تحت شعار ( يجمعنا حبّ العراق وجذورنا فيه أينما نكون ) انعقدت في مدينة اوفيدو الأسبانيّة الدورة الحادية عشرة لمؤتمر المغتربين العراقيين للفترة من 8-10 نيسان 2017، بمشاركة مكثفة وواسعة جدّا من المغتربين العراقيين من معظم دول العالم، وبحضور شخصيات مرموقة من الدول العربية والاوربّية ومن منظمات غير حكوميّة دوليّة.
في بداية الجلسة الإفتتاحية قرأ الحضور وقوفاً سورة الفاتحة ترحمّاً على شهداء العراق وبخاصة شهداء مجزرة الموصل، ثم عُزف النشيد الوطني العراقي (ارض الرافدين) رمز العراق الحر المستقل.
وقد إنعقد المؤتمر في مرحلة تاريخية حرجة وقاسية يمرّ بها الوطن العزيز وسط تعاظم التداعيات للاحتلال الأمريكي-الايراني، في ظل وجود نظامٍ فشل في أداء أبسط واجبات الحكومة تجاه الشعب، بل وتمادى إلى أبعد الحدود في قمع الحريات وارتكاب جرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانية على أسس طائفية وعرقية، ونهب المال العام وتبديد ثروات العراق وربط الاقتصاد العراقي بديون ستشكل عبئا كبيرا على الأجيال القادمة، كما تمادت الحكومة المنصبة من قبل المحتل الأمريكي بالتفريط بأراضي ومياه وسيادة العراق.
واكدّ المؤتمرون على عمق ارتباطهم ببلدهم وهموم شعبهم، وسيظل المؤتمر محطّة من محطّات التفاعل بين المغترب العراقي واهله واخوانه في الداخل. كما استذكر المؤتمر المقاومة الوطنية العراقيّة الباسلة، وشهداءها الأبطال، وحيّوا صمود وصبر الأسرى والمعتقلين من أبناء العراق الذين يتعرّضون لأبشع أصناف التعذيب والمعاملة السيئة، في سجون السلطة وميليشياتها وأجهزتها القمعيّة.
وعاهد المغتربون، شعبهم العظيم، على المضي قدما بجهودهم من اجل متابعة ومحاسبة كل المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضدّهم وضد ابناءهم وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاؤهم العادل.
واتفق المؤتمرون على ضرورة قيام النخب العراقية المسلحة بالوعي العلمي والتاريخي والحضاري باستنهاض همم العراقيين وتفعيل جهودهم ونشاطاتهم للارتقاء إلى مستوى التحدّيات التي فرضتها المعركة التاريخية التي خاضها ويخوضها أبناء العراق من اجل تحرير بلدهم بكل الطرق المشروعة، والانتقال لمرحلة البناء والإعمار والتخطيط لمستقبل زاهر يليق بأبناءه وبتضحياتهم.
ركز المؤتمرون على تعميق الروابط بين الطاقات المغتربة وتوحيدها كونها تمثل كنزا من كنوز البلاد وثرواته الوطنية، والمتمثل بأبناءه المغتربين بكل أطيافهم، لما يمثلونه من رصيد مضاف للمساهمة في إعادة بناء دولة العراق من جديد.
القرارات
1- قرّر المؤتمرون أن يكون هذا المؤتمر مؤسسة وطنية دائمة بقيادة كفوءة تعمل وفق رؤية وأهداف محددة تبعث على الأمل، وأن يكون إطارها جامعاً يستوعب المغتربين العراقيين والعرب حول العالم، وبمختلف انتماءاتهم، وبمؤازرة الأصدقاء من أحرار العالم ومناضليه ممن يرفضون مشاريع ومخططات الاحتلال.
2- أن تكون منظمة المغتربين العراقيين منبرا لمعارضة وطنية وعربية حقيقية خارج حدود الوطن العربي لرفض مشروع الاحتلال ومخلفاته، وبذل المزيد من الجهود ليكون المؤتمر فاعلاً في المحافل الدولية وبخاصةٍ الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية.
3- الشروع بتأسيس شبكة دولية وإطلاق حملة مستمرّة ومؤثّرة لدعم قضايا الأمة العربية ضمن خطة عمل شاملة، مستثمرين بذلك دعم واسناد الأصدقاء في مختلف دول العالم ومنظماتهم المدنية والحقوقية.
4- تشكيل لجان إغاثة اللاجئين والمهجرين والنازحين داخل وخارج العراق وخاصة ابناء مدينة الموصل المنكوبة وغيرها من المدن والمحافظات العراقية التي تعرّضت للتدمير، وتكون هذه اللجان برئاسة رئيس المنظمة في كل دولة وبقيادة فريق عمل مركزي برئاسة أمين عام المؤتمر لتنظيم قوافل المساعدات بمختلف أنواعها وحسب امكانية كل منظمة. ويشيد المؤتمر بالجهود التي بُذلت في عدد من الساحات لإرسال قوافل من المواد التي يحتاجها النازحون العراقيون.
5- العمل على تشكيل (مجموعات ضغط) في عدد من الدول المؤثرّة في السياسة الدوليّة وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتضم شخصيات صديقة من تلك الدول وعدد من رؤساء الجاليات العربية وأعضاء الهيئات الادارية لمنظمات المغتربين، من اجل ان تتخذ هذه الدول مواقف عادلة وموضوعيّة تجاه القضايا والحقوق الوطنية.
6- العمل على تعميق وتوطيد العلاقات مع دول العالم ومؤسساتها الرسمية والمهنية والشعبية بما يصب في صالح استكمال تسجيل المنظمات في الدول التي لم تكتمل فيها بعد، واختيار الشخصيات الوطنية المقتدرة والكفوءة لقيادتها.
7- تعهد المؤتمرون أن يكون انعقاد هذا المؤتمر سنويا، باعتباره واجب وطني وقومي ينضوي تحته كل عراقي وعربي في المهجر، وأن تحمل المنظمة الطابع الوطني العربي والدولي، وتعمل برؤيا وأهداف انسانية رفيعة بعيدة عن التحزب السياسي أو الفئوي.
8- الاتفاق على ما ورد في اعلان المبادئ والبيان الختامي من مواقف تجاه القضايا العربية والإقليمية والدولية العامة ومنها:
- قضية التنمية والحريات والمشاركة الديمقراطية وحقوق الانسان في البلدان العربية والعالم.
- الحقّ المشروع في مقاومة الاحتلال ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
- إدانة قوى الإرهاب والتطرّف والعنصرية والطائفية والفساد والتخلف والتصدي لها ومقاومتها بمختلف الوسائل.
9- دعم المظاهرات المستمرة في مختلف مدن العراق التي ارتفعت واخذت طابع التنسيق وحطّمت حاجز الصمت وخاصة في جنوب العراق.
10- دعم الحوار بين القوى والأطراف السياسية الوطنية الرافضة لمشاريع الاحتلال والطائفيّة وإعادة الثقة فيما بينها والوقوف مع الجماهير وتطلعاتها نحو الغد الأفضل.
11- التأكيد والتنبيه على ان ما يطرح من مشاريع مصالحة هنا وهناك ما هي إلاّ شعارات تردّدها القوى التي جاءت مع المحتل فالشعب العراقي موحدّ بطبيعته ولا مشكلة حقيقة بين مكوناته.
12- يرثي المؤتمر الحال الذي وصلت اليه منظمة الجامعة العربية التي باتت متهرئة ولا تخدم طموحات وتطلعات الامة العربية، والتي تستوجب انتفاضة شعبية عربية لتغيير واقعها المأساوي.
13- أقرّ المؤتمر ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي الذي يمثل القوة الأكبر من قوة السلاح إذا ما تم أستخدامه بالطريقة الصحيحة، والدعوة إلى تنشيط اللجان الإعلامية ووضع سياقات جديدة لانجاح هذا القطاع المهم والحيوي، وضرورة التمييز بين الإعلام الموجه للداخل وبين ما هو موجه إلى دول العالم.
14 - التأكيد على مواصلة إبراز جرائم الإحتلال وتسليط الضوء على الجرائم الكبرى ومنها جريمة أبي غريب، وكذلك قرارات مجلس الأمن الخاصة بالعراق ومنها قرار الحصار الظالم الذين كان مفروضاً وما زال على الشعب العراقي بالرغم من الإدعاء بالغائه تحت ظلّ الاحتلال.
الأهداف
1- بذل الجهود الحثيثة لتقديم كل ما يحتاجه العراق من عون ومساعدة بما يضمن إعادة بناءه وتوفير حياة أفضل لكل العراقيين.
2- رفض كل اشكال الإرهاب والاعتماد على الوسائل والأدوات السلمية لتحقيق الهدف المنشود بعودة العراق آمنا مستقرا.
3- الاعتماد على شعبنا العراقي كمعين لا ينضب في مشروع البناء والحرية، وباعتباره قوة فاعلة في مسيرة التحرر والانتصار.
4- العمل على إستنهاض طاقات الشباب، من أبناء المغتربين، باتجاه خلق راي عام دولي مساند ومؤيد لمساعي المغتربين نحو تحقيق الأهداف الرامية الى تحرير العراق واخراجه من محنته.
5- تفعيل دور الماجدة العراقية في نشاطات المغتربين في مختلف الساحات، والتاكيد على اهميّة هذا الدور وضرورة إبرازه والعمل على تطوره كماً ونوعاً وباتجاه مشاركة أوسع للماجدة العراقية أينما تكون.
وفي نهاية المؤتمر تم انتخاب نائبين بالاضافة الى النائب المنتخب في المؤتمر السابق الاستاذ سيروان بابان من هولندا, وهم كل من المهندسة ميادة الدليمي من السويد و الاستاذ ديفيد ايوب من امريكا بصفة نائبين للامين العام الاستاذ عبد المنعم الملا من بريطانيا، كما تم انتخاب الاستاذ علي الدفاعي من هولندا، امين سر لمنظمة المغتربين العراقيين.
ولا بدّ من الأشادة بجهود المغتربين العراقيين كافة الذين ساهموا وعملوا على إنجاح المؤتمر وتحملّوا تكاليف سفرهم واقامتهم، مع عوائلهم في اعمال المؤتمر ووظفوا جهودهم في التنظيم والإدارة واستقبال الضيوف، كما ساهموا بالتبّرع لتغطيّة النفقات والمتطلبّات الأساسيّة من حجز القاعات وتغطية تكاليف سفر وإقامة بعض الضيوف، في حين قرّر عدد آخر من الضيوف المشاركة في المؤتمر على نفقتهم الخاصّة.
هذا وقد اختتمت اعمال المؤتمر في ساعة متأخرة من يوم الاثنين 10 نيسان 2017، بعزف النشيد الوطني العراقي ( ارض الرافدين ) رمز العراق الحرّ المزدهر المستقل.
ومن الله التوفيق وله الحمد على فضله في إنجاح المؤتمر.
الأمانة العامة
مؤتمر منظمة المغتربين العراقيين الدولية
اسبانيا - أوفيدو
10 نيسان 2017