البروفيسور الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
سبحان الله .. لم تحقق أمريكا من غزوها للعراق واحتلاله غير الفشل المقترن بالدم المراق وخراب العامر من المؤسسات والديار والشوارع والنفوس وحققت نتيجة شاخصة ستظل عارا بجبينها إلى الأبد هي تمكين إيران من احتلال العراق وإنتاج عملية سياسة وسلطة فارسية لا تجيد غير التدمير والقتل والتخريب والفشل هي الأخرى .. وما ظلم من شابه أباه.
لم نسمع , على حد علمنا , أن تصدر بطاقة تعريف بالمواطن في أي بلد في العالم دون تثبيت عائدية مواطنته الوطنية أو القومية (( nationality)) غير البطاقة الموحدة التي تفتقت بها عبقرية فيلق بدر الايراني لتكون بديلا عن مستمسكات المواطنة في العراق .
وتتضمن البطاقة الموحدة الفقرات التالية فقط لا غير :
الاسم . اسم الأب.اسم الجد. اللقب . إسم الأم . اسم الجد. الجنس. فصيلة الدم . جهة الإصدار . تاريخ الإصدار. تاريخ النفاذ . محل الولادة. تاريخ الولادة. الرقم العائلي .
البطاقة طبعت بلغتين هما العربية والكردية وتحتوي على ثلاث أرقام واحد هو رقمها و الرقمين الآخرين لا نعرف دلالاتهما . وتحتوي على صورة صاحب البطاقة على اليسار وصورة أخرى لصاحب البطاقة مطموسة المعالم في الزاوية اليمنى !!!.
أهم ما في حيثيات إصدار البطاقة أنها لا تصدر إلا بوجود صاحب البطاقة حيث يتم التقاط صورة للعين وهذا يعني ان العراقي المقيم خارج العراق لأي سبب كان ويستحيل عليه العودة للعراق ( وهم مئات الآلاف إن لم نقل ملايين ) ليس بوسعه الحصول على البطاقة ولا يحق له توكيل أحد .. يتبع ذلك أنه لا يتمكن من تجديد جواز سفره الا بتقديم البطاقة الموحدة ..
وهنا بيت القصيد ..هنا الزبدة كما يقول العراقيون ..
أن فيلق الغدر بدر الذي يدير الأحوال المدنية في العراق أو معظم المحافظات بعد الغزو والى يومنا هذا قد وجد السبيل لارغام العراقيين المعارضين في الخارج للعودة للعراق لينفذ عمليات تصفيتهم جسديا أو على الأقل هذا هو الهدف الواضح غير المعلن من إصدار البطاقة كبديل لهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية التي كانت تحمل إشارة للفرس المقيمين في العراق ومنحت لهم الجنسية العراقية شفقة ورحمة بهم .
البطاقة …الموحدة.. لا تحمل معلومات عن الحالة الاجتماعية للعراقي ويترتب على ذلك حرمانه من ضرورات كثيرة توفرها هذه المعلومة منها السكن مع عائلته في فنادق عند السفر داخل أو خارج العراق بل وتحرمه من النوم مع عائلته في صحن الامام الحسين عليه السلام مثلا اذا ما اريد تدقيق هويات الزوار الراقدين في الصحن أو في ما شابهه من مراقد !!!.
والبطاقة تحرم العراقي من تغيير حالته الاجتماعية من أعزب إلى متزوج أو العكس لأنها نافذة لمدة عشر سنوات !!! لأنها لا تقيم وزنا لهذه المفردة في حياة العراقي أصلا رغم أن الزواج نصف الدين كما يقال !!!.
وحيث ان هناك ملايين العراقيين النازحين من محافظات الفرات الأوسط والجنوب مثلا الى بغداد وباقي المحافظات لأسباب تتعلق بأمنية حياتهم وعوائلهم ستكون البطاقة الموحدة مصيدة وشباك لا أفلات منه في عملية ملاحقتهم المتجددة لتصفيتهم جسديا. وسيصير أمامهم الآن حل واحد هو مغادرة العراق بما تتضمنه المغادرة الآن أو التي سبقت من إسقاط الجنسية العراقية عن العراقي ما لم يحصل على البطاقة الموحدة .
باختصار , ومع احتمالية أن تضاف عشرات التحفظات الأخرى لما ذكرناه هنا , ان البطاقة الموحدة ما هي إلا وسيلة فارسية لتحقيق أمرين أساسيين :
الأول : تجريد عراقيين معارضين للاحتلال وللعملية السياسية داخل وخارج العراق من وثائق انتمائهم لوطنهم التي يحملها كل مواطن في كل بلدان العالم ومنها حرمان من هم خارج العراق من ااحصول على جوازات سفرهم العراقية.
الثاني: فتح الأبواب مشرعة لإصدار بطاقات موحدة لملايين العجم الذين تم توطينهم بعد الأحتلال أو الذين سيتم أستيرادهم طبقا لمقتضيات عمليات التغيير الديموغرافي القائمة على قدم وساق في المحافظات العراقية الثائرة كالانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وحتى العاصمة بغداد.
البطاقة الموحدة وسيلة مخابراتية تجسسية قذرة وعلى العراقيين التصرف فورا لاسقاطها وعدم السماح للحكومة الإيرانية في المنطقة الخضراء من المضي قدما في تعميمها والعمل بها . وإرغام العراقيين على تبديل عراقيتهم بحالة عائمة زئبقية ولدت من خبث ولؤم العقل الفارسي المجرم .