كاظم عبد الحسين عباس
لو رجعنا قليلا الى الوراء زمنيا وتحديدا الى ساعة واحدة قبل ساعة صفر الغزو الامريكي للعراق ودققنا مواقف الدول وخاصة دول جوار العراق فسنجد ايران متفردة في غموض موقفها الذي طغت عليه نزعة الحياد اعلاميا وكذا كان موقف نظام الاسد في سوريا .
زعيمة التحالف الدولي الغازي اميركا ضغطت على كل دول العالم وخاصة دول الجوار لارغامها على المشاركة في غزو العراق الا على ايران فان الضغط كان ناعما كنعومة الحرير أو معدوم نهائيا .
ماذا جرى بعد الغزو بساعات فقط ؟؟؟
أولا : من ايران حصرا دخل كل الذين وظفتهم اميركا لادارة العملية السياسية وسيطروا عليها سيطرة كاملة وهم حزب الدعوة والمجلس وفيلق بدر وحزب الله العراق ومنظمة العمل الاسلامي وغيرهم وكانت حصة الفرقاء الأخرين هزيلة وشكلية .
ثانيا : كانت ايران أول دولة تعترف عمليا بالسلطة التي شكلها الاحتلال . وايران كانت ايضا اول دولة فتحت حدودها مع العراق المحتل وبدأ الانتقال المفتوح بين طهران ومدن العراق ، واول انجاز حققته أحزاب ايران في العراق هو تجميع عدد ممن يسمون (رؤوساء) عشائر العراق و من هم على شاكلتهم ونظمت لهم زيارات (متعة وحج لقم )وتواصلت فكرة الحدود المفتوحة لتكون العنوان الأخطر والأهم على احتلال ايران للعراق تحت أجنحة الغزاة وبرضا امريكي محسوب بحسابات خاطئة .
ثالثا : الطائرات الامريكية رافقت طائرة اول رئيس دولة يزور العراق بعد الغزو الا وهو الرئيس الايراني .
اذن ...
التقية الإيرانية والانبطاح والخديعة كانت هي المنهجية الفارسية التي غطاها الاعلام الامريكي والايراني للسماح لأبن اوى الفارسي بتنفيذ خطته باحتلال العراق بقوة الغزو الامريكي .
واذن....ثانية ..
أيران خدعت الامريكان مستغلة غباءهم وتهور ادارتهم وسعيها المحموم والمتهافت لضمان أمن القوات الامريكية الغازية واحتلت العراق بدون قطرة دم ولا رصاصة بل بدون ان تنفق دولارا واحدا وفتحت خزائن العراق وفوهات ابار نفطه لتنهبها في عز النهار بواسطة الاحزاب والمليشيات التي دخلت منها الى العراق بحماية وموافقة اميركا .
وقد تنبهت الادارات الامريكية الى غدر ابن اوى الفارسي ولكن بعد فوات الاوان ...بعد ان استاسد وأظهر نفسه للعالم كله على انه هو ...الثعلب الايراني من اسقط الدولة العراقية واحتلها وان الفرس واعوانهم هم من اختارهم الله ليحكموا العراق على أشلاء أبناءه الممزقة برصاص اميركا ...اظهروا انفسهم انهم العباد الصالحين الذين يرثون الأرض في أعظم مخاتلة وخديعة وسطو على الاسلام والقران وعلى بني هاشم اهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم .
وتواصلت الخديعة الفارسية وتواصل الغباء الامريكي حتى وقعت اميركا بنود الانسحاب من العراق وحماية العملية السياسية مع ايران !!!
وعليه...
اذا ارادت اميركا ان تعيد وتثار لهيبتها المنكوبة في العراق فعليها ان تعيد هي ومستشاريها الذين زاروا العراق او تسلطوا لبعض الوقت ثم عادوا بحقائبهم المملؤة بكنوز العراق الى واشنطن ولاس فيغاس قراءة خطط الخديعة الفارسية وسبل تنفيذها ميدانيا لاحتلال العراق وتجد الوسائل الكفيلة باعادة الفرس الى ديارهم ومعهم من يدعي العراقية وهو فارسي بل اشد ولاءا لفارس ووليها المخادع .
ان المتاجرة بالمواقف الاعلامية والمهاترات لا تنفع ولا تضمد جراح أميركا في العراق ولا تنفع ولا تفيد العراقيين في اعادة ترميم حالهم وتعمير المدمر من وطنهم الا بموقف عملي يساعد العراقين على تحرير العراق وهم قادرين على ذلك ولن يحتاجوا اميركا لا الى جيوش ولا اموال فالعراقيون كفيلون بتحرير وطنهم فور اسقاط والغاء الإتفاقية الأمنية التي تكفلت فيها اميركا حماية الاحتلال الايراني للعراق .
اذا لم تفصح أمريكا عن غبائها الذي وقعت فيه والذي بسببه جعلت ايران تحتل العراق وتجعله قاعدة للتوسع في المنطقة وتهدد أمنها فكل ما ينقل من أحاديث تنسب للرئيس الأمريكي الجديد يبقى هواء في شبك لأننا سمعنا مثل هذه الادعاءات ممن سبقوه. .