أمة العرب حذاري …
(شيطان بزرگ) فارسي المنشأ والمعمم شيطان يعدكم الفقر.....
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
شيطنة الدول والجماعات والأحزاب لعبة سياسية معروفة في عالمنا، غير أن النجاح في استخدامها يخضع لظروف مواتية دينية وسياسية واجتماعية ونفسية قد تتوافر لهذه الدولة أو تلك.
استخدم مؤيدو الخميني مصطلح (شيطان بزرگ) باللغة الفارسية، ما يعني بالعربية (الشيطان الأكبر) وهو مصطلح سياسي ظل حكام طهران يرددونه على مسامعنا طيلة ثلاثة عقود، ويشيرون به إلى (الولايات المتحدة الأمريكية)، ثم إلى (المملكة المتحدة- بريطانيا)، إلى أن نجحوا في توقيع الاتفاقية الخاصة بالسلاح النووي مع الدول الست في مدينة لوزان السويسرية، بعدها لم يعد هناك حاجة لشيطنة أمريكا، ولا حتى بريطانيا على ما يبدو..!!!!!؟؟؟؟؟
وبالمناسبة الخميني هو نفسه أول من استخدم هذا المصطلح، ليصبح جزءًا من الخطاب الإيراني الرسمي لرؤساء الجمهورية ونوابها ووزرائها من بعده.
منذ ذلك الحين باتت مسألة العداء لأمريكا حاضرة بقوّة في خطاب الخميني، ودأب على مهاجمتها بحدّة، هي وحلفاؤها في المنطقة. لكن ذلك لم يمنع الخميني نفسه من تبادل الرسائل مع الأمريكيين حين كان في منفاه الباريسي!!!!.
فقد كشفت بي بي سي وثائق توضح أن الخميني ذهب بعيداً في مراسلاته، ليتأكد من أن واشنطن لن تتعرض لخططه في العودة إلى إيران للخطر.
فالوقائع والأحداث الدالة على مدى السرية التي اكتنفت العلاقة الإيرانية – الأمريكية، ولعل فضيحة "إيران – كونترا" من أبرزها. والتي تعرف أيضاً باسم "إيران غيت"، وهو اتفاق سري باعت بموجبه الولايات المتحدة أسلحة لإيران، بين عامي ١٩٨٥-١٩٨٦، وذلك عن طريق إسرائيل، خلال الحرب التي شنتها إيران على العراق ، في المقابل أن تقوم طهران بالضغط على ميليشيات مرتبطة بها في لبنان(حزب الله) لإطلاق سراح رهائن أميركيين محتجزين لديها.
واستخدمت واشنطن أموال الصفقة لدعم مقاتلي "الكونترا" الذين كانوا يسعون للإطاحة بالحكومة اليسارية في نيكاراغوا.
والجدير ذكره جرى كل ذلك خلافاً للموقف الأمريكي الرسمي الذي يصنف إيران كدولة معادية ويفرض عليها عقوبات مختلفة، وكذلك لتشريعات الكونغرس التي تحظر تزويد "الكونترا" بالأسلحة، وتحظر بالطبع بيع السلاح لإيران.
إذا كيف يبرر الإيرانيون التعامل مع "الشيطان الأكبر" !!!؟؟؟
وأيضا كيف للأمريكيين التنسيق مع عدوتهم إيران "راعية الإرهاب" !!!؟؟؟
وإيران بما تظهره من انفتاح نسبي أو حسن نوايا تجاه الغرب، هذا الانفتاح يتعارض ومصداقيّتها التي تبدو في السنوات القليلة الماضية السمة الأبرز لسياستها الخارجية ومفاوضاتها النووية، في تعارض مع الكثير من شعاراتها الأيديولوجية "الممانعة" والعدائية التي تعلنها لا سيما في وجه الولايات المتحدة الأمريكية.
لنعد للمربع الأول ، فمن المعلوم أن عصابات ملالي إيران قد سيطروا على الحكم بواسطة القوة والمال، وبث الجهل والخرافة .
وقد اعتمدت هذه العصابات على القوة العسكرية والأمنية أولاً، وثم المال لشراء الضمائر ولتأسيس جيش من البلطجية “البسيج” لمساندة القوات الأمنية في قمع الاحتجاجات ضد نظام عصابات الملالي الفاسد والمستبد،
وقد استخدموا ايضا سلاح الجهل والخرافات لإقناع الناس بشرعية النظام الديني الدكتاتوري.
إذا المعممين الدجالين يتاجرون بالدين و يضحكون على البسطاء والسذج ويسعون إلى بقائهم في دائرة الجهل والماورائيات بواسطة الأوهام والخرافات والقصص الخيالية في قالب الدين والمذهب وذلك من أجل السلطة والمصالح وكسب المال.
وطبيعي أن يؤدي ذلك ايضا الى كسب مشاعر الشعوب الكارهة للغرب والصهاينة وهذا ما استفاد منه الخمينيون الذين ظلوا طيلة ثلاثة عقود يدغدغون مشاعرنا نحن العرب بالخطاب الظاهري المزيف المعادي لأمريكا والغرب وإسرائيل، وبهذا وجدوا الطرق سالكة للتوغل والتغول في أكثر من بلد عربي، حتى كونت إيران شبكة كبيرة من الأتباع والعملاء الذين يتحركون ويفسدون بالمال الإيراني، وتحت غطاء ديني ومذهبي مزيف .
ولجأ حكام إيران إلى استخدام وسائل قذرة مع الدول التي لم يتمكنوا من التوغل فيها مثل المملكة العربية السعودية والبحرين على سبيل المثال، فراحوا يخططون لإثارة الفتن، وزعزعة الأمن، ونشر الفوضى ، وتكوين فئات إرهابية تخرب وتفجر وتقتل بدون وازع ديني ولا أخلاقي وخير دليل ما فعلوه في الحج وفي المشاعر المقدسة، من فوضى وتهريب مواد متفجرة واستفزاز لحجاج بيت الله الحرام، وماذا فعلوا ويفعلون في البحرين حتى اليوم، إلى غير ذلك مما لا يحتاج منا إلى تفصيل.
ولقد نجحوا في توظيف هذه الكراهية المتنامية لتحسين صورة إيران في الذهنية العربية والإسلامية، وخاصة عند الأوساط "الشيعية" التي تعبر في مناسباتها الدينية، عن مظلومية تاريخية، وكذلك عند أحزاب الإسلام السياسي"السني"، التي تنطلق في مواقفها السياسية في التعبير عن مظلومية معاصرة، تلحق بها في هذه الفترة من الزمن المعاصر.
والواضح جليا اليوم أن الجمهورية الإيرانية تدار بعدة رؤوس شيطانية وأن هاجس الهيمنة والسيطرة على الجوار العربي هو الشغل الشاغل الوحيد الذي تتفق عليه كافة الرؤوس ، هو هدف الخمينيين الجدد الذين يتصرفون بجنون وشيطنة فوق تلك التي كانت لـ(شيطان بزرگ).
وهذه الرؤوس مجمعة على تطبيق مبدأ ”التقية“ في السياسة الخارجية .
وتعني إخفاء الأهداف الحقيقية، بالخداع والتضليل وإطلاق تصريحات وإجراء ممارسات تنم عن توجهات عكسها تماما. وقد برز هذا المبدأ (التقية) بوضوح في تسهيل مهمة القوات الأمريكية لغزو أفغانستان ثم العراق، وإمداد الولايات المتحدة بكافة المعلومات التي يسرت لها ذلك، وعدم معارضة الغزو الأمريكي لهذين البلدين، حتى تم توريط الولايات المتحدة فيهما، وأصبح وجود قواتها في البلدين تحت رحمة الاستنزاف مما ساهم بقبول الولايات المتحدة للنفوذ الإيراني في المنطقة ووقف استنزاف قواها العسكرية.
و"التقية" اتبعت أيضا في التعاون الذي يمارسه ما يسمى "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري" مع "تنظيم القاعدة" رغم الاختلاف الجوهري بين مذهب كل منهما والحرب الإعلامية بينهما.
فلا تزال إيران تستضيف على أرضها كوادر كثيرة وقيادات من تنظيم القاعدة واثنين من أبناء أسامة بن لادن،
ومن مظاهر "التقية" أيضًا في السياسة الخارجية الإيرانية، أنها رغم هجومها الشديد على "إسرائيل"، ووصفها ”بالشيطان الأصغر“ وتنبؤ أحمدي نجاد حينها بزوالها،
فإن إيران تحتفظ مع الكيان الصهيوني بعلاقات وتعاون سري خاصة على الصعيد التجاري.”إيران - جيت“ في الثمانينيات، إلا أن الجديد في مجال العلاقات السرية بين إيران وإسرائيل ما كشفت عنه تقارير أجهزة مخابرات أوروبية عن وجود شبكة إسرائيلية - إيرانية للتعاون التجاري بين البلدين، وذلك رغم التحريض الذي تشنه إسرائيل ضد إيران في جميع وسائل الإعلام، وتطالب الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بتشديد العقوبات الاقتصادية والتجارية والنفطية والمالية ضد إيران
فقد أثبتت هذه التقارير أن إسرائيل التي تشن هذه الحملة التحريضية ضد إيران، لا تلتزم بهذه العقوبات !!!
ولا حتى بقوانين دولتها المزعومة التي تحرم التعاون مع دولة عدوة !!!
وهي بالتالي تلعب دورا في إنقاذ الاقتصاد الإيراني بل وفي تمويل نظام حكم الملالي بالعملة الصعبة، وفي تسويق نفطه عالميا. فإسرائيل تمنح الأفضلية منذ سنوات لشراء النفط الإيراني، وهو ما سبق أن اعترف به وزير الطاقة الإسرائيلي السابق موشى شاحال.
وقد كشفت الحكومة السويسرية عن حجم الاستيراد الإسرائيلي للنفط الإيراني، وأنه بمليارات الدولارات ومستمر منذ عشرات السنين، وأن هناك شبكة وسطاء إسرائيليين تنشط في أوروبا، خصوصًا في ميناء روتردام،
وتبرز في هذا المجال دور شركة أنابيب عسقلان - إيلات "الإسرائيلية" في استيراد النفط الإيراني. وكانت هذه الشركة قد أنشئت في عام 1968 في عهد الشاه كشركة إسرائيلية- إيرانية مشتركة لنقل النفط من إيران إلى أوروبا، ولبناء خط أنابيب إلى حيفا.
وتستورد إسرائيل كميات كبيرة من الفستق الإيراني تفوق قيمتها السنوية عشرين مليون دولار، وذلك على حساب أكبر حلفائها، وهي الولايات المتحدة. وتحدثت تقارير استخباراتية أوروبية أخرى عن وجود خبراء زراعيين "إسرائيليين" مازالوا يصلون إلى إيران بجوازات سفر مختلفة،
هذا إلى جانب اتفاق سري بين "الإسرائيليين والإيرانيين" على إخراج "اليهود" من إيران عبر منظمات يهودية - أمريكية متطرفة.
خلاصة القول ان حبل الكذب قصير ايها الدجالون المعممين إسلامكم الذي تتبجحون به لا يمت الى الاسلام والمسلمين بصلة واذكركم أيها الملالي السحرة بقول الله تعالى:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦) سورة الجن
صدق الله العظيم.
فلن يعدو كونكم شياطين سحرة مفسدين في الأرض ولا يتبعكم إلا الغاوون.
ولمن يصدق اقوالكم اذكره بمصير من يتبع
الشيطان ويتبنى اراءه وافكاره اذكركم بقوله تعالى :
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٦٩) سورة البقرة.