من بين بؤر الظلام التي حاول الغزاة وعبيدهم من العملاء الخونة المجرمين استخدامها للتضليل وتعمية الشعب العراقي من جهة وتحسين صورتهم البشعة وسمعتهم الأبشع هو استخدام مخلفات ونتائج الحصار الجائر من تردي للوضع الاقتصادي وانخفاض لمستوى المعيشة وتدهور الاقتصاد وضعف صرف الدينار فعمدوا الى انتقاء محافظات
بعينها والبدء بتوزيع رواتب( رعاية اجتماعية) تحولت فورا الى ثقب مريع دخل من خلاله الفساد بالقوائم الوهمية وادخال اسماء لبشر لا يجوز شمولهم وكان القصد من شمولهم شراء ذممهم وادخالهم في أحزاب سلطة الاحتلال التي كانت لا تمتلك أي حضور شعبي في تلك المدن .
لقد شكل ( ثقب) الرعاية الاجتماعية الزائفة ثقبا اسود لميزانية الدولة وما زال الى الان سببا مباشرا في هدر المال العام وحول الاف العراقيين الشباب الى عالة على الدولة لا يبيعون ولا يشترون ولا شغل لهم غير التسبيح بحمد المانحين لهم رواتب مقابل تعويقهم وتعطيلهم عن خدمة بلدهم و خدمة أنفسهم التي أهينت بشراءها بسحت حرام .
اما الثقب الأسود الاخر الذي ابتكره حكام الغفلة الذين سحبتهم أميركا من حانات ومراقص وبيوت الدعارة ودكاكين المخضرات وخدمة الفنادق لتجعل منهم حكاما على العراق فهو ثقب ( الخدمة الجهادية ) الذي اثقل ميزانية العراق بمليارات الدولارات التي وزعت على عاطلين وبلطجية وقتلة وقطاع طرق من منتسبي فيلق الغدر بدر وحزب الدعوة وأوغاد مجلس ال الحكيم وغيرهم من حثالة وقمامة ومزابل لندن وقم وطهران وريف الشام ... وبدأ الناهبون مبكرا عام 2003 و2004 بالتوجه للاقتراض من الدول ومن البنك الدولي واستجداء مساعدات اسمها الظاهري للعراق وحقيقتها انها تذهب لجيوب المنتفعين العاطلين الطفيليين .
ثم انفتحت أمام لصوص السلطة قنوات العقود الوهمية والسمسرة والمقاولات التي لا تبني شئ ولا تعمر شيء بل هي منافذ وقنوات لنهب ثروة البلاد دون أي وازع من ضمير ولا دين ولا أخلاق بل باصرار وتعمد على جر البلاد الثرية الى الافلاس والفقر والجوع والبؤس.
واستغلت قرارات الاجتثاث والاقصاء لالاف الموظفين والقوات المسلحة والشرطة لسحب المزيد من أموال الخزينة في عمليات تشكيل (الحرس الوطني) والشرطة ودفع ملايين الدولارات لدول مختلفة قامت بتدريب المتطوعين وكأن العراق خالي من كفاءات التدريب ورافق هذه العمليات هدر بالاف المتطوعين بما تم انفاقه عليهم حيث كانوا ينسحبون بعد التدريب او اثناءه فيلجأ دهاقنة عصر النهب العام وكواسر اللصوصية للاعلان عن دورات جديدة وقوائم وهمية جديدة وهكذا يستمر نزف الثروات وتعمق الازمات الاقتصادية التي لم يجد حكام الغفلة من وسيلة لحلول لها غير ضغط الاموال المخصصة للبطاقة التموينية وتخفيض محتويات سلتها التي كانت غنية ثرية عامرة قبل الاحتلال، وغير وقف التعيينات لتكبيل المجتمع والدخل القومي للبلاد بطوابير العاطلين عن العمل وتدمير النفوس وخرق صلة المواطن بوطنه .
ثم انفتحت أمام عديمي الذمة والضمير وفاقدوا الرؤية الوطنية و الادراك الاقتصادي والمفهومية الادارية قضية خلق الارهاب فسلموا للداعش معدات عسكرية واسلحة بمليارات الدولارات وفتحوا في ذات الوقت قنوات الصرف على المليشيات المجرمة التي صارت لاحقا(مؤخرا) حرس ثوري صفوي شعوبي تحت ذريعة كاذبة مخاتلة محتالة هي محاربة داعش فكان هذا الباب كارثة أخرى على خزينة البلاد ومعيشة العباد فسح المجال لطلب مزيد من الديون والاقتراض من البنك الدولي الذي يعرف القاصي والداني ان الاقتراض منه يكبل البلاد بقيود امبريالية اقتصادية وسياسة متوحشة وتدخل سافر للبنك في رسم السياسات وتوجيه الاقتصاد بما يزيد من بؤس البلاد وتفقير الشعب عبر رفع الاسعار وتحجيم أو منع ايقاف الدعم للاسعار .
ان الاتفاق الاخير الذي اسفر عن قرض بقرابة مليار ونصف المليار دولار من البنك الدولي هو اضافة جديدة لما سبق من تمزيق اقتصاد العراق وافقاره حيث ان الاموال المستدانه ستذهب هباءا منثورا لداعش وماعش وحشد المالكي _ السيستاني _هادي_ سليماني الصفوي الشعوبي وحيتان تبييض الاموال ودلالي العقود والمقاولات سواء كانت حقيقية او وهمية..
لم يكتف هؤلاء الأوباش القتلة بتسويغ غزو العراق واحتلاله كي يصيروا خدما وعبيدا لبساطيل المارينز وادوات بطش وأرهاب وتدمير وتخريب للعراق وشعبه ولم يكتف بنهب ما هو موجود من ثروات البلاد بل تعدوا ذلك الى تدمير الاقتصاد تدميرا شاملا وسرقة ليس ما هو فوق الأرض . بل حتى ما هو تحت الأرض من ثروات تمثل رصيد الغد ومؤونة المستقبل للأجيال القادمة.
نعم سرقوا المستقبل ودمروا أفاقه كلها ورهنوا مقدراته ليس لليوم الحاضر فقط بل وللمستقبل بيد شركات الاحتكار والبنك الدولي وسيبقى العراق رغم كونه اغنى بلاد الكون بل سيبقى أفقرها وشعبه سيبقى جائع ومعدم ومستقبله مظلم وستغيب تدريجيا حتى تلك الفسحة الطارئة المدسوسة كما قطرة العسل في بحر السموم التي تمثلت بزيادة الرواتب بعد الغزو وهي زيادة لم تغيير من حقيقة وجوهر الوضع المتدهور الذي خلقه الحصار الظالم الا بقدر محسوب لخدمة احزاب الاحتلال ومصالحها حيث امتلك الوزراء والبرلمانيون واقاربهم وسماسرتهم ثروات طائلة في بنوك أوربا واميركا واسيا فضلا عن الاموال العراقية الطائلة والثروات العظيمة التي نهبها وما زال ينهبها المحتلون الامريكان والانجليز والايرانيين .
ان على شعب العراق أن يدرك ان الزمن يفوته وان غده وغد أجياله تعلوه الاغبرة والاتربة والظلمة ويلفه الغموض ...خاصة وان عبيد الاحتلال يتصرفون على أساس سلب ونهب ما فوق الارض وما تحتها لأنهم يدركون ان لا مستقبل لهم في العراق وعليهم لهذا السبب بالذات ان يدمروا البلد حاضرا ومستقبلا. وهذه هي احدى المهمات المكلفين بها من قبل المحتل لتحقيق اهدافه مقابل ما قدمه لهم من نقلهم من قمامة ايران ولندن وامريكا الى مواقع اصبحوا بها يحكمون العراق .