العدوانية التي تنتهجها إيران نتيجة الفكر الأصولي الذي تعتنقه و المنتمي للإسلام السياسي وفكرة إحياء القومية الفارسية عبر مخطط يهدف الى اقامة امبراطورية فارسية هو المهيمن على نهج الحكم حالياً، مما يشكل تحدياً للدول العربية عامة ودول الخليج العربي خاصة.
و أول من تنبه إلى خطورة الدور الإيراني الجديد والمتمثل بنهج الخميني وملاليه بتصدير الثورة والتمدد والتغول في أقطار الوطن العربي بداية من بوابته الشرقية العراق وفرض حرب مدمرة عليه شنته إيران لثمانية سنوات انتهت باستسلام ايران وقبولها وقف اطلاق النار و تجرع الخميني السم.
وبعد احتلال العراق وزرع العملاء والخونة
والاستيلاء على مقاليد السلطة وتسلم إيران زمام الهيمنة والسيطرة على العراق
والاستفزازات اليومية للدول العربية المجاورة وحتى البعيدة بواسطة مليشيات
طائفية وحتى بتدخل مباشر من قبل ما يسمى الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني.
لذلك فمن الطبيعي ومن حق هذه الدول المجاورة لإيران أن تبدي تخوفها من الأطماع الإيرانية التي تحاول مد نفوذها خارج حدودها لتشمل العديد من الدول العربية الخليجية وغير الخليجية.
لكن مواجهة التحدي الإيراني قد ينتج عنه تدمير مدن وقرى بعض الدول العربية مثلما جرى في سوريا والعراق واليمن وليبيا، في حرب فرضت على امة العرب ويقودها الغرباء ....
ويقيننا أن تدمير مقدرات أي قطر عربي يُسهم في تراجع القوة العربية وإضعاف موقف العرب بوجه عام، ويتسبب في قتل وتهجير مئات الآلاف من الأبرياء العرب وحرمان أطفالهم من التعليم، كما أنه يؤدي إلى غياب الاستقرار والطمأنينة وانكشاف أنظمة الحكم العربية الواحد تلو الآخر.
ولكنها حرب فرضت فرضا في ما يسمى الربيع العربي ، حرب تستهدف الوجود والكيان والهوية العربية لصالح أطماع وانتقام فارسي من أمة العرب المسلمة
مما يتسبب بتراجع القوة العربية وجعل عامة العرب لقمة سائغة لكل وحش طامع في خيرات بلادهم ....
وما يجري في مدن العراق وبأيدي ما يسمى الجيش العراقي الطائفي ومليشيات الحشد المذهبي وبعض سقط المتاع من أحزاب الإخوان العميلة و تحت إشراف قاسم سليماني... من قضم تدريجي للمحافظات والمدن التي انتفضت بوجه الاحتلالين الامريكي والايراني .
وبحجة طرد الارهاب الداعشي الذي هم زرعوه في هذه المحافظات ليقضي على أي ثورة وانتفاضة بوجه الاحتلال حتى جعلوا منه حصان طروادة ينفذون منه ويحركوه بتوقيت يختارونه...
ويحفل سجل مليشيا "الحشد الشعبي" في العراق، بانتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية و تغيير ديموغرافي وابادة وتهجير للسكان الأصليين في المدن التي تمت استعادة السيطرة عليها من رفاقهم في تنظيم "الدولة الإسلامية".
فما يجري اليوم في محافظة نينوى وبالتحديد في مدينة الموصل الحدباء من إبادة للبشر والحجر ؛ فهي ليست آخر ضحايا هذا القضم ، أن القضم سوف يتوسع حتى الى المحافظات الوسطى والجنوبية !!!!!
وما شهدته البصرة منذ بضعة أيام، تنازل العراق عن سيادته على ممر خور عبد الله المائي وهو مخطط للقضاء على البصرة من قبل الجانب الإيراني بدأ منذ فترة، وهو ليس مخططًا عسكريًا فقط بل يستخدم أسلوب إضعاف المحافظة، وإدخالها فى أزمات ابتدأت مع صفقات حكومية لبيع أراضٍ وموانئ لدول الجوار ، ولن تقف الى هذا الحد بل سوف تمتد اذرعه الى مدن جنوبية أخرى وأفكار شيطانية مدمرة...
وان غدا لناظره لقريب....
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام