صدام حسين قائداً مناضلاً ومقاوماً
د. أبو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
صدام حسين القائد الإنسان والضرورة الحتمية لمسيرة العراق والأمة ومثل وقدوة قد لا تتكرر في
تاريخ الأمم ، فسنة الله في خلقه أنه يخلق كل مهم وغالي نادر وعند البشر عندما يتوفى النادر تبقى آثارهم وتأثيرهم في أسلافهم وأتباعهم يتوارثون فكرهم وأخلاقهم ، لم يكن صدام حسين رجل دولة وحزب عادي بل كان قائداً مفكراً مبدعاً خرج من رحم هذه الأمة وعاش بها ومعها ، لم يكن يحب المكاتب والصالونات كان يقضي وقته مقسما في دور المواطنين يزورهم ويدخل مطابخهم ويطمئن على معيشتهم ويأكل من طعامهم ويجلس يوماً في الأسبوع يُخصص رغم كل مسؤولياته ليُقابلهم ويسمع منهم مظَالمهم ومشاكلهم ويحلها لهم ، كان يزور المؤسسات والمصانع والمدارس والمزارع ويعمل بيده معهم ، كان يزور جبهات القتال ويتعمق في عمق العدو يقاتل مع جنوده العدو بإيمان وشجاعة الأساطير لا يهاب الموت وهو المهاب ، لم يكن غامض أو يحجبه عن أبناء أمته حاجب كان كتاب مقروء واضح وهذا سر حب أبناء الأمة له عاش يناضل على مبادئ واستشهد في سبيل هذه المبادئ لم يحد عنها ولم يساوم عليها وانتصر لها حتى نال الشهادة في سبيلها.
الكتابة عن صدام حسين شرف عظيم ومهمة صعبة جداً ، فهو الأب والقائد والقدوة واليوم اخترت ان اكتب بإيجاز عن دوره بعد احتلال بغداد ...
عند الإعداد لمواجهة العدو المحتل قبل بدء العدوان وجه سيادته بعدد من التوجيهات لمجابهة العدو وكانت ابرز محطات تلك المرحلة هي :
- تدريب الشعب حيث أمر بتدريب المتطوعين من أبناء الشعب من طلاب المدارس الثانوية والجامعات والموظفين والعمال والفلاحين وجميع فئات الشعب من الرجال والنساء وفي مقدمتهم البعثيين على استخدام السلاح الخفيف والمتوسط ، وهم من صدم بهم العدو كونه جوبه بشعب مدرب على استخدام السلاح والقتال بمختلف فئاته.
- تم إعداد مفارز من أعضاء الحزب للقتالات الخاصة وخصوصا حرب العصابات ومواجهة العدو داخل المناطق المبنية ، وكانوا هم النواة الأساسية لمقاومة المحتل داخل المدن وتدريب كل فصائل المقاومة الأخرى بغض النظر عن انتمائها الحزبي.
- تسليح الشعب وتهيئته للمواجهة فيما لو حدثت ، وهو ما حصل وصعب من مهمة المحتل.
- دعم تشكيل فدائيو صدام وتدريبهم تدريب متخصص عالي ، وهو ما برز خلال المواجهة العسكرية وبعد الاحتلال فكان ومازال لهم دور مميز وبارز.
أما الحديث عن دوره بقيادة المقاومة بعد الاحتلال فقد يتشعب ويطول كثيرا فهو لم يتخفى فعند دخول العدو لبغداد كان وسط أبناء شعبه وأمته مقاتلاً فذا شجاعا كعادته يقودهم في صولات شهد بها العدو نفسه وينظم صفوف المقاتلين ويعد واجباتهم وللإيجاز نعدد أبرز محطاته قبل أن يؤسر:
- إعادة توزيع التنظيم الحزبي وسرعة تأمين الاتصال بالرفاق وحشدهم للمقاومة.
- إعادة تشكيل القيادة العامة للقوات المسلحة وفق الظروف المستجدة والتي تكونت من ثلاث مناطق المنطقة الشمالية والجنوبية والوسطى حيث شكلت لكل منطقة قيادة تدير العمليات العسكرية ضد العدو ويكون ارتباطها بقيادة الحزب.
- الاتصال بشيوخ العشائر في مختلف مناطق العراق وتعبئتهم للجهاد ضد المحتل وتجهيزهم بالأسلحة ومستلزمات مقاومة العدو وتوجيههم بكيفية إدامة زخم المقاومة وكانت له لقاءات عديدة تمخضت عن ظهور سريع لمقاومة شعبية باسلة زلزلت الأرض تحت أقدام المحتل.
- تشكيل عدد من التنظيمات العسكرية المقاومة للمحتل وكان على رأسها جيش محمد الذي كان له شرف السبق بمجابهة العدو المحتل.
- ترتيب وضع تشكيلات فدائيو صدام والمجاهدون العرب المتواجدين داخل العراق والتنسيق بين هذه التشكيلات وتجهيزهم بمختلف الأسلحة وضباط الأركان والمختصين بحرب العصابات.
- التوجيه بالانفتاح على جميع الفصائل المقاومة من جميع المشارب (الوطنية والقومية والإسلامية) ومساندتهم وتقديم الدعم الغير مشروط لها مادامت تقاوم المحتل.
- الالتصاق بالشعب والفصائل المجاهدة ورفع معنوياتها وإرسال الرسائل المطمئنة لها عن طريق الخطابات المسجلة التي كانت تنشر بشكل دوري.
- التخطيط الاستراتيجي للمقاومة العراقية وإرساء قواعد عملها الوطنية.
- تقديم أبنائه وحفيده شهداء للعراق وهم يقاومون الاحتلال مسطرين أروع ملاحم الشجاعة والاستبسال ليكونوا مثالاً يحتذى به ويكون هو القدوة لشعبه في التضحية بالنفس والمال والبنون.
- عندما أسر رحمه الله وخلال محاكمته كعادته سطر أروع صور الصمود والصبر وهو يقف أمام محاكميه ليحاكمهم ويفرض هيبته ويخاطب أبناء شعبه وأمته وفي مقدمتهم المقاومين يدعوهم لاستمرار المقاومة والاستبسال و استرخاص النفس والأهل والمال مقابل التحرير .
- عندما اعدم كان استعراض للرجولة المؤمنة ولأعلى درجات الثبات والثقة بنفسه وأمته وأبدى شجاعة نادرة قبيل التفاف حبل المشنقة حول رقبته، وذلك بالرغم من المشهد المروع ، كان يواجه الموت والجلاد بتحد كبير، وذلك للدرجة التي كان يبدو فيها وكأنه يلعب دوراً في مشهد موت بطولي وكان يفترض يكون يوم ينتصر به المحتل وأذنابه عليه ليسجل ملحمة عظيمة جديدة سيخلدها التأريخ وسيظل يفتخر بها كل شرفاء الأمة ويتفاخر بها رفاقه في الحزب يعينهم على الثبات والصبر في نضالهم استكمالاً لمسيرته وإرساءً للمبادئ التي استشهد من اجلها ليعتلي شهيداً بأذن الله تعالى وروحه حية بيننا ومبادئه وأخلاقه مشاعل تنير درب المناضلين.
رحم الله الشهيد القائد في الذكرى العاشرة لاستشهاده ...