التوافق المريب بين الدول العظمى والكبار على قبول المشاركة الايرانية في محاربة داعش ليس الهدف منها رفع قدرات هذه الدول ولا الهدف منها استثمار جغرافية استراتيجية للحرب الكونية المريبة هي الاخرى في اقطار وطننا . ومن حقنا نحن النازفون دما والذين تتعرض اوطاننا الى التدمير الشامل ان نقف بقوة لفضح القبول الغربي والشرقي للحضور الايراني والدور الايراني الذي لا تعريف له سوى انه تنفيذ لخطط تصدير المنهج والنظام الايراني التي لخصها خميني عام 1979 بتسمية (تصدير الثورة ) .
ان سياسة قبول المنهج الطائفي الصفوي الفارسي التي نفذها باراك اوباما لم تفلح في تأجيج اقذر وأخطر فتنه في المنطقة فحسب بل انها فتحت الابواب لايران لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بقدراتها الذاتية خلال الحروب التي شنتها على العراق منذ عام 1980 ولحين غزو العراق عام 2003 حيث اقدم الاحتلال الامريكي على تنصيب سلطة ايرانية في بغداد المحتلة .
الامريكان بدأوا بمكافئة النظام الايراني منذ الاشهر الاولى للغزو غير ان اوباما لم يكتفي بتوسيع وتقوية الاحتلال الايراني للعراق بل نقله الى الاقطار العربية الاخرى عبر انتاج داعش ووضعها كشماعة طائفية تمثل ارهاب القاعدة وتفريخاته وامتداداته ليكرس نظريته الخبيثة بانتماء الارهاب الى مذهب اسلامي بعينه وتقديم ايران على انها تدير المذهب الاخر المعادي لهذا الارهاب وبذلك تشكل راي عام دولي مبني على الزيف والخديعة يضع ايران ببساطة مع الدول الكبرى التي تتقاتل فوق ارضنا لحماية الكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة والسيطرة على ثروات المنطقة بذريعة مواجهة الارهاب .
داعش فتحت السبل أمام نجاح الاحتلال الامريكي الايراني وامام روسيا التي دخلت على خط تعزيز نتائج الاحتلال لاحقا في تدمير مدن العراق الثائرة المقاومة للاحتلال ونتائجه (ثلاثة ارباع مساحة العراق واكثر من ثلاثة ارباع سكانه) وفي النفوذ الى جسد المقاومة العراقية لتحجيمها حيث عجزت الحرب الامريكية البريطانية التقليدية في ذلك التحجيم قبل ابتكار خدعة داعش.
العالم كله يعرف ان الارهاب لا دين له ولا مذهب وكله يعرف ان ايران تمثل بؤرة للارهاب الطائفي غير ان هذا العالم وبانانيته وجشعه واجرامه وخططه الشرهة للنفط والغاز والهيمنة التي فتحت نوافذها اميركا بغزو العراق قد استخدم ايران وميليشياتها و توقها وجشعها الاقليمي في تاطير الحرب الكونية التي تسعى الى اعادة تجزئة بلاد العرب لبلوغ غايات الامن الصهيوني .
ان القوة الهائلة المسلحة باعظم التقنيات والاسلحة وقدرات التخابر المستخدمة في الحرب الكونية ضد العروبة وارض العرب تستدعي الاستحضار الفوري لقوة الامة البشرية الهائلة وللعامل الاقتصادي العظيم الذي يمتلكه العرب في مواجهة العدوان الامريكي الايراني والروسي الصهيوتي لان فارق الاقتدار المادي ليس لصالح العرب الان لكنه قابل للتغيير اذا توفرت ارادة حرب استنزاف طويلة تسقط فيها مدن وشهداء ونخسر فيها معارك لكن الحرب ستنتهي لصالحنا وأول ما يتوجب ان تفعله قوى العرب وانظمتهم هو اسقاط الخنجر الطائفي ورفع رايات القومية المجاهدة الى جانب رايات الاسلام الذي يسمو الى كينونته الاصيلة التي لا يعتربها خبث المذهبية السياسية ويستعيد جذره القومي العربي .
ان لامتنا امكانات مواجهة عظيمة اذا اتحدت ووحدة واستخدمت عوامل قوتها وهذا امر حتمي وسيحصل وتعزز موارد حتميته تصاعد القتل والتدمير والاحتقار لامتنا والسلب لثرواتها .
الاستعمار الجديد سينهك ودوله ستستنزف وامتنا ستنصر في النهاية فالتاريخ معنا وارادة الله فينا ولا يغرنكم سطوة القوة التي اسقطتنا ببعض الوهن ..فداعش والطائفية السياسية ونزوة ايران ذاهبة الى المقابر لا محال.