بعد أن قزم العبادي معضلات العرب كلها وحصرها بالإرهاب لتتحقق له فسحة المناورة العبثية في التذاكي على من يخاطبهم وفي حجر جماجمهم بمهمة واحدة يبرع بها الآن (بتدميره الموصل) كما يخيل له ألا وهي محاربة الإرهاب دون أن يفكر لثانية واحدة أنه لولا طائرات التحالف الدولي والقطعات العسكرية الأمريكية والبريطانية المشاركة في معركة الموصل والمشاركة الإيرانية المحورية لما كانت هنالك كلمة واحدة عن مقاتلة الإرهاب وتحقيق الانتصارات عليه ترد على لسانه المنافق، بعد تلك الوصلة التمثيلية انتقل العبادي إلى نقطة أخرى عجيبة هي دعم الجامعة العربية!!! حيث قال:
)لا بد من الوقوف هنا عند أهمية تعزيز مكانة الجامعة العربية لدى المواطن العربي الذي يتطلع إلى قرارات جادة تأخذ حيز التنفيذ وتؤكد مصداقية العمل العربي المشترك، وتساعد في إخراج المواطن العربي من حالة الإحباط التي لازمت.. (
نحن العراقيون نعرف أن أكبر جريمة وجهت لنظام البعث بعد الغزو وقام القادمون من إيران ومنهم الدعوة والمجلس وبدر بتولي نشرها وإشاعتها في الشارع وإلى يومنا هذا هي (تهمة وجريمة)
إهدار البعثيين وقيادتهم ودولتهم لأموال الشعب العراقي في دعم الجامعة العربية والعمل العربي المشترك وتقديم المساعدات للأقطار العربية. والعار الذي كان يتردد على ألسن هؤلاء ويوجهونه للبعثيين هو مصطلح (قومجية) لتلخيص عداءهم للعروبة ولصلة العراق بالأقطار العربية. ونحن كعراقيين نعلم علم اليقين أن الرابط بين ما يسمى بالائتلاف الوطني ومنه حزب الدعوة وبين إيران هو تماماً يناظر الرابط بين البعث والعروبة. فالدعوة والمجلس وبدر والعمل الإسلامي وحزب الله العراق وتوابعهما من ميليشيات هي فارسية العقيدة والانتماء وسنصدق أنهم فكوا ارتباطهم بفارس يوم يفك البعث ارتباطه بالعروبة !!.
ويوم يجد العرب بعثيا يعادي العروبة سيجدون دعوجيا أو بدريا مثلا يعادي دولة الولي الفقيه. وعليه فإن حديث العبادي عن الجامعة العربية ودعمها كذب وتمثيل وتهدئة لتفاعلات ظرف معروف يشي بمواجهة المد الإيراني من عدة أطراف أهمها أميركا ترامب وبعض الأقطار العربية التي بدأت تستشعر الخطر الفارسي الطائفي الحاقد على أمنها واستقرارها.
هي مناورة إيرانية لخداع القادة العرب والإيحاء بأن سلطة الخضراء لها هوية وهوى غير الهوى والهوية الفارسية.
أما الحديث عن شعب عربي وجماهير عربية وعن إحباطاتها فهو الآخر حديث أفصح عن مكر وخبث ونفاق العبادي وحزبه ويؤكد لنا أن الخطاب قد صاغته أنامل إيرانية. فحزب الدعوة الذي ينتمي له العبادي لا يؤمن بالأمة العربية ولا بالعروبة وهذه قضية عقائدية نعرفها عن حزب الدعوة الطائفي حد النخاع والذي حاول النفوذ إلى بعض مدن العراق عن طريق إظهار عراقية مخادعة في الأنبار وصلاح الدين مثلاً ليثبت أركان الاحتلال الإيراني ويغوي العاطلين عن العمل من شباب العراق في المحافظات الثائرة بالتعاون معه لكسب لقمة العيش ليس إلا.
الدعوة والعروبة لا يلتقيان وإذا ادعى دعوجي لقاءهما فهذا يستدعي مؤتمراً يعلن فيه حزب الدعوة تغيير عقيدته الطائفية فالعروبة لا يمكن أن تكون طائفية.
ثم..
هل فكر عرابو الاحتلال الإيراني للعراق ومنهم العبادي وحزبه وائتلافه بأن العرب كلهم من المحيط إلى الخليج قد أحبطهم تعاقد الأحزاب الطائفية مع أميركا لغزو العراق والذي بعده سقط الأمن القومي العربي واستبيحت حرمات العراق والعرب وهدرت دماءهم وضاعت ثرواتهم وحقوقهم الإنسانية برمتها؟
ثم:
كيف ينهي العبادي الخلافات والنزاعات الجانبية وميليشياته تعبر حدود العراق وتعبث بحياة الشعب السوري مثلاً؟ وكيف يعبرها وهو وبرلمانه يدعم علناً الطائفية وقواها في البحرين مثلاً؟
وكيف له أن يصدق في ادعاءاته وهو الذي قال بعد يومين من القمة إنه سيقطع اليد التي تمتد للحشد الشعوبي؟ الحشد الذي يتفق معظم العالم على أنه حرس ثوري إيراني يقوده قاسم سليماني ويتنفس مذهبية ظالمة مجرمة.
أما إشارته إلى النازحين والمهاجرين فهي تثير الشفقة فعلاً فهو وائتلافه هجر وعمل على نزوح ستة ملايين عراقي والعرب كلهم يعرفون هذه الحقيقة فالأردن لوحدها تستضيف نصف مليون مهجر عراقي ومصر تستضيف عدة آلاف والخليج يستضيف مئات الآلاف والعالم الآخر يستضيف ملايين !!!!.
أما حديثه عن شريحة الشباب مضحك مبكي.. عليه أن يقدم إحصائيات عن البطالة في العراق الآن. وعليه أن يقدم تعليلاً واضحاً عن كون الحشد في جله شباب عاطلين عن العمل وما التحاقهم في الحشد إلا لكسب لقمة العيش وأي كلام غير هذا باطل.
ثم..
ما هو موقف العراق الواضح من القضية الفلسطينية؟ العبادي لم يخبر القادة العرب وجملته كانت هنا تبدو مقطوعة ومبتورة. العبادي والعملية السياسية لم تقف موقفاً عربياً واحداً يؤيد هذا الادعاء الأجوف بل على العكس فهم وميليشياتهم من شرد الفلسطينيين من العراق واستولوا على ممتلكاتهم بعد الاحتلال مباشرة. والحالة الوحيدة التي عبر بها نظام الخضراء حدود العراق هي بالمليشيات التي تخلق الخلاف والبغضاء في سوريا وفي غيرها وليس الوئام.
وحديث العبادي عن المشاريع يثير السخرية: أين مشاريعهم في العراق؟ هل يقصد المشاريع الوهمية التي شكلت هيكل الفساد المالي والإداري وضاع من جراء تريليونات الدولارات؟ هذه أيضاً قضية لا ندعيها نحن بل يعرفها القاصي والداني.
ويدعو العبادي إلى موقف عربي ضد أي تجاوز على (السيادة الوطنية للعراق).. يا سلام..
أية سيادة هذه..؟ ألم يكن حريا بالقمة أن تقول للعبادي إن السيادة التي تتكلم عنها تقصد بها حصراً أي تصريح لعربي يستنكر فيه طائفية العملية السياسية وفشلها لا أكثر ولا أقل..
أما جيوش العالم التي تحط وتطير فأنت لا تعتبرها يا عبادي خرق للسيادة.
وأما كونك أنت ومن معك جاء بك غزو واحتلال فهذه ليست عندك قضية سيادة.
وأما أن تجلسون مع قاسمي وخامنئي وأنتم في حال تنكيس الرؤوس وبلا علم عراقي فهذه لا تمس السيادة.
وأن ترتبطوا بمعاهدة إطار استراتيجي تبيح لأمريكا إدخال جيوشها للعراق متى شاءت فهذه ليست قضية سيادة.
نكتفي بهذا القدر من التوضيحات ونترك القارئ الكريم بنصوص من الخطاب الذي لم يحتوي على كلمة صادقة واحدة باستثناء عبارة البسملة.
(ويجب علينا تعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسة الجامعة العربية وأن تكون بمستوى طموحاته وتطل
إننا ندعو إلى التوجه نحو تحقيق الاستقرار كهدف استراتيجي وإنهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والتفكير بملايين المواطنين الأبرياء النازحين والمهاجرين والمشردين من مختلف الدول العربية والذين يموتون غرقاً عبر المحيطات وهم يفرون من جحيم الاقتتال الداخلي، والتركيز على ما يخدم حاضرنا ويرسم مستقبلاً زاهراً لشعوبنا ويسمح لهم بالعيش بسلام ومحبة في أوطانهم ويفتح لهم أبواب الأمل بغدٍ أفضل.
إن ثروات أمتنا يجب أن توجه للبناء والإعمار واستخدام التكنولوجيا المتطورة والعمل على بناء شبكة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة ورفع المستوى المعيشي وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية وللقضاء على الفقر والجوع والتخلف.
إنّ شريحة الشباب تمثل الثروة الأهم في الموارد البشرية المنتجة والفاعلة في مجتمعاتنا العربية، ولا بدّ من الاهتمام بمشاكلهم والعمل بجد على إطلاق مشاريع عربية فعالة لتطوير قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم في جميع المجالات، والعمل على توفير فرص عمل تمنع وتحصن الشباب من الانجرار إلى التطرف بكل أنواعه.
إنّ موقف العراق الذي هو دولة مؤسسة للجامعة العربية واضح تجاه الثوابت والقضايا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإننا نرى أن الإرهاب والتطرف والانشغال بالنزاعات الداخلية أدى إلى حرف الأمور عن مسارها الصحيح وتبديد الجهود والتضحيات وتحويل الأولويات إلى قضايا ثانوية.
كما أدعو إلى موقف عربي موحد تجاه أي تجاوز على السيادة الوطنية للعراق أو أية دولة عربية، وعدم السماح به واعتبار ذلك خطاً أحمر في علاقاتنا مع الدول، وأن تكون علاقاتنا مع جميع الدول مبنية على الثقة وعدم التدخل واحترام السيادة والتعاون وتبادل المصالح.
أيها الأخوة:
إن العراق دولة موحدة أكثر من أي وقت مضى ولولا هذه الوحدة والتماسك لما استطعنا تحرير أراضينا وإلحاق أكبر هزيمة بعصابة داعش المجرمة، وجيشنا مرحب به ويطمئن لقدومه كل أبناء شعبنا في جميع المحافظات ويبذل المقاتلون الغيارى أرواحهم لإنقاذ المدنيين من داعش، وأن العراق الذي كان ممزقاً وثلث مساحة أراضيه تحت سيطرة داعش، قد تحرر وانتصر، وقد أوفينا لشعبنا بما تعهدنا به في تحرير كامل مدنه وأراضيه من داعش.
إنّ جميع العراقيين يشاركون في تحقيق هذه الانتصارات، ومن مختلف الأديان والقوميات والطوائف يقفون معاً في معركة الدفاع عن وطنهم ويحظى هذا الدفاع بدعم المرجعيات الدينية وعلماء الدين من كل الطوائف.
إن داعش قامت بعملية خداع كبرى حين ادعت زوراً وكذباً الدفاع عن أهل السنّة لكنها في الحقيقة قتلت الشيعة والسنة والمسيحيين والأيزيديين والعرب والكرد والتركمان، وجرائمها شملت كل الطيف العراقي وتدمير للآثار والمساجد والكنائس.
إن داعش هي مشروع تخريبي لتفكيك دولنا ومجتمعاتنا أولاً، ولزيادة ثقافة الكراهية للعرب والمسلمين في دول العالم الأخرى، ويجب علينا الانتباه لهذا المخطط الذي يجري تنفيذ فصوله على أرض الواقع، والتصدي له بكل قوة.
إن العراق لجميع العراقيين دون تمييز ونحن دولة تحترم التنوع الديني والقومي والمذهبي والفكري، ولدينا مؤسسات دستورية تحمي هذا التنوع وتدافع عن حقوق جميع العراقيين وفق مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً بسبب خطابات الكراهية والتحريض الطائفي، وما نطلبه من إخوتنا العرب أن يساعدونا في القضاء على خطاب التمييز والكراهية وأن يكون الخطاب والإعلام داعماً لوحدة شعوبنا وليس مفرّقاً ومحرضاً على القتل والتدمير.
نحن نواجه الإرهاب الذي يستهدف المدنيين بالسيارات المفخخة والانتحاريين، وعصابات الجريمة المنظمة التي تخرق القانون، ونواجه الفساد الإداري والمالي، ولا نفرق بين الإرهاب والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الآخر، وجميع ذلك يمثل عدواً وتحدياً مشتركاً.
إننا نعمل على بسط سلطة القانون في جميع أنحاء العراق وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على جميع المظاهر المسلحة.
ومع كل التحديات الصعبة والأزمة المالية التي واجهتنا نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية فقد مضينا بعمليات التحرير وتسليح قواتنا كما مضينا في تنفيذ (برنامجنا الإصلاحي الشامل في جوانبه السياسية والاقتصادية والمجتمعية) والذي لا يقل صعوبة عن التحديات الأخرى ولكننا قطعنا أشواطاً مهمة منه ونحن مصممون على تنفيذه مهما بلغت التحديات.
لقد باشرنا وبمساعدة المجتمع الدولي بتنفيذ برنامج إعادة النازحين الذين هجرتهم داعش إلى مدنهم المحررة ووضعنا برنامجاً متكاملاً لإعادة الاستقرار والخدمات إليها، وندعو الدول العربية كافة إلى المشاركة في جهود إعادة البناء والاستقرار في هذه المدن التي لحق بها دمارٌ كبير.
إن العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد القضاء على داعش وطردها خارج حدودنا، وهي مرحلة لا تخص العراق وحده وإنما تشمل جميع الدول العربية التي يجب أن تتعاون وتوحد جهودها وتتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش أو انتشارها لدول أخرى(...