الدكتور ابو مصطفى الخالدي
ليلة أمس درجة الحرارة في بغداد نزلت ٢ درجة مئوية وسرعة الريح ١٨كم/بالساعة ، كانت باردة ونحن نحمد الله نعيش بين جدران وفوقنا سقوف عالية الجودة وشبابيك وابواب تقينا البرد وتحبسه عنا ولدينا تيار كهرباء ومولدات كهرباء بديلة للكهرباء الرئيسة وفي كل غرفة مكيف هواء ودفاية كهربائية ونفطية وكل غرفة تحتوي على عدد من البطانيات والملاحف وسجاد ودواليب مليئة يالملابس الثقيلة ورغم ذلك اوجعنا البرد ، اما الملايين من المهجرين العرب من العراق وسوريا يعيشون في الصحاري والجبال . في مناطق مكشوفه تصل درجات الحرارة فيها دون ١٠ درجات مئوية في بعض المناطق . ليس لديهم سقف يحمي رؤوسهم ولا جدران يلوذون بها ولا كهرباء يأنسون اليها ولا دفايات ولا اغطية ولا ملابس زائدة لان من هجرهم لم يمهلهم ليتزودوا بما يحميهم من حرارة الصيف ويقيهم برد الشتاء . ليس لديهم طعام يزودهم بطاقة تخفف عنهم شعور الانجماد ، هؤلاء لا ذنب لهم ولم يرتكب جرما بل هم كراما اعزاء ذنبهم انهم من مدن قاومت الاحتلال ورفضت الوجود الفارسي الصفوي ودافعت عن دينها ووطنها فعوقبت بالتشرد ويتفضل عليهم من ساهم بمأساتهم بخيمة مهلهلة اقامها على ارض طينية بمجرد هطول قليل من المطر تتحول الخيمة لسجن اجباري.
من يظن من المتعاطفين او الشامتين بهؤلاء انه بمنأى عن تحمل مسؤولية هؤلاء في الدنيا والاخرة فهو واهم جدا ، هؤلاء مسؤوليتهم في رقابنا وثقل المسؤولية يتناسب طرديا مع المكانه السياسية والاقتصادية للفرد والعائلة والشركات والمؤسسات والدول والمنظمات...
اضعف الايمان باتجاه مساعدة هؤلاء الكرام يتوجب التحرك والتحرك الجدي ومشاركتهم مأساتهم والتخفيف عنهم ولو بتقاسم رغيف الخبز والملابس والاغطية ...الخ ، لا يظن احد انه متفضل على هؤلاء او متقدم عليهم هؤلاء تقدموا علينا لا يسبقهم في فضلهم الا مجاهد ما زالت قدماه معفره بتراب الوطن او شهيد صعدت روحه الى الله تشكو له ظلم ذوي القربى وتأمر كل دول العالم علينا .
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وحسبنا الله ونعم الوكيل ...