أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
بالصبر والمطاولة فهي العامل الحاسم. لأن من احتل العراق ليس سرب حمام بل جيوش أكثر من 30 دولة تمتلك أعظم درجات التقدم العلمي والتكنولوجي وأكبر الجيوش وأكثر الأسلحة تطوراً وفتكاً. وتم احتلال العراق لتحقيق أهداف استراتيجية سياسية واقتصادية وليس لهدف محدد ينسحب الغزاة فور تحققه.
إذن لا بد من مواجهة الستراتيج باستراتيج مناظر واستراتيجنا يجب أن يحسب حساب فارق ميزان القوى الهائل الذي لا يغلب بالعواطف الجياشة ولا بلطم الخدود ولا بضرب الرؤوس بالجدران بل بعمل دؤوب مثابر يديم زخم طاقات الشعب الرافض والتقاط أبناء الوطن البررة المستعدون للقتال والتضحية لإنجاز التحرير وتشغيل الأفكار وعصف العقول للتعبئة الشعبية وتنوير الناس وكشف الزيف وتناقضات قوى الردة وجيوش التيئيس.
العراق يحرر بعمل منظم يستقطب الإرادة المقاتلة ويعزز روح الرفض للغزو وإفرازاته وبإعلام ثوري مؤمن راسخ ثابت يعمل بخطط واعية وإدراك سليم لحركة السياسة
ومتغيراتها.
أما الناعقون بشتيمة هذا الطرف أو ذاك ولعن هذا الحزب وذاك الزعيم وتقليب أوراق الأمس بعد غمرها بالحبر الأسود لطمس إشراقها والذين يعتاشون على مهاجمة البعث ولا يكتبون حرفاً واحداً ضد الغزو وأحزاب وميليشيات السلطة الخائنة... أما الذين ينتظرون ورقة تسقط من أشجارنا ليشغلوا كل معاولهم لقلع كل الأشجار فهؤلاء جزء من الاحتلال واستراتيجياته.
تحرير العراق تنجزه عقول راجحة وسواعد شجاعة وخطط مقاومة طويلة الأمد تؤمن بالله وبالوطن والحقوق والسيادة وتتحرر من نهم المال والسلطة والأضواء وتترفع عليها.
تحرير العراق يتم بالثبات على مبادئ الرجولة دون حساب لزمن العمر الشخصي فمضي جيل يجب أن تتبعه أجيال...
تحرير العراق يتطلب ارتباطاً عميقاً برسالات السماء وعقائد الأرض الجهادية ونماذجها التي انتصرت بعد طويل مواجهة وعظيم تضحيات وليس بشتم الشعب ولا بتخوين بعضه ولا بإلغاء أي جزء منه لأي سبب كان.
التحرير هدف عظيم وتاريخي ورسالة سامية نبيلة ويحتاج إلى هذا المستوى من الرجال والماجدات العظماء التاريخيين الرساليين ونحن لها بعون الله.