بقلم / عماد الأحمد
لا نأتي بجديد ان قلنا ان ما يحصل في منطقتنا وفي الأقطار العربيه غير مسبوق ، وان المتغيرات متسارعة بشكل غير مسبوق أيضا ، وفي المشهد لاعبين كبار وصغار ، منهم من يعمل جهاراً نهارا ومنهم من لا تسمع له حسيسا وهو الداء الدوي ، وكلنا يعلم ان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة بعد هذه الفوضى العارمة في صراع صعب تحليله ووضع رؤيا واضحة لما ستتمخض عنه من نتائج ..
ففي الماضي القريب بشرت امريكيا بنهاية التاريخ ( وطبعاً هي اكثر ما تكره هو التاريخ لان اللقيط لا يعجبه تحدث الناس عن النسب) ، وبعدها تم اجتياح العراق ( العقبة الكأداء بقيادته وشعبه وجيشه ورجال أمنه القومي امام كل مخططات الشرور والعدوان في المنطقه ) ، وتلاها تبشير بايدن بمشروع تقسيم العراق ، وبعد ذلك ، التحدث عن شرق أوسط كبير ، وسقوط الموصل وتصريح مدير المخابرات الفرنسيه بان الشرق الأوسط لن يعود كما كان قبل سقوطها ، وجاءت عاصفة الحزم لكي نرى مشروع عربي بدأ جريئا ومفاجئا لكل اللاعبين والمهتمين لكي يدخل العرب ومن تحالف معهم كقوة مؤثرة تمتلك اكثر عناصر القوة لكي يكون لها القول الفصل في كل ما يراد للمنطقة بغيابهم وسلبيتهم قبل العاصفة التي تحلت فعليا بالحزم والعزم ...
من ما تقدم أود ان أشير الى قوة جبارة لو قيض لها ان تأخذ دورها كقوة دفع للمشروع العربي فلن يقف امام العرب اي قوة بالعالم وربما يحصدوا نتائج هم أنفسهم لا يتوقعونها ، وهنا اقصد الشعب العربي الذي على ما يبدو لكل من يراقب وكأنه تجمع ينظر الى مسرحية تتناول حياتهم دون ان يكن لهم اي رأي في ما يخصهم ، ولكن هذا الانطباع يجب تغييره وعلى الشعب العربي ان يأخذ دوره في ما يخص مصيره وهويته ومستقبل اجياله ، وهنا يبرز دور الطليعييون في الأمة من بعثييون او قوميون في استنهاض الشعب العربي وتعريفه بطريقه وعناصر قوته وأهدافه والسير به نحو أهداف مقدسة في هذا الوقت الخطير ..
هذه ليست دعوة ضد احد او دعوة عنصريه ، ولكن هي صرخة في عرصات أمة تتوق الى قيادة جماهيرها ضمن مشروع تشكلت ملامحه وعرف طريقه ، وليكن لنا طريقنا نحو تحقيق ما ينبغي تحقيقه طالما الكل متأبط سيفه ويريد ان يقطع بلحمنا ، والكل لهم مشاريعهم التي تريد تحقيقها على حساب مصالح امتنا ..
ندعو الله ان يسدد خطى كل من يسعى الى ان تكون لامة العرب عزتها ومنعتها وشموخها ، وما النصر الا من عند الله ...