خالد الشيخ - السلام المنشود، والإسلام الصحيح.

"أراده الرب الحج إلى الأراضي المقدسة للتكفير عن الخطايا" البابا اوربان الثانى.
لم ترتاح أوروبا منذ عام 1096 إلى يومنا هذا في البحث عن سلامها المنشود، تارة كان يأخذ هذا البحث وجه الدفاع المقدس عن السلام الرباني، ضد شياطين الإسلام، "الحروب الصليبية" وتارة يأخذ شكل الغزو الفكري والثقافي والمتمثل بالقيم والسلوك، وفي كلتا الحالتان يأتي دور الكنيسة موجهاً أحياناً أو محرضاً أو الداعم لتحرك معين يصب في مصلحه البقاء للسلطة الدينية وإن خفت لاحقاً.

الصراع الديني والاقتصادي كان كل ما سبق كتابته أنه الثابتة الوحيدة منذ مئات السنين، ولكن ليأتي البابا وترفع صوره على جدران الأزهر؟ إنه الجديد في مديات الصراع وليس صدفة مصطلح الإسلام الصحيح تتداول كلماتها مترافقة مع الزيارة والمؤتمر المنعقد من قبل الأزهر.
أي إسلام صحيح يبشرنا به الأزهر و يباركه البابا يحض عليه آيات فارس. هل صدفة أن الكل أصبح رسول سلام، همهم تنقيح وتعديل الإسلام ليصبح صحيح؟ من الواضح والجلي أن تلك الأسئلة مقدمة لمرحلة جديدة من الصراع يبدأ بعد ان أصبح الإسلام الدين الثاني في أوروبا. وبعد ان أصبح الإسلام الحالي موضوع على مجهر التشريح بحيث يجتث منه ما يتعارض مع الآخرين. إنها مرحلة حاسمة في تاريخ أمة ممنوع عليها النهوض والدفاع عن مشروعها الإنساني، وهنا السؤال لعلماء الأزهر الذين آزروا سابقاً حكام  وتخاذلوا مرات عديدة، وها هم الآن يتخاذلون  عن فضح الإرهاب ومن أنشأه ودعمه وسهل له مقابل البحث عن نتائجه، ونتائجه أسفرت عن مصطلح الإسلام الصحيح الذي يدلل أن وراء هذا الترويج الجديد مخطط أخطر مما سبق.