في المستنقعات والمياه الأسنة وخاصة مياه المجاري ومكبات القمامة، تخرج فقاعات كثيرة نتيجة توّلد غاز الميثان من البيئة المناسبة له، ويسبب تلوثا كبير الخطورة على البيئة البشرية والصحية.
في الوسط السياسي والاجتماعي وكذلك المالي في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي – الإيراني مكبات قمامة ومجاري مياه قذرة من أديان ومذاهب وقوميات لا تنحصر في جهة واحدة سياسية أو في مكون وإن تشابهت في رائحتها الكريهة ومناظرها المقززة، ولكنها تتسبب بتداعيات بيئية مدمرة بصرف النظر عما إذا خرجت من كربلاء أو سامراء أو البصرة والعمارة أو الموصل والرمادي أو أربيل، وتترك تلوثا وجيفة في الأجواء وجروحا عميقة في الوجدان العراقي لا تندمل مهما تم علاجها بأقوى المضادات الحيوية.
لا أدري ما الذي حمل مسيحيا كلدانيا على تبني ثارات الحسين من أحفاد يزيد في الموصل؟ وهل يمتلك دليلا واحدا أن عرب الموصل السنة هم الذين قتلوا الحسين؟ أم أنه لا يعرف أن مراسم عاشوراء تقام في كربلاء جنوب غربي بغداد وليس في الموصل على بعد يزيد عن 400 كيلومتر عن عاصمة العراق؟ هل هو التماهي مع دعوات أحد أحفاد قتلة الحسين "الخزعلي" الذي حيثما أراد أن يسفك الدم الحرام يرفع شعار يا لثارات الحسين؟ أم هو الخنوع المذل لتوجيهات قاسم سليماني الخارجة عن مكتب علي خامنئي، والتي تسعى لخلط الأوراق وتوريط المسيحيين العراقيين في حرب مفتوحة لا مصلحة لهم فيها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل، خاصة إذا ورطهم الفرس ومليشيات الحقد الفارسي الطائفي ثم تنكروا لهم وتركوهم وجها لوجه أمام بيئة وحاضنة ظلت متسامحة معهم على مر التاريخ فعاشوا إخوة من دون عقد أو ظلم أو تفرقة دينية أو عنصرية.
تصريحات مسمومة من شخص مرتبط "بالحشد الشعبي" الذي يصر حيدر العبادي على وصفه بأنه جزء من القوات المسلحة، يجب أن نعرف موقفا علنيا من العبادي قبل غيره، وبعد ذلك من قبل المرجعيات الدينية والسياسية للمسيحيين جميعا ورجال الفكر والإعلام المسيحيين العراقيين، وإلا فإن غاز الميثان قابل للاشتعال كما كان يعلمنا مدرسو الكيمياء ويحذرون من تقريب أو مصدر ناري من مكان فيه هذا الغاز الكريه الرائحة، ويجب أن يعرف الجميع أن الأيام دول وأن مليشيا الحشد الإيراني الطائفي الحاقد وانطلاقا من حسابات إيران ستتخلى عن أي عميل ارتضى أن يبيع نفسه رخيصا مهما كان دينه وعرقه ومذهبه، أما الاستقواء بأمريكا فهو وهم وسراب مخادع ومن يعتمد عليه أن يراجع تاريخ سياسات الولايات المتحدة وتخليها عن أسرة نغوين ديم المسيحية في فيتنام الجنوبية وما أعقبها من مجازر للمسيحيين لأنهم باعوا وطنهم ومواطنيهم لدولة أجنبية وجدت أن مصالحها مع الدولة أكبر من مصلحتها مع مكون أو طائفة.
الدكتور نزار السامرائي