني على ما يراه حصة أميركا من ثروات ونفط العراق.
يعنيه
أن يُخرج إيران من موطئ قدم أخطأت أميركا بإيصالها إليه ثم تجاوزت المقبول أمريكياً وأخذت أكثر مما تستحق سواءً في مساحات الاحتلال للأرض وللإنسان أو من ناحية النهب لخزائن العراق ونفطه وللسوق العراقية التي غطتها منتجات إيران في الوقت الذي يرى ترامب أن أميركا أحق بها.
وعلى المستوى العربي… يرى ترامب وحزبه أن إيران عبرت الخطوط غير المسموح لها بعبورها في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر وفي سوريا ولبنان. ولأن روسيا قد دخلت على خط محاربة داعش وأن داعش قد شارف وجودها على الفناء في العراق وسوريا بعد أن انتهت مدة صلاحيتها فإن شراكة روسيا في الإمبريالية مرجحة على شراكة العمامة الفارسية وهذا أمر منطقي. أي.. أن الدور الإيراني في ملفات أمن القوات الأمريكية والإرهاب صناعة ومواجهة في آن واحد قد انتهى أو أوشك على الانتهاء.
لذلك..
فإن إيران الآن قد وضعت الموسى في حلقومها وبدأت تهاتر وترد على التصعيد الإعلامي الأمريكي بغوغائيتها المعروفة.. ونحن.. نرى:
أن إيران لو كانت حكيمة وتتصرف بالدهاء السياسي الذي صوره أنصارها عندما كانت ترفل بنعيم الحضن الأمريكي الدافئ لبوش وأوباما والاقتدار الذي نعق به مرتزقتها من عرب الجنسية واللسان فإن الأفضل لها أن تسحب أحزابها وجيوشها وميليشياتها خارج لبنان وسوريا والعراق وتحشد إمكاناتها لحماية العمامة ونعيق بومها الطائفي خير لها من مواجهة تضيع فيها العمامة والبوم معاً.. ونحن على يقين.. أن إيران لن تسمع النصيحة لأن التضخم الذي أصيبت به قد وصل إلى جمجمتها وخيل لها أنها قادرة على مقارعة أميركا فلتنتظر إذن لعنات العراق تغرق أرجاءها ولابد للظالم أن يكسر رأسه من هو أشد منه ظلماً.