سؤال يشق صدور بعض الاوفياء المخلصين العاشقين لوطنهم وأمتهم وهم يعايشون شراسة العدوان وتعدد أدواته الدولية والمحلية وتخاذل المتخاذلين وغدر الغادرين وتكالب السراق والفاسدين ممن جبلوا على طعن المطعون والتفنن في سبل السرقة واللصوصية من جسده المسجى يحتضر .
سؤال بحجم الماساة والكارثة وبحجم الوطن المثخن بالجراح . يوجه الينا وكأننا قاعدون أو كأننا لم ننتخ ولم نقاوم ولم ننجز ...لكن مع كل ما قدمنا وضحينا يبقى من حق السائلين وغير السائلين ان يسألونا ...مالعمل ..لاننا رجاء الوطن وامال الانسان بالخلاص والتحرير والحرية . ...مع اننا نعرف ان البعض يتساءل بدوافع خبث مريضة .
البعض يرى اننا بحاجة الى قائد همام ...ولن نقول لهم اننا نمتلك ...بل نردهم الى أسماء لا نؤيدها ولكن نجسم دلالاتها وحضورها القتالي ونموذجها الانتحاري ...ولنحاكم انجازاتها ... فهاكم مثلا الزرقاوي وابو بكر البغدادي .. أو لم يصل فعلهم (الثوري المقاتل ) الى حد اعلان (دولة ) عابرة للحدود وتقارع دول العالم الكبرى والعظمى والصغرى ...أو لم يجندوا بعض الشعب المتحمس طائفيا ودينيا وعالميا وربما بعضه يحمل ايضا رايات وطنية ؟
اذا حسب البعض اننا تباطئنا أو تكاسلنا (لا سمح الله ) فلنتذاكر ببساطة ماذا فعل (ثوار الانتحار أو الانغماس أو الاستشهاد) الذين ما بخلوا بالارواح ولا حسبوا حساب المال ولا حلاوة الحياة ولا غلاة الولد؟
ما فعلوه انهم انتجوا أحلافا دولية تدخل على أرضنا جيوشها وتقتلهم وتقتلنا بطائراتها وصواريخها ولو كان الامر مقتصرا على خسائر الارواح في الثوار لكان هينا غير انه تعدى ذلك لقتل الشعب وتخريب المساكن و تجريف المزروع ونهب الممتلكات وتهجير ونزوح الملايين لتستلمهم افواه الضباع اغتصابا واهانة كرامة ودفن أحياء بمقابر جماعية ..
وفوق كل هذا وأمر منه وأخطر ..ان نتائج ثورة الزرقاوي والبغدادي ومقاومتهم العتيدة أن خسرنا الارض حيث دخل عليها من فتح الابواب لثوار الطائفية والاسلامية العابرة للحدود ... بعد ان قتلوا الثوار الحقيقيين وسلبوا سلاح المقاومة الحقيقية ...والثوار الحقيقيون كانوا في محنة فان قاتلوهم صاروا اداة بيد العدوان الدولي والاحتلال وايران وان لم يقاتلوهم فهم هدف وصيد سهل اقتنصه رواد الدولة الاسلامية تحت ذريعة بايع أو نبيع راسك وكليتيك وكبدك !!.
أوقعوا الثوار والاحرار بين فكي الرحى وقتلوا وغيبوا منهم أضعاف أضعاف ما قتلته امريكا وايران وميليشياتهما وسلبوهم حاضنتهم وسلموها لايران وحشدها المليشياوي. والثوار في ساحة شائكة وهم يرون خسارتهم الفادحة التي ستحل بهم وبشعبهم ان قاتلوا الدولة الاسلامية ويرون خسارتهم ان غضوا الطرف واحتموا بسياج ما ريثما تمر العاصفة..
هل المقصود بالقائد الهمام الذي يطالب به بعض اخوتنا وبعض الفضائيين نموذجه مثل نموذج ابو بكر البغدادي ؟ومقاومته مثل مقاومة الدولة العابرة لحدود سايكس بيكو بل العابرة لحدود العالم كله؟ وهل يريدون الوصول الى ما وصل اليه البغدادي ومنهجه الذي ضرب قلب الوطن والامة كجناح طائفي يشرعن طائفية دول الاحتلال والجسد المضروب من الطرفين هو الوطن.
لا ثورة الا بحساب النتائج .
لا مقاومة حقيقية الا بحساب مقدار خسائر الشعب والوطن على ان تكون ربع خسائر العدو واقل.
لا مقاومة بدون مساحة زمن يتيح المدد الشعبي .
لا قيادة حقيقية الا قيادة تحسب ما للثوار وما عليهم وما سيقدمون وما سيكسبون .
هذه هي قيادتنا التي بدات المقاومة يوم 10 _نيسان _2003
وهذه هي مقاومة البعث ورفاقه وحلفاءه التي انبثقت من بطن دولتنا الوطنية التي ما سقطت وظلت تقاتل وتقاتل وتقاتل .
غير ان البعض يريدنا ان ننتصر بليلة وضحاها على اميركا وبريطانيا وايران والمليشيات ومعهم 40 دولة تمتلك الطائرات والاساطيل والصواريخ والسلاح البابولوجي والكيمياوي والنووي والدبابات وملايين الجنود ونحن لا نمتلك المال ولا الاعلام ولا حتى لقمة العيش احيانا .. نعم نقاوم والمقاومة حق وواجب لكننا لا ننتحر ولا نرضى بعمل مقاوم يؤذي شعبنا اكثر مما يخدمه .. نعم نقاوم ولكن بطريقة منظمة صبورة متحسبة للنتائج وللزمن .
وهذا ما نحن فاعلون ...
كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام