في ذكرى وقوفك وقوف الأبطال شامخا شموخ نخيل العراق, وأنت تجسد صورة البعثي بكل ما في هذه الكلمة من معنى, الرجل الذي تحدى بشموخه جبروت أعدائه -والله- قد قتلت جلاديك جميعا لحظة وقوفك أمام ارجوحة الأبطال لتبقى حرا طليقا في كل نفس عربية وعراقية و كل شبر من أمتنا العربية.
انني لم أنس وقفتك الشامخة أين استحضرت لحظتها المبادئ التي نهلت منها وتربيت عليها و وناضلت من أجلها مبادئ حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة ... واستحضرت وقتها مبادئ الرجولة شجاعة عنترة ابن شداد و هو يذود عن شرف قبيلته ... وقار رسولنا العربي محمد صلى الله عليه و سلم و هو شامخ أمام اذاء قريش لرده عن دين الاسلام ... اقدام الخلفاء الراشدين الصديق و هو يحارب المرتدين والفاروق وهو يفتح بلاد فارس وذو النورين وهو يقاتل اعداء الاسلام وحيدرعلى صهوة جواده يفتك بالمشركين لاعلاء راية الله اكبر .... صبر مؤذن رسول الله وهو يئن" احد احد" ... شجاعة صحابة رسول الله ابو ذر الغفاري .. الزبير ومعاوية و هما ينشرون دين الحق القناء يقرع القناء, شجاعة جدك الحسين وهو يحارب أهل الفسوق ومن خرج عن دين الله ... شجاعة ابو جعفر المنصور وهو يسير دواليب حكم بغداد بكل حنكة واقتدار ... شجاعة عمر المختار وهو واقفا أمام المشنقة متحديا للاستعمار .
و ما نظرتك الثاقبة الى الأفق و انت تستقبل ( المشنقة) ضاحكا مستبشرا بمكانك كشهيد الى جانب حبيبنا محمد و صحابته و الشهداء في جنة عليين انشاء الله ...
لقد وقفت وقفة زادتك معزة لا بين رفاقك واحبابك فحسب وانما حتى لدى اعدائك ايضا لان استقبال الموت بهذه الصورة وفي هذه الحالة لمعجزة....ضاحكا مستبشرا بمقاومتك الوطنية الشريفة التي هندستها لضرب طغيان المغول المتصهين والفرس المجوس ومن والاهم و محييا لخير خلف على رأس المقاومة المجاهد المعتز بالله عزة ابراهيم نصره الله و هو يصول و يجول لحماية الارض و العرض في كل شبر من تراب العراق وأمتنا العربية .
ويقول للعالم ان صدام حسين سيموت جسدا و لكن سيبقى حيا رمزا و منهجا و عقيدة في فكر وعقل كل رفيق و حبيب .و كما قلت' لن ينته النضال و ستستمر المقاومة والليل لا بد ان يعقبه النهار "مبتهجا بزوال الاحتلال الامريكي واندحاره مهزوما منتحرا على اسوار بغداد وفشل مخططاته العدوانية مبتهجا ببوادر ثورة أبناء العراق الشرفاء على حكومة العمالة و طردهم انشاء الله بدون عودة, وها هي بشائر النصر الكامل بدأت تلوح في الأفق ان شاء الله في كل شبر من ارض العراق منادية بحماية شرف الماجدات و اطلاق سراح النشامى من المعتقلات والسجون العراقية.
انني لا أزال أستحضر رنين صوتك وانت تنادي بحياة فلسطين وحياة أمتنا العربية حيث لم تفارقك فلسطين تاج عروبتنا أبدا .. فلسطين قضية البعث المركزية ليعرف كل عربي انه لا يمكن التفريط في اي شبر من فلسطين المغتصبة مهما كانت الظروف ولا يمكن أن ننسى ان أرض فلسطين عربية وتبقى عربية للابد, وما الكيان الصهيوني المنبت الخبيث المغروس في تربة فلسطين المتجذرة في عروبتها انه زائل لا محالة عاجلا او اجلا .
ان حياة امتنا العربية و وحدتها وانعتاقها مرتبطة بحياة فلسطين وتحررها فما دام هناك من يعتز بعروبة فلسطين و يسعى لتحريرها فان هناك من يفتخر بعروبته ساعيا لوحدتها انني أتذكر دائما اخر الكلمات التي ردتتها بكل ايمان ورباطة جأش "اشهد ان لا الاه الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله " وكنت تحاول اعادتها مرة ثانية الا ان يد الغدر و الكفر تمنعك من ذلك لأن الصليبية و الصهيونية و الصفوية حاولوا منعك فرفع الخالق المولى من شأنها وجعل من صدام حسين يموت شهيدا ليبقى استشهاده غصة في قلب كل من عادى العروبة والاسلام .. فصدام حسين العربي المسلم يتم اغتياله يوم عيد الأضحى المبارك تعديا على مشاعر العرب و المسلمين وبدون احترام للمواثيق الدولية ولا القانون الدولي الذي يحرم الاعدام ايام الاعياد الدينية والوطنية وها هم الفرس المجوس واعوانهم اذناب الصفوية المتشدقين بالدين و التدين اصحاب العمائم الكاذبة يعيدون التاريخ لنتذكر مقتل خليفة رسول الله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال "اللهم اجعل بيننا وبين بلاد فارس جبلا من نار"حيث قتله المجوسي ابو لؤلؤة سىء الصيت الذي يعتبره الفرس المجوس الاب الروحي والبطل الشجاع وما جعلهم لقبره مزارا لخير دليل على ذلك لانه قاتل الفاروق الذي فتح بلاد فارس وهزم امبراطورية كسرى المجوس في معركة القادسية وما اشبه اليوم بالأمس فهاهم احفاد كسرى المجوس واعوانهم ينحرون صدام حسين لانه هزمهم اشد هزيمة ومرغ انوفهم الوحل وجرع شياطينهم السم في قادسية صدام ليعلن النصر يوم 8-8-1988 على أعداء الأمة و الدين فلولا أمريكا و الصهاينة لما استطاع الفرس المجوس التعدي على العراق وقيادته الوطنية ولو عدنا للتاريخ لنجد ان الفرس المجوس اليوم استعانوا بامريكا لاستهداف قوة العراق وبالامس استعانوا بالتتار لاستهداف الحضارة العربية الاسلامية في العراق, وقبلها باليهود لضرب حضارة بابل.
الى عليين مع الشهداء و الأنبياء شهيد الحج ذبيح العروبة والاسلام هدية البعث الى العراق و هدية العراق الى الأمة العربية.
لما سلكنا الدرب كنا نعلم
ان المشانق للعقيدة سلم"
بعث تشيده الجماجم والدم
تتهدم الدنيا ولا يتهدم
محمود مراد
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام