سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بقلم /عماد الأحمد-الاحتلال ...




قرأنا كثيراً عن الاحتلال في كتب التاريخ، وعرفنا قصصه المؤلمة وأحياناً المخزية وتأثيراتها السلبية على حياة الشعوب والأوطان، ووعينا الدروس والعبر التي استخلصها بني البشر من كل تداعياته وما يتركه من آثار ديموغرافية وجيوسياسية ونفسيه بل وحتى ملامح هوية أية أمة أو وطن يتعرض لهذا الوباء...
لم أجد في أسباب الاحتلال أكبر من سبب الطمع في مقدرات البلد المستهدف والسيطرة عليها، ويكاد يكون هذا السبب هو الطاغي عبر الزمن...
ووجدت من وسائل الاحتلال فضلاً عن ضعف الأمة المستهدفة وقوة المعتدي وسيلة غاية في الخطورة إلا وهي استخدام العملاء من المحسوبين على البلد ولكنهم (لخلل في أصالتهم أو بتربيتهم أو بمعتقدهم) تطوعوا للعمل مع العدو لاحتلال بلدهم...
كل احتلال بعد وقوعه ربما بأشهر أو سنوات ينتظم بعض من يحمل بين جنبيه حب الوطن والغيرة عليه في جهد مقاومة للمحتل بكافة السبل والإمكانيات وبما يحقق كسر إرادة المحتل وطرده من ارض الوطن..

عادة يكون الاحتلال من بلد طامع ببلد يشكو من اختلال بميزان القوة مع المعتدي...

كل احتلال يتعامل مع البلد الذي احتله بشيء من المسؤولية والعمل على إظهار نفسه بمظهر المراعي للشعب المقهور مخفياً نواياه الحقيقية، ويبقي شيئاً ما على الثوابت الاجتماعية وما يؤمن به ذلك الشعب...
الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ جاء بأمور جديده وأفرز معطيات لا نجدها في كل ما سبقه من عدوان واحتلال عبر التاريخ، فلم يكن الهدف هو فقط الطمع بمقدرات العراق وموقعه الاستراتيجي، بل هو استهداف لأمة بكاملها باحتلال بلد ولذلك نرى كيف كان حال الأمة بعد فقدها للعراق، كما أن من أسبابه حماية دولة الكيان الصهيوني، والقضاء على نواة الوحدة العربية (فمن العراق تنطلق وحدتها)..
  وفي الوسائل فإن الخونة الذين اختارهم المحتل الأمريكي جعلهم يأتون بسابقة مقيته وهي أنهم اجتمعوا في مؤتمر لندن سيء الصيت ودعوا قوات الاحتلال لاجتياح بلدهم بلا غيرة على العرض والأرض..
الاحتلال الأمريكي المتفرد في التاريخ أنجب مقاومه متفردة أيضاً، حيث انطلقت أولى عملياتها بعد أيام فقط من احتلال البلد، وتفردت أيضاً بكم العمليات التي نفذتها ضد أقوى إمكانات عسكرية وتكنولوجية واستخبارية على الإطلاق، حيث نفذت ضد المحتلين ٢٥٠ ألف عمليه باعتراف المحتل نفسه..
أمريكا على قوتها إلا أنها جلبت معها عشرات الدول لكي تحقق جريمتها وهذا لم يحصل من قبل...
الاحتلال الأمريكي دمر ركائز العراق كبلد وحاول الإجهاز على القيم الاجتماعية والثوابت الوطنية والعقائدية، وإن كان نجح في بعضها فشل بغيرها، فقد نجح في زرع الطائفية والفساد من خلال عملائه الذين نصبهم كسلطة على رقاب العراقيين تحت ستار مهلهل أسماه العملية السياسية، ولكنه فشل في أن يحقق خرق كبير في قيم المجتمع وأعرافه.
خلاصة القول هو أن أبشع ما موجود في التاريخ من تصارع الأمم وتدافعها هو الاحتلال الأمريكي، الذي اجتاح بلد مستقل وشعب حر قتل منه مئات الآلاف وشرد منهم الملايين، وأوجد نظام من صنعه استمر بتدمير البلد وجعله يسير بالبلد إلى الوراء بوتيرة متسارعة، ولكون الاحتلال باطل، وبما أن كل ما بني على باطل فهو باطل فلا خلاص للبلد إلا من خلال قلع كل ما أوجده الاحتلال والاختلال والاعتلال من شخوص وقوانين وأنظمة والعودة إلى المربع قبل الأول، لأن المربعات التي جاءت مع المحتل كلها قذره...

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018