أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
الأحواز عربية بأرضها وبإنسانها. والأحواز تقدم للعرب وللعالم كله أعظم دليل على أن إيران الشاهنشاهية وإيران الخمينية على حد سواء تمتلك أطماعاً توسعية بأرض العرب وثرواتهم وأنها لا تفرق بشيء عن العقيدة الاحتلالية الاستيطانية الصهيونية. ومن يبحث من العرب عن برهان ثابت في إمبريالية النظم الإيرانية المتلاحقة فإن الأحواز شاخص من شواخص الأدلة الثبوتية على استراتيج قضم الأرض والمياه يضاف إلى ما خبرناه في زحفها الاستيلائي على شط العرب والخليج العربي وخاصة في الإمارات حيث تحتل ثلاث جزر وأرض عراقية حدودية وآبار نفط وكان لتلك التجاوزات عبر تاريخ العلاقة مع إيران دور مفصلي في المشاكل والحروب والتدخلات غير الحميدة.
الأحواز بلد عربي يمتلك أهمية خاصة استراتيجية في موقعه على الخليج وفي كونه ممر تحتاجه أقدام الغول الإيراني وعيونه المتطلعة بشراهة وجشع إلى العراق كبوابة لكل ارض المشرق العربي.
لقد لعبت الحقب الاحتلالية لأرض العرب وكذلك علاقات الانبطاح تارة والتنازل وغض الطرف عن الحقوق العربية التي مارسها النظام العربي بعد الخضوع لتقسيمات سايكس _ بيكو، ساهمت في تكريس الاحتلال الإيراني الاستيطاني المجرم والى الحد الذي بدى للكثير من العرب أن الحديث عن الأحواز كبلد عربي وشعب عربي وكأنه جريمة أو أمر نشاز وغير محبذ.
وعلى نفس السياق أهمل النظام العربي حقوق أهل الأحواز وتجاهل مطالبتهم ودفاعهم ومقاومتهم عن حقهم بالاستقلال والحرية بل وصار الحديث عنها محرم وأن حصل فإنه يحصل فتاتاً وتحت الأرض وبسرية أو بتلعثم وعلى استحياء. وقد أدى هذا السلوك إلى طمس قضية الأحواز إلى حد يشبه الإلغاء.
وقد آن الأوان بعد أن أثبت رجال الأحواز مسارات تحرير وطنهم وعمدوها بدم آلاف الشهداء وبعد أن صمدوا كل هذه السنوات بوجه الإهمال والتهميش والاعتقالات والإعدامات التي نفذها الشاه وخميني ونظامه المتخلف المجرم وبعد أن نضجت ظروف المقاومة الأحوازية الباسلة وأفصحت عن استراتيجها وتكتيكاتها ونما إعلامها وبرز مثقفوها وقادتها.. آن الأوان لأن ترفع الأمة وتائر دعمها وإسنادها للمقاومة الأحوازية لتحقيق الاستقلال الناجز وأن يبرز أبناء أمتنا بكل الوسائل المتاحة إعلام وتاريخ الأحواز وعروبتها وكفاح شعبها وإبراز نضال وجهاد فصائل تحريرها.
إن حق الأحواز في التحرير والاستقلال لا يقل أهمية عن هدف وحق تحرير فلسطين وجزر الإمارات طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وحق تحرير العراق من الاحتلال الفارسي الطائفي البغيض المقيت.