نحن لا ننجم ولا نرجم بالغيب ولا نخدع انفسنا وغيرنا حين نصرح ونعلن بان العراق ثائر شجاع بطل ما استكان يوما ولن يستكين . وكل من يكتب عكس هذه الحقيقة المطلقة غلطان وواهم أو لا يعرف شيئا مما حصل ويحصل في العراق منذ عام الغزو 2003 والى ساعتنا هذه أو انه مغرض مجند للترويج لباطل الاحتلال والعملية السياسية الاحتلالية المخابراتية المجرمة لتجميل وجهها القبيح .
يكفي عملية ارهابية أو ما شابه في أي بلد من بلدان العالم لتنهال المقالات والتصريحات عن خرق أمني أو ضعف في سياج البلد الوقائي وهشاشة الاجهزة وضعف السلطة الخ . فكيف يوصف العراق الذي لم تتوقف به الانفجارات والتفجيرات والمفخخات والعمليات الانتخارية وعمليات المقاومة ضد جنود الاحتلال وقردة العملية السياسية التي وصلت الى مئات العمليات التي تنفذها عشرات الفصائل المجاهدة يوميا ؟ الا يستحق العراق وصف بلد ثائر مقاوم من طراز فريد قد لا يكون له مثيل في التاريخ ؟؟
نعم العراق ثائر وعمليات مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية الفاشلة لم تتوقف في كل أنحاء العراق عبر البندقية و عبر التظاهر والاعتصامات والاحتجاجات المختلفة والنشر في وسائل الاعلام كافة مع بروز كبير لفعاليات المدن الثائرة المنتفضة المعروفة
ومنذ بدات الحرب على الموصل بحجة تحريرها من داعش وصعدت داعش من عملياتها لقتل الموصل وأهلها وفق اسلوبها الأرهابي المعروف ظهرت الى العيان عقدية حرب الموصل الاستراتيجية ليس بما دخلت عليها من أجندات الدول العظمى والكبرى ودول الاقليم وجيوشها وطيرانها الحربي فقط بل وفي نوع المدخلات والمخرجات الداخلية التي تصاعدت هي الاخرى وبشكل هستيري للبعض وموضوعي منطقي للاخر .
أول متغيرات الداخل العراقي هو اعلان المقاومة العراقية الباسلة وفي مقدمتها مقاومة البعث وحلفاءه عن المشاركة في حرب الموصل ضد داعش وضد الحشد الصفوي في ان واحد في دلالة لا غبار عليها من أن الطرفين ارهابيين ولكل منهما انتماءاته وعبوديته لاجندات خارجية بل وحتى في كونهما من مصدر انتاج وتصدير لذات الشركة المجرمة ايران واعوانها ..
ان العمليات النوعية المهمة اليومية للمقاومة الوطنية ضد داعش في الموصل والتفاف الشعب حولها كان يمكن أن يكون لها دور عظيم لو لم يزج الحشد الصفوي في المعارك ذلك لان زج الحشد يعني اعلانا صريحا عن جرائم ابادة ضد الاهالي وتخريب ونهب وسلب للمتلكات واجرام وحشي ثأري ايراني ضد المحافظة برمتها واعلان مبكر عن النتيجة التي ستؤول اليها الحرب الا وهي احتلال ايران للموصل .
لقد فشلت أميركا وحلفاءها ان لم تكن متعمدة في انجاز طرد داعش بوقت أقصر لانها وافقت أو غضت الطرف عن التعقيد المربك للجميع الذي دخل مع دخول الحشد السيستاني الى أرض نينوى. وكان بامكان القوات الامنية التابعة لحكومة الاحتلال ان تؤدي الغرض لوحدها مع الدعم اللوجستي المقدم لها من قبل التحالف الدولي وثورة المقاومة والاهالي في الداخل .
ان قرار دخول المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية في العمليات الشعبية ضد داعش هو قرار أستراتيجي شجاع بعيد الافق والنظر يؤكد عمق تفكيرها و قدراتها التكتيكية والاستراتيجية وفي كونها رقم صعب في معادلات العراق والاقليم فضلا عن كونه تجديد لانشطتها البطولية بعد فترة الخمول المتعمدة التي رافقت حقبة سيطرة داعش الارهاب على محافظات المقاومة الباسلة وهي فترة مقصودة ومتعمدة وادت اغراضها بعبقرية .
ان من حق أي محلل الان أن يدين استخدام الحشد الصفوي ليس لما ذكرناه انفا فقط بل أن يدينه وطنيا لان خسائره من العراقيين الجنوبيين المغرر بهم تدمي قلب جنوبنا المحتل وأهله المغلوبين على أمرهم تحت سطوة ايران وأرهاب حزب الدعوة المجرم وتشكيلات المليشيات الفارسية و(قوات القدس) الايراني ومخابرات ايران .
وعلى المستوى السياسي نشطت تزامنا مع الموصل مشاريع عديدة كلها تدعي الوطنية والتسوية والاقاليم الخ . فألقائمين على سلطة الاحتلال يقدمون مشروع تسوية وشركاءهم من الجهة الطائفية المقابلة يدرسون المشروع ويبادلونه بمشاريع . وتركيا تدخل في العقدة لتخلق لرواد منهجها السياسي موطئ قدم في مقابل رواد المشروع الايراني واميركا تضخ بنظام سياسي منتخب جديد يعتبر الموصل بيضة الميزان في كل ما قامت به الولايات المتحدة من غزو ودمار وأجرام في العراق حتى سمعنا علنا من المرشح الذي انتخب ان حرب الموصل ستنتهي بسقوط المحافظة بيد ايران !!.. ويالبؤس الاستنتاج وضحالته .
المشاريع تمتد على مساحة كونية من باريس الى عمان ومن بيروت الى الخليج ومن تركيا الى موسكو الى طهران وصولا الى واشنطن بما يجعلنا نتساءل ...
لم احتلت أميركا العراق ومعها اربعين دولة ان لم تكن قادرة على السيطرة عليه ؟ومن الذي جعل اميركا وحلفاءها يخفقون في المهمة ؟ولماذا لا تعترف اميركا بمن اذاقها الهوان وعرقل مشروعها في العراق بل اغرقه الى حد الانف الا وهو مقاومة العراق والتي تدرك اميركا انها ستظل تدمر مشروعها وتسقط حلفاءها وعملاءها في مهالك مميته؟
مشاريع التسوية تعبير أو وجه اخر من وجوه فشل الاحتلال وعمليته السياسية ومحاولات مستميته لبعث الروح في جسدها المتهالك. وكلها تعني مصالحة وتسوية بين أطراف العملية التي تقاتلت وتخاصمت مع بعضها على حافات المصالح الفئوية والشخصية والحزبية على حساب شعبنا .
ومع أوار معارك الحل والعقد في الموصل يحاول حزب الدعوة وزعيمه السفاح نوري العجمي الفارسي لملمة شتات من اشتراهم من (شيوخ الاسناد) سيئي الصيت مبتدأ من الانبار في لقاء طغت عليه احراجات توزيع الحصص الدولارية المذلة وانطلاقا من بغداد الى حيث ظن خاسئا خائبا انه سيخترق جدران الفشل وغضب الشعب وسقوط العقيدة وخذلان السياسة التي يواجهها حزبه العميل فلاقى ما لا يرضيه بل ما يقوض ويعلن عن السقوط السياسي لحزبه ولشخصه الذليل .لقد كانت ثورة شعبنا التي عصفت بوجه نوري الفارسي مدوية رغم انها ليست مفاجئة ونحن كنا نعلن عن الجمر المتقد تحت رماد الاحداث في الفرات والجنوب . لقد انتفضت ذي قار وميسان و البصرة بوجه العملية السياسية متمثلة بنوري وحزبه وأقتحمت عليه غرف نومه وقاعات لقاءاته التي لم تكتمل مرددة هتافا صم اذان اميركا وايران قبل ان يصم اذان نوري وحشده المهزوم ((يا نوري يا زبالة يا قائد النشالة )
وانسياقا وراء العادة البذيئة القبيحة وظلامية وانسداد الافق وطفح الادراك يعاد عوي الخائبين ان البعث يقف خلف كل ما يجري وانه يخطط للعودة..
عودة ؟؟؟:
وهل غادر البعث عذوق النخل وحلاوة التوت وصفرة حقول القمح والرمال وموج الرافدين وقباب المنائر ليعود ؟؟؟
الا خساتم فعزة العرب القائد عزة ابراهيم والبعث وشعب العراق الأبي يعبثون بالاحتلال وخططه وبكم وانتم غارقون في فضيحة النوم على وسائد الحماية الاجنبية التي ستغادر عما قريب لتترك رؤوسكم تتدلى لحكم الشعب .
العراق ثائر ويثور ..منتصر وينتصر والبعث والاخيار الابرار الاحرار والشعب كله يرتقي بفعل محسوب ومنظم وعفوي وفطري وخلقي لتحرير العراق باذن الله.
الثورة قائمة ومستمرة وما بعد الثورة هو النصر بعون الله ورعايته . ثم بجهد وجهاد رجال العراق الذين لا ينامون على ضيم مهما طال الزمن . ومن هؤلاء الرجال مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي الذين يعرف شجاعتهم الأعداء قبل الأصدقاء .
كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام