لماذا الحكم بالسجن على العالمة العراقية عضو القيادة القطرية لحزب البعث والوزيرة السابقة هدى عماش بتهمة سخيفة من قبل مايسمى القضاء في العراق في هذا الوقت بالذات؟ الجواب عن هذا السؤال هو أن هذا الحكم الصادر ضد هدى عن قضاء فاسد وقره قوشي خاضع لأوامر المالكي وإيران جاء للتغطية على الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية المتفاقمة في العراق من جانب النظام وحكومته وعدم قدرتهما على إيجاد الحلول لهذه الأزمات التي تزيد في احتمالات قيام انتفاضة جياع مؤكدة وبعد تصاعد الصراع بين أطراف ما تسمى العملية السياسية حول المصالح والنفوذ لكل منها والصراع الآخر الذي يخوضه كل طرف من أطرافها نيابة عن سادته في إيران وتركيا من أجل الموصل، كما ياتي ذلك الحكم ضد هدى عماش الباعث على السخرية من أجل التعتيم على ازدياد الجرائم والانتهاكات الصادرة عن قوات النظام وما يسمى الحشد
الشعبي والميليشيات الإيرانية والتابعة للأحزاب والمرجعية الدينية في النجف ضد الشعب وتزايد الغضب العالمي ضد سياسة النظام والحكومة المعادية لهذا الشعب والخاضعة لإيران، الأمر الذي ادى بالحكومة وما يسمى البرلمان إلى إصدار وإقرار قانون خاص حمل اسم الحشد لم يحظ بتأييد المجتمع الدولي وقبوله ورضاه لأنه وجد أصلاً من أجل حماية القتلة والمجرمين من منتسبي الحشد المذكور من أية مساءلة قانونية سببها شكاوى تتقدم بها عائلات وأسر الضحايا وحمايتهم كذلك من ملاحقات الهيئات والمنظمات العالمية لهم ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية بسبب تلك الجرائم بدعوى حكومية أنه مؤسسة رسمية.
إن الهدف الآخر غير المعلن رسمياً من قانون ما يسمى الحشد الشعبي الجديد هو هدف خارجي يقوم على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والعدوان عليها بأوامر إيرانية مباشرة وبموافقة مسبقة بذلك من جانب عملاء طهران في بغداد.
إن الحكم الصادر ضد هدى عماش عن قضاء المالكي وأقرانه من اللصوص والفاشيين في العراق والغارق بالفساد المالي والسرقة والذي قبل في السابق ويقبل الآن الرشاوى مقابل إطلاق سراح إرهابيين حقيقيين من السجون ومراكز التحقيق والقاضي بسجنها خمسة عشر عاماً بتهمة مضحكة ومفبركة هي استحواذها على خمس سيارات من نوع بيك اب دبل قمارة تعود إلى وزارة التربية عندما كانت تشغل منصب وكيل الوزارة المذكورة في العهد الوطني السابق هو تعبير أكيد عن أن روح الثأر والانتقام لم تغادر بعد ولن تغادر في أي يوم عقول ونفوس قادة المافيا في العراق.
هذا ومن المعلوم للجميع أن الماجدة عماش كانت اعتقلت من الأمريكيين ومعها العالمة الأخرى رحاب طه في العام ٢٠٠٣ وأطلق سراحهما من السجون الأمريكية بعد سنتين من ذلك.
هناك مثل معروف يقول إن التاجر المفلس يعود إلى دفاتره التجارية القديمة على أمل أن يجد فيها ما ينقذه من إفلاسه وهذا المثل ينطبق على النظام الذي أفلس سياسياً من لحظة قيامه بعد الاحتلال وظل على هذه الحال طيلة السنوات التي مضت على وجوده في الحكم وحتى الوقت الحالي التي رافقتها دائماً وترافقها حالياً عمليات قتل وإبادة بشرية طائفية مدعومة بفتاوى دينية إيرانية في قم والنجف تبرر كل تلك الجرائم وغيرها كالسرقة وانتهاك الأعراض والتجارة بالبشر والمخدرات والسلاح وغيرها التي تتم ممارستها جميعاً باسم الدين والمذهب على الرغم من أن الإسلام والمذهب الشيعي يرفضان كل تلك التصرفات الإجرامية المخالفة لهما.
سيدتي هدى عماش يا واحدة من رموز الوطن العلمية والثقافية والفكرية والنضالية والثورية الف تحية لك وليخسأ الخاسئون على وفق شعار وترنيمة النصر للقائد الوطني والقومي صدام حسين.