دشن الاحتلال الأمريكي للعراق سنة ٢٠٠٣ في عهد سيئ الذكر بوش الابن مرحلة جديدة في التعاطي الأمريكي المباشر الفظ والبربري بإعادة تشكيل أو تطويع النظم السياسية في المنطقة والقائمة على سياسة إضعاف أنظمتها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بحيث يسهل إخضاعها، لنكون في المحصلة لا تشكل أي خطر أو تهديد على الكيان الصهيوني اولا ، وعلى المصالح الأمريكية بعد ذلك.
لقد تسبب الاحتلال الأمريكي وسياساته في العراق بأحد أعظم الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث والمعاصر،ومن أهمها على الصعيد الاقتصادي ترك مظاهر الفساد الإداري والمالي والسياسي تتفشى في كل مفاصل الدولة، وتكريس المحاصصات الطائفية والعرقية في كل مناحي الحياة … وإغماض العين عن سرقة جهات (وشخصيات) عراقية متنفذة آلاف المليارات من الدولارات من ثروات العراق وشعبه.
فقد صرح عادل عبد المهدي، (وزير النفط العراقي) السابق، بان الفساد أفقد البلاد ٤٥٠ مليار دولار منذ ٢٠٠٣ وحتى ٢٠١٥.
كما أن الناطق باسم (هيئة النزاهة) في العراق عادل نوري أبلغ (البرلمان العراقي) عن اختفاء نحو ٥٠٠ مليار دولار من الخزينة العراقية خلال فترة حكم المالكي ٢٠٠٦–٢٠١٤.
أما رئيس (هيئة النزاهة) السابق رحيم العكيلي فقد قال إنه قد تم إقرار ستة آلاف عقد وهمي بـ ٢٢٧ مليار دولار.
وكان تقرير سابق (للجنة المالية) في البرلمان العراقي يفيد بأن الهدر المالي خلال فترة حكومة المالكي قد بلغ ١٠٩ مليار دولار.
كل ذلك وضع العراق خلال ”العهد الأمريكي“ ضمن قائمة أكثر الدول فساداً في العالم، وضمن آخر خمسة دول في العالم في مؤشر الشفافية.
وكشفت (لجنة النفط والطاقة النيابية) ، ، عن ان اخر رقم لقيمة المبالغ التي صرفت على وزارة الكهرباء منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية الان وصل الى نحو ٦٠ مليار دولار.وقال (مقرر اللجنة) قاسم محمد في تصريح صحفي إن (آخر اجتماع لجنة النفط والطاقة النيابية) الأسبوع الماضي تم تداول رقم ٦٠ مليار دولار قيمة المبالغ التي صرفت على وزارة الكهرباء ولغاية الان والإنتاج الفعلي لم يتجاوز نسبة ٤٠%.
فهل يعقل في ظل كل هذا الصرف المروع والمشبوه لوزارة الكهرباء أن تلجأ (حكومة العبادي) الى طلب قرض من البنك الدولي بمبلغ تافه مقارنة بما تم صرفه منذ الاحتلال وحتى اليوم على وزارة الطاقة.
وما يتضمنه هذا القرض من الرضوخ لشروط البنك الدولي وسياساته المشبوهة إزاء الدول الفقيرة أو النامية !!!!!
فقد أكد المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أن العراق سائر بتنفيذ الشروط التي فرضها البنك الدولي مقابل إقراضه، وأشار إلى أن القرض الذي يقدر بمليار ومائتي مليون دولار سيذهب بالدرجة الأساس لمشاريع الطاقة الكهربائية وقطاعات منتجة !!!!؟؟؟؟؟
وأضاف صالح، أن "قرض البنك الدولي الذي يقدر بمليار ومائتي مليون دولار، سيذهب بالدرجة الأساس للمشاريع الاستثمارية الخاصة بالطاقة الكهربائية، كما سيخصص جزءاً منها للأغراض المنتجة التي تشغل أيدي عاملة، وليس للرواتب أو الأجور"، مؤكداً على أهمية "القرض كونه يمكن العراق الاقتراض من أسواق المال العالمية بضمانة البنك الدولي!!!!؟؟.
وكان البنك الدولي، قد أعلن عن موافقته على منح العراق قرضاً بقيمة مليار ومائتي مليون دولار لمساعدته في ضبط أوضاعه المالية وتحسين قطاع الطاقة، وتعويض انخفاض أسعار النفط وتصاعد التكاليف الأمنية؟؟!!!
انهم يسرقون ويهدرون المليارات ويبيعون مستقبل العراق والأجيال القادمة بقروض تافهه !!!!!.
لك الله يا عراقنا العظيم فلا بد أن يعلو الحق ويزهق الباطل وتعود عظيما مهيبا شامخا حارسا لبوابة العرب الشرقية ، ومجاهدا ومدافعا في سبيل قضايا الامة العربية . ولا يصح الا الصحيح .وسيكون مصير الخونة والعملاء والسراق مزبلة التاريخ بعد ان ينالوا القصاص العادل من أبناء العراق عاجلا ام أجلا بعون من الله.
أبو محمد عبد الرحمن
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام