البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس
الوقوع تحت سلطة داعش الإجرامية في المحافظات التي تسلطت عليها داعش يقابله الوقوع تحت سلطة ١٠٠ داعش في الفرات الأوسط والجنوب. جنوب العراق غزته إيران تحت حماية أعظم قوة في العالم وقتلت وهجرت واعتقلت وأقصت مئات الآلاف ولا زالت. وغرب العراق وشماله وبعض شرقه غزته داعش وعبثت بحياة الناس وممتلكاتهم وأعراضهم.
نرى.. بوطنيتنا النقية الطاهرة بإذن الله أن لا أهل الفرات والجنوب خذلوا الوطن وخانوه حيث تسلط عليهم الظلم والطغيان والتعسف منذ لحظة غزو أميركا للعراق وفتح حدوده لمافيات وعصابات إيران التي عملت على تصفية القوى الوطنية والقومية بكل السبل عام ٢٠٠٣. ونرى أن أهل الغربية والموصل لم يخونوا الوطن ولم يخذلوه حيث بسطت عصابات أعتى مافيات الكون المعدة والمدربة في دهاليز مخابرات إيران وأمريكا ونظام الأسد وحزب الله وغيرهم سطوت جبروتها وطغيانها المتستر بسنة رسول الله وشرعة كتاب الله والإسلام كله منها براء ابتداءً من عام ٢٠٠٦ وما تلاه وكانت القاعدة والصحوات ومن ثم داعش هي الأدوات المجرمة.
إذن:
شعبنا في الجنوب لم يخضع لمذهب على حساب وطنه.
وشعبنا في غرب الوطن لم يخضع للمذهب الآخر على حساب وطنه.
والاستخدام السياسي والإعلامي للغة التخوين والاندفاعات الهوجاء للبعض كلها مرفوضة ولا تمس حقيقة شعبنا الذي ما زال بعيداً كل البعد عن الانحناء لعاصفة سياسة الطوائف وسياسيو الطوائف بكل ألوانهم يقتلونه ويوغلون في إيذاءه لأنه عصي عليهم. كما أنها لغة تفقد مقاومة شعبنا جزءً من شعبنا لا صالح للوطن والمقاومة بفقدانها بأي حال من الأحوال حتى لو ظلت احتياطياً مضموماً للمستقبل.
الحشد بمكوناته الميليشياوية الأساسية (بدر) وميليشيات الدعوة ومنظمة العمل وحزب الله العراق مارس الإرهاب في بغداد وجنوبها منذ سنوات السبعينيات وأثناء الحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠- ١٩٨٨) وهم من أرهب شعبنا وأنشأ المقابر الجماعية في صفحة الغدر والخيانة (الشعبانية ١٩٩١) وخلال سنوات الحصار بالاغتيالات بقوائم تعلن سلفاً والهجمات على دوائر الدولة وقطع الطرقات والتسليب وزعزعة الأمن بطرق مختلفة.
مكونات الحشد الأساسية هي التي اغتالت أكثر من ١٥٠ ألف بعثي في محافظات بغداد وجنوبها بعد الغزو ومارست (التطهير السياسي والوطني) على نطاق واسع بحيث خلت تلك المحافظات في ظرف السنوات الست الأولى بعد الغزو من الأحرار والوطنيين وأهل الدين الحق قبل أن تنقل بصيغ مختلفة إلى المناطق غرب وشرق وشمال بغداد بعد مجازر الإبادة المذهبية عام ٢٠٠٦ م التي خلقت إيران مبررها بتفجير مراقدنا المقدسة في سامراء وأصدر آية الاحتلال علي السيستاني فتوى إطلاق العنان لوحوشها في بغداد ومن ثم صولاً إلى (صيغة داعش).
إذن:
الحشد وداعش وجهان لذات العملة أحدهما سيطر بالتنكيل والإرهاب والقوة الغاشمة المكفولة المحمية المسنودة من إيران والولايات المتحدة بعد الغزو وتزامناً معه والآخر اشتغل على رئة الوطن الغربية في سنوات لاحقة. وكلاهما فرضا وجودهما بسطوة السلاح وإبادة المقاومة الوطنية الباسلة.
رئتا (جناحا شعبنا) وقلبه لم ولن تخون العراق… بل أن سطوة الإرهاب والاحتلال والقوة الغاشمة هي التي فرضت فرضاً ومقاومتنا قاتلت في كل أرض العراق في الجنوب وفي الغرب والشرق والشمال في بداية الغزو والاحتلال وضعفت في الجنوب بعوامل وضعفت تحت سطوة داعش الغاشمة في الرئة الغربية لاحقاً..
ولذلك..
مقاومتنا ستنشط من جديد في كل العراق وخاصة في بيئتها وحاضنتها الأعظم حيث فرسان محافظات الانتفاضة والثورة ولغة تخوين شعبنا سنقبرها في كل العراق المحرر السيد المستقل وبكل طيف شعبه بلا مكونات ولا طوائف.