اجتثاث البعث: الإثم السياسي والخطايا الإنسانية الكارثية
الاجتثاث تمهيد لاغتيال الرئيس العراقي وتمزيق المجتمع والدولة.
كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي
مقدمة:
جاء قانون اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ضمن سياق سلسلة إجراءات هدفها تقويض جميع أركان الدولة العراقية الوطنية إلى جانب قرارات حل الجيش العراقي وقوى الأمن ومنظومات الإعلام. إن جملة الإجراءات التي أقدمت عليها سلطة الاحتلال قد صممت على أساس أن الدولة العراقية ونظامها برمته غير متوافق مع العالم بسبب امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ووجود علاقة بينه وبين تنظيمات إرهابية وكلا المسوغين الذين سوقتهما أميركا قد ثبت عملياً وميدانياً بطلانهما وكونهما بلا أساس وأقيمت إجراءات الاجتثاث على افتراضات لا أساس لها من الصحة منها أن التوظيف والامتيازات المادية والمعنوية في العراق لم تكن تمنح إلا للبعثيين إضافة إلى اتهامات بجرائم وجهت للحزب والنظام الوطني وقعت أثناء الحرب العراقية الإيرانية يجري تجاهل متعمد لمسؤولية إيران عنها. سنحاول في هذا البحث توضيح الآثار المدمرة لتطبيق قانون اجتثاث البعث في العراق على الشعب العراقي إنسانياً واقتصادياً وسياسياً. وسنحاول بيان الرؤى الكارثية التي أسست أميركا افتراضاتها وتطبيقاتها عليها للتأسيس لنظام سياسي جديد في العراق تقوم هذه الافتراضات في الأصل على قواعد إعلامية وسياسية تصور الدولة العراقية والنظام السياسي الذي كان يديرها على هيئة شياطين وقتلة ومجرمين مستفيدة من الحقد والثأر والضغائن السياسية لا حزاب وقوى تابعة لدول إقليمية وأخرى بعيدة وظفتها على أساس أنها قوى معارضة للنظام الوطني.
إن معظم، إن لم نقل جميع البحوث والدراسات التي أجريت على الاجتثاث، قد اعتمدت على معلومات وقناعات ورؤى تنطلق من عداء سياسي للبعث ونظامه واستهدفت تكريس رؤية أميركا وحلفاءها وتسويغ الاجتثاث بما في ذلك بعض البحوث التي أخذت طابعا رسميا أو شبه رسمي وحاولت أن تتبنى قدرا من الموضوعية التي لا تتجاوز الإقرار بحقائق أقرها العالم كله أدانت الاجتثاث. طالت أضرار الاجتثاث المجتمع العراقي برمته أما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
الاجتثاث ومهمة اغتيال القائد صدام حسين:
يبدو أن الإدارة الأمريكية كانت بحاجة إلى فرشة واسعة من المبررات تتداخل مع بعضها البعض لكي تنفذ جريمة اغتيال رئيس جمهورية العراق الشرعي صدام حسين رحمه الله. كان تجريم الحزب الذي يقوده صدام حسين أحد مكونات الفرشة بل وأهم مكوناتها. فشيطنة وتجريم البعث تجعل من حقبة حكم البعث كلها بكل إنجازاتها الوطنية والقومية العملاقة والتاريخ المشرق الذي صنعته للعراق وللأمة العربية وكذا جميع ممارساتها الإيجابية العظيمة على الصعيد الدولي والإنساني حقبة مدانة ومحالة للمحاكم الأمر الذي يسهل لها وفق تصوراتها عملية تصفية الرئيس ويقلص من ردود الأفعال المحتملة ضدها عربياً وإنسانياً. كما أن إعدام الشهيد صدام حسين هو عربون الصداقة والتحالف الخفي الذي سعت إليه الإدارة الأمريكية مع نظام طهران في اجتهاد أمريكي سيئ بل من أسوأ ما أنتجته أميركا هدفه إشعال نار الفتنة الطائفية في العراق وفي عموم الوطن العربي. إن ما سنتناوله في هذا البحث هو محاولة لإثبات أن الاجتثاث هو جريمة موجهة ضد العراق برمته وليس ضد أعضاء البعث وان إعدام الرئيس القائد صدام حسين هو إيذان بتحويل الاجتثاث إلى مظلة للقتل والبغضاء وإيذاء العراقيين في حياتهم وعيشهم واستقرارهم.
المبحث الأول: قانون اجتثاث البعث وتعديلاته
البعث حزب فكر وعقيدة: بعيداً عن التضليل والتزوير الإعلامي بل ولنقل افتراضا أن الأمريكان مقتنعون بان البعث حزب يستحق الاجتثاث ولنفترض أيضاً أن الأمريكان يمتلكون الحق بتنفيذ الاجتثاث فان العودة إلى الأصول الفكرية والعقائدية للبعث ولو بشكل مختصر جداً وباعتماد دستور الحزب ونظامه الداخلي(1) يتبين بجلاء لا جدال فيه أن الأمريكان قد مارسوا عدواناً صارخاً على حقوق الإنسان الفكرية والتطبيقية بسبب اعتداءهم على حزب بعيد كل البعد عن تقييمهم ونظرتهم وفهمهم له لان البعث هو حزب وطني- قومي التأسيس إنساني الرؤى و الهوى علماني المنهج. البعث حزب يعمل على توحيد الأمة العربية كما كانت قبل تقسيمها من قبل الاستعمار لأنه يؤمن أن الوحدة العربية ضرورة للإنسانية برمتها قبل أن تكون للعرب لأنها ستجعل من العرب أقوياء في عطاءهم الحضاري وفاعلين في نتاجهم العلمي ومؤثرين في استقرار العالم وأمنه وفي رسم علاقات متكافئة تحفظ حقوقهم المشروعة وحقوق شركاءهم في العالم. والبعث صمم فكراً وعقيدة للاشتراكية العلمية العربية النابعة من تراث الأمة وحضارتها ومكنونها الروحي يحقق النماء والخير والازدهار برفاه اقتصادي وتوفير خدمات للإنسان العربي في مجالات التربية والتعليم والصحة والخدمات وإنهاء الفقر والجهل والبطالة وإقامة البنى الارتكازية للتقدم العلمي والتكنولوجي وإقامة مشاريع صناعية واسعة في قطاعات النفط والبتروكيمياويات وإنتاج السلع والمعدات من وسائط نقل مختلفة والاحتياجات المنزلية ومستلزمات الصحة والتعليم والخدمات والزراعة(2).
وللبعث منطلقات فكرية عززها ميدانياً في العراق لمفهوم الحرية والديمقراطية تبدأ وتهتم بحرية الإنسان الفرد وصعودا إلى حرية البلاد عبر الاستقلال السياسي والاقتصادي الناجز. وقد أنجزت في دولة العراق التي قوضها الغزو والاحتلال عام ٢٠٠٣ تجارب ديمقراطية تتمثل في الاستفتاء على الرئاسة وانتخاب عدة دورات من المجلس الوطني(البرلمان) وإنجاز مؤسسات الحكم الذاتي لأكراد العراق ومجالسه التشريعية والتنفيذية وإقامة جبهة وطنية واسعة في أوائل السبعينات ضمت كل الأحزاب السياسية واستمر وجودها رغم الانسحابات التي حصلت لاحقاً وصولاً إلى عام الاحتلال ٢٠٠٣. وتأسست في العراق نقابات واتحادات وجمعيات مهنية شملت كل شرائح المجتمع كالمرأة والطلبة والعمال والفلاحين والفنانين والصحفيين والمؤرخين والكيمياويين والبيولوجيين وغيرها عملت بنظام الانتخابات الديمقراطية الحرة.
إن هذه الصورة وما رافقها من تغييرات ميدانية واسعة نقلت العراق إلى مصاف الدول المتقدمة ومن بين أهمها بناء جيوش من العلماء في مختلف الاختصاصات وتطوير الصناعة والزراعة وإنهاء الأمية بشهادة منظمة اليونسكو وإنهاء البطالة والانطلاق بنشاط وهمة عاليتين إلى مسارات الانتقال الفعلي إلى خانة الدول المتقدمة قبل أن يبدأ خميني عدوانه على العراق عام ١٩٨٠ م بل وحتى خلال سنوات الحرب الثمانية التي أعاقت وعطلت خطط العراق لإنجاز البرامج التي وضعتها قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي لتحقيق استراتيجية النهوض الشامل بالإنسان وبالاقتصاد وما يخدمهما في قطاعات السياسة والإعلام وغيرها.
المبحث الثاني: بعض الأبعاد النازية والشوفينية لقانون اجتثاث البعث
البعث حزب فكر وعقيدة وهذه حقيقة تقر بها أولاً معاهد وكليات وجامعات درست فكر البعث أكاديمياً في رسائل ماجستير ودكتوراه ويقر بها العالم كله الذي تعامل مع العراق كدولة يقودها البعث من عام ١٩٦٨ ولغاية ٢٠٠٣ م. العالم كله تعاطى سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً وتجارياً مع عراق ترأسه الرئيس الراحل أحمد حسن البكر و من بعده نائبه في الدولة وفي الحزب صدام حسين وكان التعاطي والتعامل في كل تفاصيله ومراحله الزمنية يجري مع دولة تحترم شعوب العالم وحقوقها وسيادتها وحريتها وتحرص على شعب العراق خاصة والشعب العربي عامة وتؤطر وتنفذ سياساتها وعلاقاتها المختلفة مؤسسات دستورية وقانونية وشعبية كالنقابات والجمعيات والاتحادات المهنية.
هذا يثبت أن العداء لحزب البعث العربي الاشتراكي إنما هو عداء سياسي له مصادر وأسباب محددة ومعروفه ومثل هذا العداء وما آل إليه من غزو واحتلال إنما يرتكز على مناهج شوفينية نازية إقصائية معادية للإنسانية وحق الشعوب بالتعبير عن إراداتها ورفض العدوان والاستغلال والتبعية والهيمنة الخادشة أو التي تستلب للكرامة والحقوق.
المظهر الثاني لنازية قانون الاجتثاث هو دمويته المفتوحة على مصاريعها المنفلتة من أي قيد أخلاقي أو قانوني. فالقانون أدى إلى الآن إلى تصفية أكثر من ١٦٠ ألف بعثي تصفية جسدية وما زال القتل متواصلاً ويتم من قبل العملية السياسية التي أسسها الاحتلال وأحزابها وميليشياتها. ولعل من اللافت أن يكون عرابي الاجتثاث قد تبجحوا كثيراً بأن الاجتثاث قد جاء لحماية البعثيين من القتل العشوائي والانتقام والثأر (4) وما يؤكد بطلان ادعاءاتهم هو قتل ما يزيد على ١٦٠ ألف بعثي!!.
المبحث الثالث: المنطلقات والأسس الخاطئة لاجتثاث البعث
استندت الدراسات والبحوث التي تناولت الاجتثاث على مراجع ومصادر تمتاز بمواقف معادية للبعث ونظامه الوطني وبعضها بعيد كل البعد عن العراق ومجريات الأحداث في داخل العراق (5) واستبعدت تماماً الرؤى والوقائع والحقائق والمراجع والمصادر التي تتبنى رؤى سياسية ومعلومات موثقه عن العراق ونظامه الوطني وقيادته السياسية، أي أنها نظرت لنصف الكأس وأهملت النصف الآخر وهذا تجاهل مطلق لأبسط قواعد العدل والإنصاف.
إن الافتراض بأن النظام والحزب الذي قاد العراق لخمس وثلاثين سنه كان كله آثام وجرائم هو منطق خطل ويفتقر إلى المصداقية كما أن القول بأن النظام الوطني العراقي لم يخطئ أبداً في ظل أوضاع داخلية وإقليمية وعالمية متلاطمة الأمواج ومتناقضة ومتعارضة سياسياً واقتصادياً وفي ظل حروب فرضت على العراق أو جر إليها جراً هو الآخر طرح غير موضوعي:
إن أهم الأسس الخاطئة التي بني عليها الاجتثاث هي:
١- اعتبار الموظفين والتوظيف في العراق منذ استلام الحزب للسلطة عام ١٩٦٨م مقتصراً على البعثيين (5). هذا الأساس الافتراضي عاري عن الصحة فالوظائف كان يشغلها كل أبناء العراق وإذا حصل أي إجراء ضد أي موظف فهو في الأعم الأغلب مرتبط بأدائه الوظيفي وما يرتبط بهذا الأداء من شروط الالتزام الأدبي والأخلاقي والنزاهة.
٢- اعتبار الوظائف العليا في الدولة حكر على البعثيين وهذا أيضاً أساس للاجتثاث افتراضي غير صحيح ويفتقر للدقة وللمصداقية فالدولة العراقية كان في إدارتها العليا وصولاً إلى الوزارة ومجلس قيادة الثورة عراقيين كثر من غير البعثيين بل ومن قوى سياسية عراقية مختلفة.
٣- الأساس الطائفي في التوظيف هو الآخر أساس تقوضه حقائق لا يغيبها إلا ذوو الأغراض العدوانية للعراق وللحزب وللنظام الوطني. فمؤسسات الدولة والحزب (بخطيها المدني والعسكري) كان فيها وبأعلى المستويات كل أبناء العراق من اقصى شماله إلى أقصى جنوبه. والدولة في إطار عملها العريض وكذلك البعث علمانية لأنها تؤمن بخيمة الوطن فكان المسيحي والكردي والعربي، السني والشيعي، أعضاء في قيادة قطر العراق للحزب وفي مجلس قيادة الثورة وفي الوزارة والإدارات العامة.
المبحث الرابع: قانون الاجتثاث وتعديلاته
علمياً ومنطقياً لا يجوز إطلاق مسمى قانون على مشروع قرار الاجتثاث. فالاجتثاث ليس قانون وبالتالي فانه لا يمتلك قوة القانون وسلطته باطله. لأنه لو كان قانونا لامتلك صفة الثبات ولو لبعض الوقت. فما سمي بقانون الاجتثاث قد أصدرته سلطة احتلال باطلة وغير شرعية (6) ولا تمتلك مؤهلات إصدار قانون من جهة ومن جهة أخرى فان بنود (المشروع) قد تعرضت لهزات عنيفة في الأسبوع الأول لصدوره بسبب ردود الفعل والارتدادات الشعبية المعاكسة له والتي تمثلت بتظاهرات واسعة أمام المنطقة الخضراء للآلاف من المشمولين بما يسمى بالقانون وهو ليس قانون ولا يمتلك قوة قانون.
التظاهرات وردود الأفعال على ما يبدو قد فاجأت الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر فأجبر هو وسلطة الائتلاف إلى استثناء (الأعضاء) من الاجتثاث بسبب العدد الهائل والذي يقدر بقرابة ٥ مليون عضو (الأعضاء هم الذين أقسموا على الولاء التام للحزب والدفاع عنه وعن عقيدته ومبادئه). الحقيقة المطلقة أن سلطة الائتلاف هي التي غيرت المشمولين وليس أية جهة أخرى بما في ذلك لجنة الاجتثاث التي لم يكن بوسعها إن تفعل أو تتصرف خارج سلطة بول بريمر وكذلك ما سمي بمجلس الحكم الذي كان واجهة شكلية لا أكثر.
الدليل الآخر على عدم شرعية القانون وارتجاج أرضياته المؤسسة على الحقد والاستهداف السياسي هو التعديلات التي ظلت تطرح نفسها بقوة سواء داخل العملية السياسية ومن الناشطين والمديرين لها عراقيا أو من أطراف الاحتلال. وكان التعديل الأبرز على الاجتثاث هو منح الحلقة القيادية الأدنى في الحزب (أعضاء قيادات الفرق) حق الاستئناف وبالتالي حق العودة أو الإحالة على التقاعد وهدف هذا التعديل المبكر أيضا هو التخفيف من وطأة ردود الأفعال المناهضة شعبيا للقانون. أما ما سمي بـ(قانون المسائلة والعدالة)(7) فقد كان في أهم بنوده وأكثرها وضوحا في إمكانيات التنفيذ هو شمول الفئة القيادية الثانية صعودا في السلم القيادي للحزب (أعضاء قيادات الشعب) حق طلب الإحالة على التقاعد إلزامياً.
إن البحث عن قواعد الرفض الشعبي للاجتثاث يجب أن تمتلك مفاتيح القدرة على إسقاط عوامل الخوف والإرهاب والتأثير السياسي الذي مارسته القوى السياسية التي مكنها الاحتلال وحماها ولا زال. فالاجتثاث ضرب في عظام العائلة والعشيرة العراقية في طول البلاد وعرضها ومن غير المعقول أن يفترض أحد في أي مكان من المعمورة أن الاعتبارات السياسية المجردة بل وحتى المنافع المادية التي تشترى بها الذمم يمكن أن تسقط وتميت صلة العائلة والعشيرة والتزاماتها المتقابلة في بلد مثل العراق.
المبحث الخامس: الشرائح الاجتماعية المتضررة من الاجتثاث وأنماط الأضرار
الإحصاءات الرسمية لعدد المنتمين إلى حزب البعث العربي الاشتراكي تزيد على ٥ مليون عراقي رغم أن هيئة اجتثاث البعث تقدم إحصائيات تقل بكثير عن الأعداد الحقيقية لغرض سياسي معروف هو التقليل من عدد الضحايا الفعلي ومحاولة تخفيف وطأة الكارثة وانعكاساتها وارتداداتها المختلفة (8). ونقصد هنا بالمتضررين هم المتضررون مادياً واعتبارياً من قانون الاجتثاث. وبافتراض أن معدل من يعيلهم هؤلاء هو ٤ أفراد (وهو الحد الأدنى لمعدل أفراد العائلة العراقية) يكون أجمالي المتضررين (مباشرة) هو ٢٠ مليون عراقي وهذا العدد يزيد بقرابة ٥ مليون عن نصف عدد سكان العراق:
الشرائح الاجتماعية المتضررة:
1- موظفي الدولة في مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات غير المرتبطة بوزارة.
٢- أفراد القوات المسلحة بصنوفها العسكرية والأمنية المختلفة.
ويبدو للوهلة الأولى لمن يطلع على مشروع قانون الاجتثاث أن المقصود فيه فقط موظفي الدولة ومنتسبي القوات المسلحة والأمن ولكن الواقع أن المجتمع العراقي برمته قد وقع تحت الجرائم التي ترتبت على مشروع القانون عند تطبيقه ولاحقاً وإلى هذه اللحظة. فالتصفيات الجسدية طالت كل قطاعات المجتمع والتطبيقات العقابية المتعلقة بقطع الرواتب والمعاشات وإيقاف التوظيف وخنق فرص العمل في جميع الأنشطة حتى الزراعية قد نفذت بتأثيراتها الموجعة إلى ما يصل إلى أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع العراقي. ومن الذين طالتهم الأضرار:
٣- شريحة العمال
٤- الفلاحين
٥- الطلبة
٦- التجار والكسبة
٧- العلماء والأكاديميين وأساتذة الجامعات
٨- الأطباء والمهندسين والمحامين وكفاءات علمية وإدارية في مختلف صنوف المعرفة العلمية والإنسانية.
الأضرار الكارثية
- فتح الطريق أمام التصفيات الجسدية منذ أسبوع الاحتلال الأول والى الآن.
- قطع أرزاق ملايين العوائل بسبب الطرد من الوظائف وتضييق الخناق أو منع الأنشطة الأخرى على البعثيين..
- أباح للميليشيات والأحزاب الوافدة من الخارج خلف دبابات الغزو تهجير آلاف العوائل.
- أطلق يد المليشيات الإرهابية بالعبث بأمن ملايين العوائل
- نزوح ملايين داخل العراق هربا من الملاحقات الإرهابية.
- هجرة العقول والخبرات الفنية والعلمية والإدارية بعد انعدام الأمن والسلام.
- خلق بيئة عدائية بين العراقيين.
- أجبر بعض العراقيين الذين أجبروا على مغادرة الحزب للانسياق وراء ردود أفعال سلبية غذت الانفلات الأمني.
- حرم العراق من كفاءات مدربة في قطاع التعليم والتعليم العالي فتدهور القطاع أثر تأثيراً واسعاً على الخدمات الصحية.
- خسرت الإدارات العراقية كفاءات عالية التدريب والمهارات (9)
الاجتثاث الجسدي لرجال العراق بدءا بقائد البعث الشهيد صدام حسين:
يظن البعض أن الاجتثاث هو مجرد قانون مررته سلطة الاحتلال لغرض إنهاء الدور السياسي لحزب سياسي ولكن الحقيقة أبعد من هذا التسطيح بكثير. فاجتثاث البعث إجراءات ظالمة تعسفية شوفينية بنيت على معلومات وافتراضات لا أساس لها من الصحة وتجافي الحقيقية من جهة وهي إجراءات مبنية على عداء سياسي تم تأطيره تأطيراً إعلامياً ووظفت له إمكانات انتشار وقبول وإرغام على القبول هائلة.
لقد توحدت في خطة وإجراءات الاجتثاث إرادات متوافقة وأخرى متناقضة منها:
أولاً: إرادة الإمبريالية التي طردها البعث من العراق بعد تأميم النفط عام ١٩٧٢.
ثانياً: إرادة الصهيونية ودولتها المسخ (إسرائيل) التي أيقنت تماماً أن البعث هو الخطر العربي الأعظم المهدد لأمنها وكيانها الاحتلالي المجرم.
ثالثاً: إيران التي خسرت حرب السنوات الثمان فصار شعب العراق وقائده صدام حسين الذي تحول إلى رمز قومي للانتصار على إيران وحزب البعث ودولته كابوساً رهيباً يجثم على صدور الفرس.
رابعاً: الأنظمة العربية الرجعية المتشرنقة بشباك العداء للوحدة والحرية والاشتراكية والتي أرغمها العراق وقائده صدام حسين وحزبه ونظامه على التقوقع والانكفاء في أقاليمها الضيقة ترتجف وتنتظر الزوال أمام المد القومي الوحدوي الذي يغذيه ويقويه ويعلي راياته القائد صدام حسين وحزب البعث.
خامساً: قوى الإسلام السياسي الطائفي المتخندقة كل في واد من وديان العداء للقومية العربية وللحلم العربي في الوحدة والتي ترى في البعث وقيادته عدواً لدوداً ومنافساً سياسياً يجعل أرض العرب قاحلة بوجوههم.
لقد وصلت القناعات المشتركة لهذه الأطراف إلى أن الحل الوحيد للخلاص من صدام حسين العروبة والعقيدة المنتصرة وحزب البعث العربي الاشتراكي ونظام البعث الوطني القومي هي تصفيته جسدياً واغتياله في ملايين البيوت العراقية التي عانقت البعث وعانقها فصار الاجتثاث ليس للحزب بل للروح العراقية الوطنية والقومية وللإيمان العراقي البعثي المنفتح على إرادة الله ورسالاته وأنبياءه ورسله.
المراجع:
1. ملحق. دستور حزب البعث العربي الاشتراكي
المادة (1): حزب (البعث العربي الاشتراكي) حزب عربي شامل تؤسس له فروع في سائر الأقطار العربية، وهو لا يعالج السياسة القطرية إلا من وجهة نظر المصلحة العربية العليا.
المادة (2): مركز الحزب العام هو حالياً دمشق ويمكن أن ينقل إلى أية مدينة عربية أخرى إذا اقتضت ذلك المصلحة القومية.
المادة (3): حزب (البعث العربي الاشتراكي) قومي يؤمن بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته ربطاً وثيقاً هو شعور مقدس حافل بالقوى الخالقة، حافز على التضحية باعث على الشعور بالمسؤولية، عامل على توجيه إنسانية الفرد توجيهاً عملياً مجدياً، والفكرة القومية التي يدعو إليها الحزب هي إرادة الشعب العربي أن يتحرر ويتوحد وأن تعطى له فرصة تحقيق الشخصية العربية في التاريخ، وأن يتعاون مع سائر الأمم على كل ما يضمن للإنسانية سيرها القويم إلى الخير والرفاهية.
المادة (4): حزب (البعث العربي الاشتراكي) اشتراكي يؤمن بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية لأنها النظام الأمثل الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكاناته وتفتح عبقريته على أكمل وجه، فيضمن للأمة العربية نمواً مطرداً في إنتاجها المعنوي والمادي وتآخياً وثيقاً بين أفرادها.
المادة (5): حزب (البعث العربي الاشتراكي) شعبي يؤمن بأن السيادة هي ملك الشعب، وأنه وحده مصدر كل سلطة وقيادة وأن قيمة الدولة ناجمة عن انبثاقها عن إرادة الجماهير، كما أن قدسيتها متوقفة على مدى حريتهم في اختيارها، لذلك يعتمد الحزب في أداء رسالته على الشعب ويسعى للاتصال به اتصالاً وثيقاً ويعمل على رفع مستواه العقلي والأخلاقي والاقتصادي والصحي لكي يستطيع الشعور بشخصيته وممارسة حقوقه في الحياة الفردية والقومية.
المادة (6): حزب (البعث العربي الاشتراكي) انقلابي يؤمن بأن أهدافه الرئيسية في بعث القومية وبناء الاشتراكية لا يمكن أن تتم إلا عن طريق الانقلاب والنضال.. وان الاعتماد على التطور البطيء والاكتفاء بالإصلاح الجزئي السطحي يهددان هذه الأهداف بالفشل والضياع، لذلك فهو يقرر: - النضال ضد الاستعمار الأجنبي لتحرير الوطن العربي تحريراً مطلقاً كاملاً. - النضال لجمع شمل العرب كلهم في دولة واحدة. - الانقلاب على الواقع الفاسد يشمل جميع مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
المادة (7): الوطن العربي هو هذه البقعة من الأرض التي تسكنها الأمة العربية والتي تمتد ما بين جبال طوروس وجبال بشتكويه وخليج البصرة والبحر العربي وجبال الحبشة والصحراء الكبرى والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
المادة (8): لغة الدولة الرسمية ولغة المواطنين المعترف بها في الكتابة والتعليم هي اللغة العربية.
المادة (9): راية الدولة العربية هي راية الثورة العربية التي انفجرت عام 1916 لتحرير الأمة العربية وتوحيدها.
المادة (10): العربي هو من كانت لغته العربية، وعاش في الأرض العربية أو تطلع إلى الحياة فيها، وآمن بانتسابه للأمة العربية
المادة (11): يجلى عن الوطن العربي كل من دعا أو انضم إلى تكتل عنصري ضد العرب وكل من هاجر إلى الوطن العربي لغاية استعمارية.
المادة (12): تتمتع المرأة العربية بحقوق المواطن كلها، والحزب ناضل في رفع مستوى المرأة حتى تصبح جديرة بتمتعها بهذه الحقوق.
المادة (13): تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم والحياة الاقتصادية كي يظهر المواطنون في جميع مجالات النشاط الإنساني كفاءاتهم على وجهها الحقيقي وفي حدودها القصوى.
1. صدام حسين: طريقنا خاص في بناء الاشتراكية. كراس
2. صدام حسين: الديمقراطية نظرة شمولية للحياة. كراس
3. الإرث المر: ميرندا سيسونز و عبد الرزاق الساعدي
دروس من عملية اجتثاث البعث في العراق 2004-2012
1. القرار رقم 1: سلطة الائتلاف. نيسان 2003 موقع الهيئة العامة لاجتثاث البعث.
2. فانون المسائلة والعدالة: موقع هيئة اجتثاث البعث
3. قانون المسائلة والعدالة: موقع هيئة اجتثاث البعث
4. المؤتمر؛ التقرير التفصيلي لعمل الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث)
http://inciraq.com/pages/view_page.php?id=10384
http://www.algardenia.com/maqalat/10547-2014-05-22-19-27-53.html
1. الكاردينيا - مجله ثقافية عامة- اجتثاث البعث حالة مرضية وجريمة دوليه (ج4)
lijnatshaheed | 16 ديسمبر، 2016 الساعة 4:45 م | التصنيفات: لجنة نبض العروبة المجاهدة, نتاجات اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس صدام حسين | الرابط: http://wp.me/p87Pvx-5i