السودان ..أرض وشعب هو كنز العروبة وأهلها ان جاعت فهو مخزن غذاءها وان ضامها ضيم تعالت رماح النمور واللبوات هناك تروي ماحل الأرض وتعلي رايات الثوار والأحرار وتفتح في الافاق الف أمل ورجاء .
السودان وطن وشعب .. ينتخي حين تحتاج العروبة لمن يمد يده ويفتح صدره ليضمها حاميا من غائلة الغدر والضغائن والعدوان . وقد عرفنا هذا الشعب بانيا وزارعا معطاءا في العراق وخاصة في سنوات القادسية الثانية المجيدة التي عمد فيها كثير من السودانيين أديم العراق بدماءهم الطاهرة شهداء خالدين في سفر الامة فضلا عن أدوارهم المخلصة المعبرة عن جلال الشخصية ونقاء النفوس وطيب الخلق في مختلف الوظائف والاعمال التي شغلوها أسنادا لأشقاءهم العراقيين المدافعين عن بوابة الامة الشرقية . لقد كانوا بحق فرسانا مجبولون من الطهر والأدب الجم والخلق الرفيع والانتماء اليقيني المنزه من التراجع للامة.
السودان كنز الامة الثقافي والحضاري وكلنا نفتخر بما وصله شعبه من وعي متقدم وثقافة عالية يصحبها نتاج فكري وأدبي وشخصية متميزة . وقد خبرنا الكثير من أبناءه وبناته وعرفناهم نماذج تشرح الصدر للعربي الذي يقف على دكات علم وقدرات رائدة في التعبير عن مكنون الشخصية تجعلنا نصل الى درجات عالية من التعلق بنموذجهم المعبر عن نموذج العربي الذي نريد ونتمنى .
وللسودان , وطن وشعب , حضور عملاق اخر .. فشعب السودان لا ينام على قهر ولا ضيم وهو يعرف انه مهماز من مهمازات الثورة والانقلاب العربي القومي التحرري الاشتراكي الوحدوي . فشعب السودان كان ولا يزال رافد من روافد الثورة العربية ووسادة من وسادات فكرها الوضاء وعقيدتها القومية التحررية المؤمنه. لذلك لا عجب ان يقارع هذا الشعب الظلم والطغيان وانحراف الحاكم بلا هوادة وتستمر قوافل الثوار السودانيين تدق طبول الثورة حتى تمزق صمت العرب وتستنهض نوامهم ومن تلك الجموع السودانية الأبية الباسلة المقدامة يطلع البعث بماجداته ونموره يقودون ويعبئون وينورون و… يضيئون ظلمات المعتقلات والسجون وتروي دماءهم الزاكية حقول الثورة المستمرة المباركة.
تحية العروبة والنضال للبعث البطل في السودان
تحية لحراكه المدني وعصيانه وتظاهراته وأعتصاماته السلمية النافذة في مسارات التغيير المبارك .
تحية لتحالفات بعث السودان مع قوى السودان الحرة الوطنية والقومية والاسلامية التي تؤثث الساحة لغد قريب تتحقق فيه ارادة هذا الشعب الأبي.
تحية لقيادة البعث وقواعده التي تقود وتتفاعل وتدخل السجون والمعتقلات برحابة صدر العقائديين الرساليين الأبرار.
ودعاء للباري عز وجل أن يعضد سعي شعب السودان للحرية والكرامة والعيش المزدهر بلا قيود ولا أغلال ولا طغيان وأن يكلل هذا الجهاد البطولي بنصر يفتح أمام أحرار الأمة نافذة لامال قومية جديدة في خضم بحور العدوان والأستهداف الامبريالي الصهيوني الفارسي وفي ظروف التراجع والحروب العبثية التي تعصف بالامة بعد أسقاط سدها الامين العراق بالأحتلال المركب الغاشم عام ٢٠٠٣.
النصر المؤزر لاحرار السودان
الخزي والخذلان لكل من مد يد مرتجفة في حقبة العدوان على الامة وازدراء حقوقها وهضم تطلعاتها سواءا كان حاكما منتفعا قاتلا مجرما أو مرتد مرتزق باع ضميره وشرفه .. النصر لامتنا منطلقا من السودان الثائر والذي ستعزز ثورته مقاومة العراق الباسلة وتفتح منافذ للخلاص في سوريا وكل أرض عليها شعب عربي يتعرض للعدوان .
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام